مسرحية هولندية بمشاركة ممثل عراقي تتناول أحداث حلبجة

عُرضت في محكمة العدل الدولية

مقر المحكمة الدولية في لاهاي («الشرق الأوسط»)
TT

لأول مرة احتضن مقر سفارة عربية في هولندا عرضا مسرحيا، وهو ما حدث مؤخرا في مقر سفارة العراق في لاهاي، التي استضافت عرضا مسرحيا من تقديم إحدى أشهر الفرق الهولندية المسرحية اسمها «درانغ سبيلت»، وشارك في بطولة العرض ممثل عراقي.

المسرحية لاقت إقبالا كبيرا من الجمهور الهولندي والعربي الذي حرص على مشاهدة العرض على مدار خمسة أيام، في القاعة التي تحمل اسم كامل شياع، فقيد الثقافة العراقية. وجاء العرض المسرحي الهولندي ـ العراقي المشترك تحت عنوان «البحث عن وطن جديد»، وذلك في إطار سلسة النشاطات الثقافية والفنية التي تقوم بها السفارة وتشجعها من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين، وبالأخص الشعبين الهولندي والعراقي على مختلف الأصعدة.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال السفير العراقي قي لاهاي، سيامند عبد الصمد البنا: «إن العرض تقدمه فرقة هولندية شهيرة سبق لها أن قدمت العرض في قصر العدل الذي يضم محكمة العدل الدولية. وبعدها جاءت إلى مقر السفارة لتقدمه ضمن جزء من سلسلة أنشطة تحرص السفارة على القيام بها لتشجيع التعاون على الصعيدين الفني والثقافي». وتابع: «المسرحية تهم العراق لأنها تتناول ما حدث في حلبجة، وأيضا الاعتداءات التي جرت في (الأربعاء الأسود)، وراح ضحيتها عدد من الزملاء من موظفي وزارة الخارجية العراقية».

من جهة ثانية، قال مخرج العرض، الهولندي ياب بوستمان لـ«الشرق الأوسط» إن العرض «يعتمد على نص فلسفي يرتكز على معطيات من التاريخ الهولندي، ويدعو إلى احترام القانون الدولي والحريات. وعلى سبيل المثال، يدعو النص إلى حرية الإبحار من دون التعرض لمخاطر القرصنة. كما أننا نتناول أحداثا ومخاطر تعرض لها العالم، ومنها ما حدث ضد الأكراد في حلبجة.. غير أننا نقدم كل هذه الأشياء في إطار كوميدي خفيف». وأردف: «لقد سبق لنا أن عرضنا المسرحية لمدة أسبوع في قصر العدل في لاهاي على أن ينتقل بعد ذلك إلى عدد من المسارح الهولندية، ومنها مسرح المتحف التاريخي في لاهاي. والعرض من تأليف الهولندي توم تيو سميث، وهو عبارة عن بطولة جماعية رباعية لعدد من الشخصيات، بينها شخصية صومالية وأخرى عراقية كردية، يلتقون جميعا فوق جزيرة لا يسكنها أحد غيرهم».

أما الممثل العراقي سروان جمال، فشرح أن «المسرحية تتناول أربعة من العلماء والفلاسفة التقوا فوق جزيرة، ويتحدث كل واحد عن تجربته الشخصية ومعاناته. وتتناول الإشارة إلى أن الشعوب على الرغم من وجود نماذج سيئة فيها، فإنها تضم أيضا نماذج نابغة وممتازة».

وتركز المسرحية على الجانب الإنساني في هذا الصد، وتشير إلى معاناة الصوماليين قبل التحدث عن القرصنة، وكذلك ما تعرض له الأكراد في حلبجة. وهي فعليا عبارة عن عرض سوريالي كوميدي يجعل المتفرج دائما في حالة تفكير للكشف عن الكثير من الغموض. كذلك فهي تتناول فكرة الوطن الجديد، والتعايش بين الطوائف والمجتمعات، والعلاقات بين الدول، والمخاطر التي يتعرض لها العالم.. مع تسليط الضوء على أحداث مختلفة أثرت في الشخصيات الرئيسية الأربعة في العرض الكوميدي الخفيف الذي يستغرق قرابة الساعتين، باللغة الهولندية، مع وجود بعض الكلمات باللغة الكردية نطق بها الممثل العراقي عند دخوله إلى العرض للتعريف بنفسه، وبعدها عندما تفاخر بحمورابي ونبوخذ نصر.