2000 قطعة أثرية تعود إلى الأضواء في المتحف بكابل

الوجه الآخر لأفغانستان

المتحف القومي بكابل احتفل باستعادة حوالي 2000 قطعة فنية كان قد تم تهريبها إلى بريطانيا خلال سنوات الحرب في أفغانستان (أ.ب)
TT

في معظم الأيام كانت تتضمن الأنباء الواردة من أفغانستان وقوع أحد الانفجارات، وهذا هو ما جعل يوم الثلاثاء يوما غريبا، فبدلا من وقوع أحد الانفجارات كان هناك إعلان عن عودة بعض الكنوز المسروقة التي يعود بعضها إلى العصر البرونزي.

لقد كان المتحف القومي يحتفل باستعادة نحو 2000 قطعة فنية كان قد تم تهريبها إلى بريطانيا خلال سنوات الحرب في أفغانستان. وقد صادرت السلطات البريطانية القطع المهربة بعد عدة سنوات قضتها في محاولة معرفة المصدر الذي أتت منه تلك القطع الأثرية، ثم أعادت إرسالهم إلى أفغانستان في فبراير (شباط).

وقد تم عرض تلك القطع للزوار للمرة الأولى يوم الثلاثاء، حيث عرضت الأواني الزرقاء في الخزائن الزجاجية التي تعود إلى القرن الثاني عشر، ومصابيح للزيت على شكل طيور، وعددا من الأدوات التي تم تحديدها باعتبارها آلة للقطع، وآلة للحلاقة، وحربة، وساطورا.

يقول مارك سدويل السفير البريطاني بأفغانستان حول عودة الآثار: «هذا النوع من الأخبار لا يتصدر الصفحات الأولى في العادة ولكنه يستحق أن يتصدرها».

يذكر أن المتحف الأفغاني تم تأسيسه في العشرينات من القرن الماضي، مباشرة بعد حصول الدولة على استقلالها عن بريطانيا. وتعد أفغانستان التي تقع عند ملتقى طرق أربع من الحضارات العظيمة ـ الصين، وسط آسيا، الهند، إيران ـ كنزا نفيسا بالنسبة لعلماء الآثار.

تقول نانيس هاتش دوبريه مديرة مركز أفغانستان بجامعة كابول التي كانت على اطلاع بالآثار الأفغانية منذ الستينات: «إن المنطقة بأسرها منطقة غنية بالآثار، ويرجع ذلك في جزء منه إلى موقعها الجيوسياسي».

وعندما قام الاتحاد السوفييتي بغزو أفغانستان في عام 1979 كان المتحف يمتلك نحو 100 ألف من القطع الأثرية، ولكن عندما انهارت الحكومة الموالية لموسكو في بداية التسعينات ورجّت الحرب الأهلية أنحاء البلاد، بدأت القطع الأثرية في الاختفاء. وأصبحت الأحياء المحيطة بالمتحف تشكل خطورة على موظفي الحكومة، وبالتالي أصبح من الصعب زيارة المتحف. وقد ناقش الأثريون القلقون على مصير المتحف مع أحد قادة التمرد فرص تأمين المتحف ضد المتطفلين، ولكن الأبواب الحديدية التي تم إضافتها أثبتت عدم كفاءتها، فقد كان اللصوص يخلعون الأبواب من الجدران الطينية ويسرقون الآثار من المخازن ثم يعيدون تثبيت الأبواب مرة أخرى.

وقد احترقت معظم الآثار الموجودة بالحجرة الإسلامية، عندما سقط صاروخ على السقف، فتقول السيدة دوبريه: «لقد كانوا مجرد قطع صغيرة من المعدن».

وقد دمرت السرقات المتحف، حيث يقدر عمارة خان مسعودي مدير المتحف أن نحو 70% من الآثار قد سرقت في سنوات الحرب الأهلية في الفترة بين 1992 إلى 1995 وقبل سيطرة «طالبان» على البلاد. ولم تتعامل حركة طالبان مع الإرث الأثري للبلاد بطريقة لطيفة، فقد حطموا التماثيل القديمة لبوذا باسم الإسلام، ولكنّ مديري المتحف كانوا قد تمكنوا من إخفاء بعض القطع الأثرية المهمة في أماكن سرية في السنوات الأخيرة من الحكومة الشيوعية. وتم إغلاق المتحف في عام 1991 ثم أعيد افتتاحه في عام 2004 بعد نحو 13 عاما من الحرب.

وليست القطع التي أعادتها بريطانيا هي القطع الأولى التي تستعيدها أفغانستان، فقد عادت نحو 13 ألف قطعة أثرية إلى أفغانستان من النرويج والدنمارك وسويسرا والولايات المتحدة منذ سقوط «طالبان» في 2001، وفقا للسيد مسعودي.

وكان بعض الناس ضمن الحشد يوم الثلاثاء يتساءلون عما إذا كان من الحكمة عرض القطع الأثرية القيمة، فأجابت عليهم السيدة دوبريه قائلة: «على أفغانستان أن تظهر للعالم وجها آخر أكثر من كونها (طالبان) وحلف شمال الأطلسي».

* خدمة «نيويورك تايمز»