رومان بولانسكي يواجه احتمال محاكمته عن قضية اغتصاب.. عمرها 32 سنة

حملة لكبار الفنانين العالميين لإطلاق سراح المخرج البولندي الكبير

رومان بولانسكي (إ.ف.ب)
TT

في أول تحرُّك لها بعد فوزها بمنصب المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أعربت البلغارية إيرينا بوكوفا عن «صدمتها» لاعتقال السلطات السويسرية المخرج البولندي ـ الفرنسي العالمي رومان بولانسكي. وقالت بوكوفا في تصريح لوسائل إعلام في باريس، أمس، إنها تجهل تفاصيل قضيته لكنه يبقى شخصية ثقافية معروفة عالميا. وبينما وقّع عدد من كبار الممثلين والمخرجين عريضة تطالب بالإفراج عن بولانسكي أشار وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران إلى أن الرئيس نيكولا ساركوزي يتابع هذا الملف «باهتمام كبير». السلطات السويسرية كانت قد وقفت المخرج البولندي الأصل (76 سنة) يوم السبت الماضي لدى وصوله إلى مطار زيوريخ الدولي للمشاركة في مهرجان سينمائي، تنفيذا لمذكرة إلقاء قبض صدرت في حقه قبل أكثر من 30 سنة، في الولايات المتحدة الأميركية. وكان بولانسكي قد تعرض للاحتجاز والتحقيق معه في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا عام 1977، بتهمة إقامة علاقة مع سامانتا غيمير، وهي أميركية قاصر كانت في الثالثة عشرة من عمرها يوم ذاك. لكنه هرب من البلاد في العام التالي مع اقتراب موعد الحكم عليه، وانتقل للعيش في فرنسا حيث حصل على جنسيتها، وصار في مأمن من خطر تسليمه إلى السلطات الأميركية. لكنه يواجه اليوم احتمال أن تسلمه سويسرا إلى العدالة في كاليفورنيا، رغم أن صاحبة الدعوى، التي تزوجت وصارت أُما لثلاثة أبناء، أسقطت حقها في مقاضاته ودعت إلى العفو عنه.

وحشد العاملون في الحقل السينمائي في أوروبا جهودهم أمس للمطالبة بإخلاء سبيل بولانسكي. ومن بين الموقعين على عريضة التضامن معه المخرجون كوستا غافراس وإيتوري سكولا وبرنار تافيرنييه والممثلتان مونيكا بيلوتشي وفاني أردان ورئيس مهرجان «كان» جيل جاكوب. وجاء في العريضة أن «من غير المقبول أن يدعو مهرجان سينمائي دولي واحدا من أكبر المخرجين المعاصرين، من أجل تكريمه، ثم تتحول الدعوة إلى مصيدة بوليسية». أما العبارة التي أثارت الانتباه فهي التي صدرت عن الوزير ميتران الذي قال: «مثلما هناك أميركا الكريمة التي نحب، هناك أيضا أميركا لعينة تثير الخوف. وهذه الأخيرة هي التي كشفت لنا وجهها» (في هذه القضية). وأمس أيضا قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إنه ونظيره البولندي خاطبا هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، بخصوص قضية بولانسكي.

الجدير بالذكر أن بولانسكي كان قد حاول، من خلال محامين مشاهير في ميدانهم، إلغاء الحكم القديم الذي صدر ضده في إحدى محاكم لوس أنجليس، لكنه فشل في مسعاه. وقال محامو المخرج الحائز على الأوسكار عن أفلام تعد اليوم من كلاسيكيات السينما مثل «طفل روزماري» و«تشاينا تاون»، إنهم طلبوا من المحكمة إحالة أوراق القضية إلى مجلس قضاء كاليفورنيا لاختيار قاض «غير منحاز من خارج المنطقة»، لكن كبير قضاة المحكمة بيتر إسبينوزا قضى بأن خطوة الدفاع «تكشف عن انعدام الأرضية القانونية لإلغاء الحكم، لذلك تقرّر رفضها».