«فراسة الوجوه» معرض تشكيلي للفنان السوري كنان الحكيم

TT

تحتضن حاليا قاعة المعارض في دار الأوبرا بالعاصمة السورية دمشق معرضا للفنان التشكيلي السوري كنان الحكيم. ويقدم الحكيم في هذا المعرض 29 عملا تتضمن مواضيع رمزية تتحدث عن فراسة الوجوه والقرين الحيواني للوجوه البشرية كالخيل والبط والدب والذئب، وغيرها من الشبيه الحيواني للإنسان. وثمة أعمال تعبيرية دلت على العلاقة الأزلية في الكون ما بين الإنسان والحيوان والنبات، وعمل رمزي استخدم فيه الفنان المربعات بشكل فلسفي يشير إلى تنوع الناس في معادنهم والهيولى التي تكونوا منها، وقد استلهم الحكيم أعماله من كتاب تراثي للرازي حول الفراسة أقبل على دراسته وتحقيقه ونشره.

من ناحية ثانية استخدم كنان الحكيم في أعماله تقنيات مختلفة من الحفر والطباعة والروليف على النحاس وغيرها من الأساليب الفنية التي عرف بها على مدى تجربته الفنية المستمرة منذ سنوات. وفي حوار مع «الشرق الأوسط» قال الحكيم عن أعماله: «علم الفراسة علم قديم اشتهر به العرب منذ القدم، وكنت دائم الاطلاع على تراثياته بشكل نظري بحت من خلال كتب ومخطوطات في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، ودار الكتب المصرية. ولم يكن بوسعي في البداية ترجمة هذا الموضوع، أي الفراسة، إلى أعمال فنية، غير أنه لفت نظري مخطوط هام للرازي يتحدث عن هذا العلم، وبناء عليه أجريت دراسة نظرية وفنية مع مقارنة بالمراجع الحديثة حول هذا العلم. ومن ثم بدأت التشكيل على هذه النظرية، فاعتمدت فكرة مهمة للرازي هي أن لكل إنسان حيوانا شبيها به. وبما أن هناك تناغما و«هارموني» في الطبيعة فالحيوانات تتصرف بغريزتها الفطرية. والرازي اعتمد الشبه هنا بين الإنسان والحيوان، وأنا اعتمدت الفكرة النظرية البحتة مثل لوحات الإنسان الدب والخنزير والقرد والذئب.. وأحببت أن أقوم بمزج شكلي عبارة عن تكوين في اللوحات بين وجه إنساني ووجه حيواني، وكونت منه تشكيلا معينا واستخدمت تقنيات مختلفة كنت قد درستها أكاديميا في كلية الفنون الجميلة، ومنها الحفر على النحاس والليتوغراف والحفر على الخشب، وهناك أيضا تصوير زيتي مع حفر ونحت».