أبوظبي تتحدث بالفن السابع 10 أيام.. وقلق من غياب الجمهور عن قاعات العروض

السينما التركية تحضر بقوة.. والسجادة الحمراء بلا نجوم كبار

جانب من المشاركين في مهرجان أبو ظبي السينمائي («الشرق الأوسط»)
TT

لعشرة أيام متتالية، ستتحدث العاصمة الإماراتية بلغة الفن السابع، من خلال مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، في دورته الثالثة التي تستضيفها أبوظبي، الذي انطلقت فعالياته مساء أول من أمس. صحيح أن الاسم الذي لبس به المهرجان أنه دولي، وصحيح أيضا أن غالبية الأفلام المعروضة هي 129 فيلما من 49 بلدا، لكن السجادة الحمراء لم تشهد حضورا على مستوى عالمي كبير، وهو الأمر الذي عادة ما يساهم في جعل هذه المهرجانات في دائرة الضوء العالمية.

الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، الذي افتتح المهرجان مساء أول من أمس، قال إن المهرجان يعتبر حلقة جديدة ومهمة في سلسلة مبادرات الهيئة المتواصلة، والتي تشمل العديد من المشاريع الثقافية التي أطلقت تنفيذاً للخطة الاستراتيجية للهيئة (2008 ـ 2012)».

ولعل أكثر الحاضرين بقوة في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، السينما التركية التي يبدو أنها تبعت المسلسلات التركية بقوة حضورها في المجتمع العربي، فهناك لائحة من تسعة أفلام تسلط الضوء على أفضل المواهب السينمائية الناشئة من تركيا ستقدم خلال المهرجان. ويتيح برنامج «السينما الجديدة في تركيا» الذي يعقد بشراكة مع المجلة السينمائية البارزة «التيازي» للمخرجين الأتراك أن يتقدموا خطوة أخرى باتجاه نظرائهم في المنطقة.

 وبينما تخلق تركيا نموذجاً جديداً للفنون السينمائية، يضع برنامج «السينما الجديدة في تركيا» بصماته على أول مجموعة متنوعة من الأصوات التركية التي ستعرض في الخليج.

 ويسلط البرنامج الضوء على عدد من الأعمال بينها «صندوق باندورا» ليشيم اسطا أوغلو، الذي يروي قصة ثلاثة أشقاء يبحثون عن أمهم المفقودة، و«نقطة» لدرويش زعيم الذي يروي قصة خطاط شاب موهوب يتورط في سرقة نسخة قديمة من المصحف، و«شروقي الوحيد» لريها اردم الذي يتناول القصة المعروفة للفتاة ذات الأربعة عشر عاماً التي تحاول مواجهة نقص الحب في محيطها.

 وهذه الأفلام التي ستعرض في برنامج «السينما الجديدة في تركيا» لقيت قبولا حسناً لدى إدارة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. وسيسبق عرض فيلم قصير من تركيا العرض الأول للأفلام الطويلة الستة.

 وفي الوقت الذي غابت أسماء شهيرة عن السجادة الحمراء، كان أبرز الحاضرين في عرس أبوظبي السينمائي السنوي، الممثل الأميركي «دينيس هيلبرت»، والممثلة «ديمي مور»، ومن بين الممثلين السوريين «جمال سليمان»، «أمل عرفة»، «حاتم علي»، «عابد فهد»، و«باسل خياط»، ومن بين الضيوف اللبنانيين الممثلة والمطربة «مايا نصري»، الفنانة «سيرين عبد النور»، وملكة جمال لبنان السابقة «نادين نجيم»، وفرقة عمل المسلسل الإماراتي «دروب المطايا» الذي لاقى نجاحاً باهراً، والممثلة القديرة «سعاد العبد الله»، والممثلة المسرحية «موزة المزروعي»، والممثل التركي الذي أخذ شهرة واسعة «مهند»، ومن الممثلين المصريين «منة شلبي»، «هند صبري»، والممثل «مصطفى شعبان»، والمخرج «عباس كياروستامي». فيلم الافتتاح، كان فيلم «المسافر» من إخراج أحمد ماهر وإنتاج وزارة الثقافة المصرية وتمثيل الممثل العالمي عمر الشريف والممثلة اللبنانية سيرين عبد النور وخالد النبوي وعمرو واكد وشريف رمزي والممثلة بسمة.

ويشير بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي إلى ما يحمله المهرجان في دورته الحالية من مفاجآت، قائلا «للمرة الأولى تم التركيز على أفلام من دول شرق أوسطية، إلى جانب المفاجآت الكثيرة التي تنتظر الضيوف والزوار والمشاهدين في حفل الافتتاح وطيلة أيام المهرجان لجودة ونوعية الأفلام التي تم اختيارها».

كما أوضح سكارليت طبيعة عمل إدارة المهرجان تجاه آراء النقاد والجمهور، قال «لقد لاقت بعض الأفلام التي ستعرض في المهرجان الكثير من الانتقادات كفيلم الافتتاح الذي لاقى الكثير من الانتقادات لدى عرضه للمرة الأولى ولكن يبقى لكل ناقد وجهة نظره وللمشاهدين رأيهم الخاص لذا ما يهمني هو سماع آراء المشاهدين بعد مشاهدة عرض الفيلم للمرة الأولى، لأن الحضور من يهمني رأيهم وليس النقاد وحدهم».

كما يحفل المهرجان في دورته الثالثة بمجموعة من المحاور الجاذبة لجمهور السينما ونقادها على السواء، والذين يخصهم المهرجان بمجموعة من ورش العمل لكبار مؤلفي السينما التصويرية السينمائية يقدمون فيها خلاصة خبراتهم الفنية وطريقة عملهم الإبداعية، وكذلك ورش العمل التي تبحث دور أرشيفات السينما في عالمنا المعاصر، كما يتميز مهرجان أبوظبي كذلك لهذا العام ببرنامج العروض العالمية التي تنتظرها بشوق كبير أوساط الصناعة السينمائية وجمهور الفن السابع، والتي تعرض خارج المسابقة الرسمية، وسبق للعديد منها أن فاز بجوائز مهرجانات سينمائية مختلفة حول العالم في العام الماضي، هذا إضافة للعديد من البرامج السينمائية المُصاحبة، والفعاليات الجديدة، والتي ينظمها المهرجان للمرة الأولى.

يذكر أن مهرجان السينما في دورته الحالية يستضيف مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأفلام إذ يبلغ العدد الكلي للأفلام التي ستعرض في أبوظبي (129) فيلماً من (49) دولة، منها (72) فيلماً طويلا من (40) دولة، كما يبلغ عدد الأفلام القصيرة المشاركة (57) فيلماً من (29) دولة، أما مجموع الأفلام التي ستعرض بإخراج نسائي هو (21) فيلماً، كما يبلغ عدد الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي تمثل دول الشـرق الأوسط (9) أفلام، ويبلغ عدد الأفلام العائدة لمخرجين جدد (11 فيلماً)، أما بالنسبة لعدد الأفلام الوثائقية الطويلة المشاركة في المسابقة، والتي تمثل دول الشرق الأوسط، فهي (8) أفلام، كما يشارك المخرجون الجدد بـ(8) أفلام في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة».

الأفلام التي ستعرض ضمن فعاليات المهرجان ستكون من أفلام العرض الأول، عالمياً أو تلك التي تعرض في منطقة الشرق الأوسط والخليج للمرة الأولى. ومن هذه الأفلام فيلم «أزرق» للمخرج أنطوني دوسوزا، وفيلم «محيطات» للمخرجين جاك بيرين وجاك كلوزود، وهما فيلمان يعرضان للمرة الأولى عالمياً، وفيلم الافتتاح «المسافر» للمخرج أحمد ماهر، وفيلم «الرأسمالية قصة حب» للمخرج مايكل مور، وفيلم «المخبر» للمخرج ستيفن سودبيرغ، وفيلم «رجال يحدقون في الماعز»، وفيلم «المراسل» للمخرج أورين موفرمان، وفيلم «شورتس» للمخرج روبرت رودريغز التي تعرض جميعها لأول مرة في الشرق الأوسط، وفيلم «احكي يا شهرزاد» الذي يعرض للمرة الأولى في الخليج.

كما يمنح المهرجان جوائز قيمة تتمثل في جوائز اللؤلؤة السوداء البالغ قيمتها أكثر من مليون دولار أميركي، وقد تم اختيار 18 شريطا روائيا طويلا و15 شريطا وثائقيا طويلا تتنافس كلها على الفوز، خاصة أن نصف الأفلام المشاركة جاءت من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوزع جوائز المهرجان على الأفلام الروائية الطويلة بواقع 100 ألف دولار لأفضل فيلم روائي طويل، و50 ألفا لأفضل مخرج جديد، و100 ألف لأفضل فيلم روائي شرق أوسطي، و50 ألفا لأفضل مخرج شرق أوسطي جديد، و25 ألفا لأفضل ممثل، و25 ألفا لأفضل ممثلة.

بقى أن نشير إلى أن أكثر ما يعانيه مهرجان ثقافي بهذا الحجم، على الأقل في دورتيه السابقتين، هو غياب الحضور الجماهيري المناسب لأفلام بهذه القوة، وهو ما يقلل من التفاعل بين السينما والمشاهد. هذا الأمر اعترف به المدير التنفيذي للمهرجان، الذي قال في تصريحات صحافية إن غياب الجمهور عن فعاليات وعروض المهرجان، قد يؤدي إلى إعاقة تحقيق هذا التغيير في حياة الناس، مضيفا أن إدارة المهرجان بدأت في اتخاذ بعض الخطوات هذا العام لجذب الجمهور، مثل نشر دليل المهرجان الذي يتضمن معلومات وافية باللغتين العربية والإنجليزية عن مسابقات وأقسام المهرجان والأفلام المشاركة في كل منها، ومواعيد العروض وأماكنها، وتوزيع العروض لتشمل حتى الأسواق التجارية وتوفير وسائل مواصلات بين مواقع العروض.