أبوظبي: الخليجيون يحتفون بالصيد والفروسية على وقع رقصات فرقة خيالة الملكة إليزابيث

مزادات للإبل والخيل والصقور.. وعروض للأسلحة المرخصة

لا تتوقف أنشطة المعرض على العرض فقط أو المزادات، بل الفرصة متاحة لاقتناء أحدث معدات الصيد والفروسية والأسلحة (أ.ف.ب)
TT

على وقع خيول فرقة الخيالة البريطانية الخاصة بالملكة إليزابيث، وجنبا إلى جنب مع التراث الإماراتي، احتفل الخليجيون أمس بالنسخة الجديدة 2009 من المعرض الدولي للصيد والفروسية، الذي لم يكن معرضا بقدر ما كان إعادة لترسيخ فعاليات تراثية كثيرة أبرزها الصيد بأنواعه المتنوعة، ولكن بلمسات القرن الواحد والعشرين.

وفي دورته السادسة، أضحى معرض الصيد والفروسية مناسبة مهمة لالتقاء المهتمين بهذه الهوايات، ليس في الإمارات فحسب، بل من دول مجلس التعاون الخليجي كافة، الذين يحرصون على حضور المعرض المتخصص، الذي يعد بالنسبة إليهم فرصة فريدة للمشاركة في مزادات الخيل والإبل والصقور، ومسابقات كلاب الصيد العربي السلوقي وأنشطة الصيد التقليدية، والمباريات الفنية.

ولا تتوقف أنشطة المعرض على العرض فقط أو المزادات، بل الفرصة متاحة لاقتناء أحدث معدات الصيد والفروسية والأسلحة، ولكن بالتأكيد وفقا للضوابط التي وضعتها وزارة الداخلية الإماراتية، التي تقتضي بتقديم شهادة حسن سيرة وسلوك، بالنسبة للمواطنين الإماراتيين، فيما يتطلب للمواطنين الخليجيين تقديم خطابات رسمية من قبل وزارات الداخلية في بلدانهم، مع تصديقها من سفارات بلدانهم لدى الإمارات.

ويحفل المعرض كذلك بمجموعة متنوعة من السمات الخاصة التي تبهر الزوار وتبرهن على التراث الثقافي والحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، كمسابقة إعداد القهوة العربية وأفضل القصائد النبطية في الطير والمقناص وأفضل بحث في الصيد والفروسية عند العرب وأجمل سلوقي (من كلاب الصيد) وأجمل لوحة فنية وصورة فوتوغرافية فضلا عن الفنون الشعبية والفلكلورية.

وتشارك فرقة الخيالة البريطانية الرسمية التابعة للملكة إليزابيث في المعرض من خلال تقديم عروض موسيقية نادرة لأول مرة بالشرق الأوسط، وذلك بدعوة من هيئة أبوظبي للثقافة، حيث سيعرض 36 جنديا يمثلون فرقة الخيالة الملكية البريطانية تحت اسم «العرض الموسيقي» مهاراتهم التراثية في فنون الفروسية بزي احتفالي بريطاني مميز ومكرس للموسيقى. وخلال أيام المعرض الأربعة، ستكون هناك باقة من الفعاليات والمسابقات التي لاقت استحسان الجمهور والعارضين خلال الدورات السابقة، إضافة إلى تنظيم جديد يعكس القفزات النوعية التي حققها المعرض لهذا العام على الأصعدة كافة، خاصة صعيد تفعيل جانب الفروسية، ومن أهمها مشاركة فرقة الخيالة البريطانية الخاصة بالملكة إليزابيث في المعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، حيث ستقدم الفرقة عرضا خاصا للزائرين مدته 5 دقائق يوميا على امتداد أيام المعرض. لكن ما الأهداف الرئيسية لتنظيم معرض الصيد الذي ينظم سنويا منذ عام 2003؟ يقول مسؤولو المعرض إنها تتمثل في الترويج لاستخدام الطيور المكاثرة في الأسر لممارسة رياضة الصيد بالصقور كبديل عن الصقور البرية المهددة بالانقراض، وتفعيل خطط واستراتيجيات الصيد المستدام، واستقطاب عشرات الآلاف من الزوار، والترويج لإمارة أبوظبي كمكان فريد يجتذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

وينظم المعرض «نادي صقاري الإمارات»، بينما يتلقى دعما من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبرعاية كل من مزرعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير شؤون الرئاسة للتوليد في نورماندي فرنسا.

ولا تتوقف الرغبة الإماراتية في أن يكون هذا المعرض ناجحا فحسب، بل هناك سعي على مستوى رسمي من أجل نقل صيد الصقور من مجرد هواية محببة لأهالي منطقة الخليج، لتكون تحت رعاية وإشراف مباشر من اليونسكو، وهنا يقول محمد خلف المزروعي رئيس اللجنة العليا المنظمة عضو مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إن الإمارات تسعى لتنسيق الجهود بين دول العالم، لإقناعها بتقديم ملف الصقارة بشكل دولي مشترك، وذلك لضمان قبوله ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بعد نحو عام.

إذن ماذا عن معايير نجاح هذا المعرض، مقارنة بالنسخ السابقة؟ يرد المزروعي بالقول إن المعرض يحقق في كل دورة جديدة نجاحات متميزة، «فقد ارتفع عدد العارضين وعدد الدول المشاركة بنسبة كبيرة جدا، وكذلك بالنسبة لمساحة المعرض التي تضاعفت عدة مرات حتى وصلت المساحة الصافية المخصصة للحجوزات هذا العام إلى نحو 22 ألف متر مربع»، مشيرا إلى المكانة المعروفة التي حققها المعرض الدولي للصيد والفروسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ودوره المشهود في الترويج للصيد المستدام كونه يمثل ملتقى لدعاة المحافظة على البيئة وصون التراث، ولجمع هواة الصيد والخيل والهجن والشعر والفن في مناسبة واحدة.

ووفقا لعبد الله القبيسي مدير المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2009) فإن عدد الشركات المشاركة في المعرض هذا العام قد وصل إلى 573 شركة من 37 دولة.

وفي إحدى زوايا المعرض، بدا أن إعجاب الزوار لا يتوقف على مزرعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حيث يعتمد الشيخ منصور في تجاربه على سياسة معينة تعتمد على الإنتاج المحلى لمزرعته التي تبلغ مساحتها 160 هكتارا وعلى فحول مقيمة أمثال «سيردالبريت»، «مهاب»، و«منجز» ابن الأسطورة «العنود» في ظل وجود 20 فرس توليد ذات سلالات نادرة، وقد نجح في ذلك نجاحا منقطع النظير. ويشارك في المعرض لهذا العام نخبة من المشاركين، فبالإضافة إلى مزرعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للتوليد نورماندي فرنسا، فإن قائمة النخبة من المشاركين من السباقات والمضامير وإسطبلات الخيل المحلية والعالمية تشمل مضماري اسكوت ونيوماركت البريطانيين، وجمعية الخيول العربية الفرنسية (AFAC)؛ ومضامير جنوب فرنسا «لاتيست ـ داكس ـ تولوز»، وجمعية الخيول العربية الألمانية (DRAV) ومضمار فرانكفورت، وجمعية الخيول العربية الهولندية، وجمعية ايكوباج كرمانجو الفرنسية، والاتحاد الدولي فيجينتري للرجال والسيدات، والاتحاد الإماراتي للفروسية، ونادي دبي للفروسية، ومزرعة توليد الاريام، وإسطبلات الأصايل والأول للتوليد، وإسطبلات الوثبة، وإسطبلات بوذيب، ونادي أبوظبي للفروسية، ونادي غنتوت للفروسية.