«كتاب يصدر.. أمة تتقدم» على طاولة بحث مؤسسة الفكر العربي

في إطار احتفاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب

TT

تحت عنوان «كتاب يصدر.. أمة تتقدم» تعقد «مؤسسة الفكر العربي» مؤتمر حركة التأليف والنشر في العالم العربي، وذلك اليوم الخميس وغدا الجمعة، في فندق «الفينيسيا» في بيروت، في إطار احتفاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009.

انطلاقا من تاريخ هذه المؤسسة الثقافية التي اتخذت على عاتقها العمل على خدمة الفكر والثقافة، استجاب رئيسها الأمير خالد الفيصل لدعوة وزارة الثقافة اللبنانية لتنظيم مؤتمر يتناول قضايا الفكر والتأليف، وها هي اليوم تلعب دور الوسيط والراعي للتواصل بين صناع القرار الثقافي في العالم العربي والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص المتمثل في دور النشر وأكاديميين وخبراء وإعلاميين.

ويشرح الدكتور سليمان عبد المنعم، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي، لـ«الشرق الأوسط» سبب اختيار «كتاب يصدر.. أمة تتقدم» ليكون عنوان هذا المؤتمر، ويقول «من أهم الأسباب التي ساهمت في اختيار هذا الموضوع أنه من بين القضايا المطروحة في العالم العربي تبقى المعرفة والقراءة على رأس أولويات اهتماماتنا، لا سيما أن قضية الكتاب تعكس جوانب اقتصادية ومعرفية ولها دور أساسي في المشروع النهضوي العربي. كذلك فإن انعقاده يأتي بعد إصدار المؤسسة في عام 2008 أول تقرير عربي شامل عن التنمية في 20 دولة عربية، وهو كان قد تضمن ملفا حول حركة التأليف والنشر في العالم العربي، وقد خلص إلى أرقام النشر والقراءة ومعدلاتها. وبالتالي سيكون فرصة لطرح ما خلص إليه التقرير حول هذه المواضيع المهمة». وستتوزع القضية الأساسية التي سيتبناها المؤتمرون على 7 جلسات، تفتتح بجلسة أولى عنوانها «هل أسهمت حركة التأليف والنشر في صياغة مشروع نهضوي عربي؟». ومن العناوين المطروحة للنقاش محور حول ماذا يكتب العرب، بعدما أظهر تقرير التنمية الثقافية أن عدد منشورات الوطن العربي في عام 2007 هو «27809»، أي أن كل 11950 فردا أنتجوا عنوانا واحدا. وأن نصف المنشورات تقريبا هي في حقلي الأدب والدين.

كذلك الأطفال وأصحاب الاحتياجات الخاصة لهم حضورهم في المؤتمر الذي يطرح تساؤلات حول حصول هؤلاء على حقوقهم في حركة التأليف، لا سيما أن الشباب والأطفال يشكلون نحو 60 في المائة من سكان العالم العربي، فيما لا يحصلون على أكثر من 10 في المائة من الإنتاج في التأليف. أما أصحاب الاحتياجات الخاصة فهم لا ينعمون بالإنتاجات الفكرية إلا من خلال الأكاديمية منها.

وفي إطار موضوع «النشر الإلكتروني في الوطن العربي.. آفاق وتحديات» الذي سيكون حاضرا على طاولة المؤتمرين أيضا، يقول عبد المنعم «سنطرح في هذا الجزء مسألة النشر الإلكتروني وتأثيره على تقليص دور الكتاب، وما إذا كان يشكل صورة داعمة له أو سيعمل يوما بعد يوم على احتلال مكانته، مع العلم بأنه علينا أن نعي أن للنشر الإلكتروني دوره الإيجابي في تعزيز دور الكتاب وزيادة نسبة القراءة أيضا، وبالتالي النظر إلى الأمر بصورتيه السلبية والإيجابية».

وبعد طرح كل المشكلات المتعلقة بواقع التأليف والنشر، سيصل المؤتمرون إلى السؤال التالي وهو «القراءة: أزمة قارئ أم أزمة كتاب؟» و«ماذا يقرأ العرب؟» و«هل نحن أمة لا تقرأ ولماذا؟»، لا سيما أن هناك من يرى أن العرب يقرأون ولكن غيرهم يقرأون أكثر، مع العلم بأن أبرز ما ينقصنا في هذا الإطار هو سياسة ثقافية عامة تشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع وترسخ عادة القراءة. ثم «ما هو دور المكتبات العامة في نشر المعرفة؟».. في محاولة منهم للوصول إلى نتيجة يستطيعون من خلالها إلقاء الضوء على المشكلات ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة لها. ويرى عبد المنعم في هذا الإطار أنه «علينا ألا ننظر إلى هذا الواقع بصورة تشاؤمية، لأن المطلوب إلقاء الضوء أيضا على الواقع الإيجابي، الأمر الذي جعلنا نتطرّق في إحدى جلسات المؤتمر إلى التجارب العربية الناجحة في مجال النشر في القطاعين العام والخاص، وخير مثال عليها هو (مشروع القراءة للجميع، مكتبة الأسرة) في مصر، و(مركز دراسات الوحدة العربية) الذي يهدف إلى تقديم المعلومات والبيانات الإحصائية والوثائق عن مختلف شؤون المجتمع العربي».