مهرجان الكوميديا الشرق أوسطية يجد رواجا في هوليوود

بمشاركة عدد من ممثلي الكوميديا من مصر إلى أفغانستان

رامزي فرج الله و وليد زعيتر يقدمان فاصلا كوميديا ضمن مهرجان الكوميديا العربية في نيويورك عام 2005 (أ.ب)
TT

أطلق رجلان أميركيان من أصل شرق أوسطي مهرجانا كوميديا لتغيير الصورة النمطية عن سائق سيارة الأجرة الإرهابي، والإثبات لهوليوود أن بطل فيلم «أمير الفرس» جيك غيلينهال، ليس الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور عربي محبوب.

وأطلق مؤسسا المهرجان روني خليل، وريان شرايم، مهرجان الكوميديا الشرق أوسطية في الأسبوع الماضي في هوليوود بعروض «ستاند أب كوميدي» تستمر لأربعة ليال نفدت تذاكرها تماما، ومسرحية هزلية في لاف فاكتوري ومسرح أكمي كوميدي. وبالإضافة إلى ذلك دعيا مع الجمهور وكلاء تمثيل ومديري قنوات تلفزيونية، وأقنعا مجموعة «ديزني/ايه بي سي» التلفزيونية بالمشاركة في رعاية المهرجان، مع KPCC ـ FM (89.3)، وبرنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا الجنوبية.

يقول شرايم، الممثل الأميركي من أصل لبناني: «تدور فكرتنا حول إظهار إمكانية الترويج للشرق أوسطيين. وما نفعله هو لفت انتباه وسائل الإعلام الأميركية السائدة لأنواع محددة من الثقافة داخل الولايات المتحدة».

وقد بدأ المهرجان فاعلياته ليلة الثلاثاء بحضور عدد من ممثلي الكوميديا من مصر إلى أفغانستان، ليعبروا عن سخريتهم من عدة أشياء مثل الختان. وكان الممثل الوحيد من إسرائيل هو إسرائيل كامبل، وهو ممثل كوميدي يهودي أرثوذكسي من فيلادلفيا، وكاثوليكي سابق كانت زوجته السابقة مصرية. وهو يعيش حاليا في القدس، وسيبدأ أول عرض مسرحي له خارج مسرح برودواي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني). ولكن تلك قصة أخرى.

وتمزح الممثلة الأميركية من أصل سوري ولبناني جام كرم، قائلة إنها لم تصحح لوكلاء التمثيل ما استوعبوه خطأ على أنها يهودية، لأنها شعرت أنها قد تحصل على المزيد من العمل بتلك الطريقة. وكان الممثل الكوميدي آرون قادر، ووالده فلسطيني الأصل ووالدته مورمونية، أكثر صراحة في الحديث عن السياسة في الكوميديا، التي يقدمها، التي تحتوي على أخطاء سياسية، حيث سخر بحدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حينما صادق على إقامة دولة فلسطينية في الصيف الماضي. وقال: «لقد استغرق منا الأمر 60 عاما».

وصعد كامبل إلى خشبة المسرح وهو يرتدى معطفا من الصوف متوسط الطول، ويضع لحية طويلة ويرتدى قبعة، ثم سأل: «هل الجو دافئ هنا أم أنني الشخص الوحيد الذي يرتدي ملابس تناسب بولندا في القرن التاسع عشر؟» ويأتي المهرجان في أعقاب اتجاه كوميدي لجذب الانتباه بعيدا عن أحداث كبرى، الذي ظهر بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، عندما بدأت مشاعر الكراهية ضد المسلمين في الانتشار. ويأتي أيضا بعد مهرجان الكوميديا الأميركية العربية في نيويورك، الذي انطلق في الوقت الذي بدأت فيه القوات الأميركية في إقامة معسكراتها في بغداد، وأيضا بعد جولة كوميديا محور الشر، التي بدأت بعد عدة أشهر من وقوع الهجمات الإرهابية على قطار الأنفاق في لندن.

ويقول خليل، الأميركي من أصل مصري، الذي يجوب عادة الشرق الأوسط في جولات: «علينا أن نقوم بدور فعال في تقديم المزيد من البرامج والاستعانة بمزيد من الكتاب لإظهار الثقافة وتوضيح المعلومات الخاطئة. ومن غير الواقعي أن نعتقد أن شخصا نشأ في أميركا، بدون تأثره بالشرق الأوسط، يستطيع أن يؤدي الشخصيات بصورة صحيحة».

وفي الحقيقة، لا يستعين معظم مؤلفي الأفلام أو التلفزيون في أميركا بشخصيات من الشرق الأوسط، إلا إذا كانوا يخططون للحديث عن الذوبان المجتمعي، أو اختطاف الفتيات، أو مساعدة بطل غربي. وقد اعتاد كل من شرايم وخليل، مثل الكثير من أقرانهم، على دخول اختبارات لاختيار ممثلين في أدوار إرهابيين. وهم يعرفون الكثير من الممثلين الشرق أوسطيين الذين يحتفظون بأصلهم سرا. ولكن يمتلك شرايم وخليل عقلا متفتحا، حتى بعد مشاهدة الفيلم التسجيلي الذي أنتج عام 2006: «ريل باد أرابس: كيف تذم هوليوود شعبا» في العام الماضي.

ويقول خليل: «كنا نعتقد أن ذلك لم يعد دقيقا. فقد تحسنت الأمور كثيرا. ثم ذهبنا بعد ذلك لمشاهدة فيلم «المأخوذ» (وهو فيلم حركة لليان نيسون) في اليوم التالي. وكان هناك شيخ بدين يحمل سيفا يطارد الفتيات. فقلنا: حسنا، نعتقد أننا نحتاج إلى إطلاق هذا المهرجان».

لذا شرعا في الإلحاح على الوكلاء ومطاردة وسائل الإعلام. واقترح أحد الوكلاء اسم عميله الهندي قائلا: «إن عميلي ليس شرق أوسطي ولكن يتم طلبه في أدوار إرهابيين». وألقى ممثل محطة تلفزيونية محلية نظرة على بيانهما الصحافي ثم قال لهما: «لا يمكننا التطرق لذلك، إنه أمر سياسي للغاية».

وعلق خليل قائلا: «عندما تضع كلمة شرق أوسطي، إلى جانب هوليوود، يتساءل الناس، ما الذي يحدث؟»

* خدمة «لوس أنجليس تايمز».

خاص بـ «الشرق الأوسط»