«لمسة كارلا» تضفي لمحة إنسانية على سياسة ساركوزي

فتش عن المرأة في استدارة الرئيس الفرنسي إلى اليسار

TT

كيف تراجع الرئيس نيكولا ساركوزي عن إجبار المهاجرين الراغبين في لم شمل عائلاتهم بالخضوع لفحص الحمض النووي؟ الجواب: «فتش عن كارلا». فقد كشفت مصادر من داخل الحكومة الفرنسية أن قرينة الرئيس لعبت دورا في إلغاء هذا الشرط المهين الذي كان يضطر العامل الراغب باستقدام زوجته وأبنائه إلى فرنسا أن يجري لهم فحصا للحمض النووي لإثبات انتسابهم إليه. ورغم أن العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان اعترضت وتظاهرت ضد إضافة هذا الفحص إلى الوثائق المطلوبة في ملفات جمع الشمل، فقد أخذ القرار طريقه إلى مجلس الشيوخ وصار قاب قوسين من التطبيق، ثم فوجئ الجميع بتدخل ساركوزي شخصيا، ضد سياسة وزارة الهجرة، وإغلاق الجدل حول الحمض النووي.

إنها «لمسة كارلا» التي لم تكتف بالمساهمة في تخفيف وزن زوجها الرئيس والإشراف على ثيابه ورياضاته، بل امتدت إلى قرارات كثيرة ذات طابع ثوري، منها الإفراج عن سجينة إيطالية من أعضاء الألوية الحمراء، كانت تقضي عقوبة في فرنسا، والامتناع عن تسليمها إلى سلطات بلدها لأسباب وصفت بـ «الإنسانية»، نظرا لمعاناتها من مرض عضال. وتكشف، فيما بعد، أن الممثلة والمخرجة السينمائية فاليريا بروني، شقيقة كارلا، كانت تزور السجينة في زنزانتها وهي التي حثت كارلا على التدخل لإطلاق سراحها. هل توجه كارلا زوجها «يسارا در»؟ لم يعد خافيا أن بعض سياسات الرئيس الفرنسي تبز الأهداف المعلنة لخصومه الاشتراكيين و«تقتبس» منهم الكثير من برامجهم. بل مضى الرئيس اليميني إلى حد إغراء شخصيات يسارية عريقة بدخول حكومته أو قبول مناصب في عهده. وآخر هؤلاء وزير الثقافة الجديد فريديريك ميتران، ابن شقيق الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران. وهنا أيضا، رسخت «لمسة كارلا» من هذه التوجهات وشجعتها، خصوصا أنها تنتمي إلى عائلة إيطالية تتعاطى العمل الفني واشتهرت بميولها اليسارية.

صحيح أن ساركوزي كان حريصا على إحاطة نفسه بعدد من مشاهير نجوم الغناء والسينما، منذ أن كان وزيرا للاقتصاد ثم للداخلية، لكن لمسة كارلا وسعت من دائرة الفنانين الذين يتلقون الدعوات إلى مائدة الرئيس وزوجته التي لم تترك مهنتها كمغنية، بعد ارتباطها به. ومن هؤلاء المغني جوني هاليداي ومطرب الراي الجزائري فضيل ومغني البوب دوك جينيكو.