مهرجان روما الدولي للسينما يحتضن نجوم هوليوود وتأثير التغييرات المناخية على البيئة

رحلة سلحفاة في عالم ملوث يرصدها فيلم تسجيلي

المخرج دينيس تانوفيك مع بطلَي فيلم «ترياج» الممثلة الإسبانية باز فيغا والبريطاني كريستوفر لي قُبيل عرض الفيلم في مهرجان روما السينمائي (أ.ب)
TT

بدأ أول من أمس (الخميس) مهرجان روما الدولي الرابع للسينما بحفل كبير خطف نجوم هوليوود أضواءه ودخل ريتشارد غير وجورج كلوني دخول الفاتحين إلى حفلة الافتتاح في «حديقة الموسيقى»، لكن الحدث المبتكر في المهرجان كان العدد الوافر من الأفلام الوثائقية الرائعة حول تبدل المناخ في العالم وآثاره المدمرة على البيئة والإنسان والأسماك وحتى على السلاحف.

يستمر المهرجان أسبوعا كاملا ويشمل، بالإضافة إلى الأفلام السينمائية، معارض وحفلات موسيقية أبرزها حفل التكريم لموسيقى نينو روتا الموسيقار الإيطالي الراحل مؤلف موسيقى الأفلام المعروفة مثل «العرّاب» بطولة مارلون براندو، و«الحياة الحلوة» ( دولتشي فيتا) و«أماركورد» لفديريكو فيليني. يُذكر أن روتا كان له تأثير كبير على تطور قائد الأركسترا الشهير ريكاردو موتي الذي سيتسلم إدارة أوبرا روما الفنية في العام المقبل بعد تركه أوبرا «لا سكالا ميلانو» التي بقي فيها مدة عشرين سنة. وأقيم أمس في متحف أكاديمية سانتا شيشيليا للموسيقى (مقرها حديقة الموسيقى) معرض فني لأشهر رسام إيطالي حديث مولع برسم الطبيعة والحيوانات المتوحشة بأسلوب بدائي وهو أنطونيو ليغابويه المتوفى عام 1965.

افتتحت الفيلم الأول للمهرجان الممثلة الإيطالية مارغريتا باي التي تألقت في الشهر الماضي في مهرجان فينيسيا (البندقية) للسينما في عرض أقيم في فيلا ميديتشي المقر الرسمي للأكاديمية الفرنسية للفنون بروما، والفيلم هو «ترياج» (أي الفرز بالفرنسية) للمخرج الحائز على جائزة الأوسكار دانيس تانوفيتش وبطولة كولن فاريل الذي لم يتمكن من الحضور. ويروي الفيلم قصة القلق والتوتر الذي يصيب مصورا صحافيا خلال الحرب التي يتابع تصويرها في إقليم كردستان.

تبنى السفير البريطاني في روما إدوارد تشابلن (وكان سفيرا لبلاده في الأردن حتى العام الماضي) في مؤتمر صحافي عقده في داره بحضور أهم المنظمات المدافِعة عن حماية البيئة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الأفلامَ التي تخدم قضية البيئة، ولأول مرة استحوذت الأفلام الوثائقية حيزا واسعا، وأهم تلك الأفلام إنتاج موّلته منظمة «احموا بحارنا» وأخرجه نك سترينغر مخرج الوثائقيات في هيئة الإذاعة البريطانية الحائز على جائزة إيمي وعنوانه «رحلة لا تُصدَّق للسلحفاة» وصفته الصحف الأميركية بأنه فيلم يمس شغاف القلوب ومن النادر أن نرى فيلما علميا يحفل بهذا القدر من الروح الشاعرية والعاطفة. تقول السلحفاة التي تسمي نفسها «في بي» وعاشت 22 مليون سنة إنها بلهاء لذا عبرت المحيطات ورأت ما يجري في أعماق البحار ومدى التلوث في الآونة الأخيرة وإنها اختبأت بين الأعشاب المائية حتى لا يراها سمك القرش المفترس ويفتك بها، لكنها قد تنقرض الآن بسبب تبدل المناخ وضعف البيئة في عالمنا الحديث للتكيف مع هذه التحولات.

كما عُقد أيضا في سياق المهرجان حفل خاص في «حديقة الموسيقى» حضره سفراء النوايا الحسنة لمنظمة الفاو وعلى رأسهم مصمم الأزياء المعروف بيير كاردان والمغنية الشهيرة من كولومبيا فاني لو وغيرهما من المشاهير ضمن حملة مكافحة الجوع التي تسعى لمساعدة سدس سكان العالم بعد نقص المعونات وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

مهرجان السينما هذا العام يختلف عن غيره فهو يقدم رسالة اجتماعية عبر الفن ولا يكتفي بعرض الأفلام السينمائية للنجوم المشهورة بغرض زيادة الأرباح التجارية فشعاره المرفوع هو «البيئة تقابل الفن في مهرجان روما للسينما».