جيسكار ديستان ينشر رواية عن غرام بين رئيس فرنسي وأميرة بريطانية

الرئيس الفرنسي الأسبق رسم ملامح الليدي ديانا

الأميرة ديانا والرئيس الأسبق جيسكار ديستان أثناء عشاء في قصر «فيرساي» عام 1994
TT

في منطقة وسطى بين الواقعية والخيال السياسي، تصدر للرئيس الفرنسي الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، قريبا، رواية عاطفية بطلاها أميرة بريطانية شابة تعاني من تعاستها مع زوجها، ورئيس أرمل للجمهورية الفرنسية. وإذا كانت ملامح البطلة تتطابق مع الليدي الراحلة، ديانا سبنسر، طليقة ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، فإن ملامح بطل الرواية تجمع بين ما عرف من اهتمامات للمؤلف نفسه وبين الرئيس الراحل، فرانسوا ميتيران.

ورغم الميول الأدبية لجيسكار وانتخابه عضوا في الأكاديمية الفرنسية، فقد أثارت الأخبار المتسربة عن كتابه الجديد الدهشة والتساؤلات، خصوصا أنه من النوع الروائي الذي يستند على وقائع سياسية وملتقيات عالمية ويجعل منها الديكور الذي يسمح للحبيبين باللقاء.

فالبطلان، الحسناء باتريسيا أميرة كارديف، والرئيس جاك هنري لامبرتي، يتعارفان أثناء عشاء رسمي يقام في قصر «باكنغهام» في لندن، في ختام اجتماعات لقادة الدول الصناعية السبع الكبرى، أواسط الثمانينات من القرن الماضي. أي في الولاية الأولى للرئيس ميتيران. وتتوطد العلاقة بين الأميرة والرئيس حيث تشكو له زوجها الأمير الذي صارحها، منذ زواجهما، بأنه يقيم علاقة مع امرأة أخرى ولا ينوي قطع تلك العلاقة. أما هي فتدخل في مغامرات عابرة لكي تنسى خيانات الزوج، كما تنخرط في رعاية الجمعيات الخيرية مثل مساعدة الأطفال المصابين بالإيدز وفي محاربة الألغام الأرضية. ثم ينتهي المطاف بالأميرة البريطانية بالوقوع في غرام الرئيس الفرنسي.

ويلعب جيسكار على المفارقات التي جعلت من المنازل الرسمية، سواء في فرنسا أو بريطانيا، مسارح لمغامرات عاطفية على مستوى القمة وخيانات تكشفت للعامة في سلسلة فضائح نشرتها الصحف الشعبية ومجندوها من «البابارازي». فالأميرة والرئيس يواصلان لقاءاتهما العاطفية في الاستراحات الملكية حينا، وفي القصور الجمهورية، أحيانا، ومنها قصر «رامبوييه» القريب من باريس، الذي يَبْرَعُ المؤلف في وصف ردهاته وحدائقه وصف المجرب والمتآلف مع المكان. ومن المعروف أن جيسكار، المولع بالصيد، كان يحب دعوة أصدقائه إلى رحلات صيد في الغابات المحيطة بهذا القصر الرئاسي، أثناء ولايته في سبعينات القرن الماضي. وتشير القراءات الأولى للرواية، التي اطلع عليها محررون معدودون، إلى أن المؤلف استطاع، بفضل أسلوبه المتين واطلاعه الواسع على الأدب الفرنسي، إنقاذ روايته من الخفة والسطحية وتضمينها إشارات واستعارات من نصوص أدبية سابقة وشخصيات روائية، يستحضرها البطل ويستعين بها في سعيه للتقرب من محبوبته.

اختار المؤلف لروايته عنوان «الأميرة والرئيس»، وهي ستصدر عن منشورات «إكس أُو» العائدة لبرنار فيكسو، صهر جيسكار وزوج ابنته فاليري آن. وتخصصت الدار، في السنوات الخمس الأخيرة، في «طبخ» الكتب التي يراد لها تحقيق أعلى المبيعات. وتساءل محرر صحيفة «الفيغارو»، أمس، عن «الحد الذي يمكن للرواية أن تبلغه في الجمع بين الخيال والواقع؟ وأي حصة يمكن للذاكرة أن تحتفظ بها في سياق تطورها؟ هل هي رواية متخيلة تماما، أم شطحة للمؤلف، أم قصة حقيقية؟ الجواب لدى الكاتب الذي يملك وحده مفتاح هذه الأحجية التي هي جذر كل نص أدبي».