فيلم عن علاقة نهرو وزوجة نائب ملك بريطانيا في الهند يثير تحفظات الحكومة الهندية

اشترطت حذف أي مشاهد غير لائقة للزعيم الهندي وتعيين مشرف حكومي للتأكد من عدم تغيير السيناريو

إدوينا ماونتباتن وجواهر لال نهرو (أ.ف.ب)
TT

في أعقاب المناقشات الساخنة والتكهنات، أعطت الحكومة الهندية الإشارة الخضراء لفيلم هوليوود «الصيف الهندي»، وهو الفيلم الذي يستكشف العلاقة العاطفية المزعومة بين جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند بعد تحريرها؛ وإدفينا ماونتباتن، زوجة آخر نائب للملك البريطاني في الهند.

يروي الفيلم قصة نهرو والسيدة ماونتباتن «علاقة الحب المتأججة والسرية» على خلفية استقلال الهند وتقسيمها في 1947. وقد أكدت متحدثة باسم وزارة المعلومات والبث الهندية في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة سمحت بتصوير الفترة التي تدور حول التقسيم والاستقلال في الهند، ولكنها وضعت بعض القيود على الحبكة الرئيسية التي ترتكز على العلاقة العاطفية بين نهرو وإدفينا.

وقد فحصت إحدى اللجان المختصة سيناريو فيلم «الصيف الهندي»، وطلبت من منتج الفيلم حذف مشاهد معينة يظهر فيها نهرو بشكل غير لائق، وذلك إذا كانوا يريدون تصوير مشاهد الفيلم في الهند.

من جهة أخرى، كشفت مصادر في الوزارة أن الوزارة قد طالبت بحذف بعض المشاهد من الفيلم، بما فيها مشاهد تبادل القبلات بين نهرو وإدفينا، وأحد المشاهد الراقصة التي قال فيه نهرو لإدفينا: «أحبك». بالإضافة إلى أن أحد المسؤولين بالحكومة الهندية سوف يقوم بالإشراف على تصوير الفيلم في الهند للتأكد من عدم إجراء أي تعديلات على السيناريو.

وأخذا في الاعتبار لطبيعة الفيلم الحساسة، فسيكون على الحكومة الهندية المصادقة على الفيلم قبل عرضه. وتم إعلام الشركتين المنتجتين للفيلم، وهما شركتا «ركينغ تايتل»، و«استوديوهات يونيفرسال» بالشروط الهندية.

يذكر أنه يجب أن تتم إجازة كل الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها داخل الهند من قبل لجنة مختصة تكون مهمتها مراجعة السيناريو للتأكد من أنه لا يوجد «ما يشوه صورة الهند أو المواطن الهندي».

وما زالت طبيعة العلاقة التي كانت تجمع بين نهرو وإدفينا ماونتباتن محلا للجدال في الهند، حيث يفضل الكثير من الناس الاعتقاد بأن الأرمل وزوجة نائب الملك المغامرة كانا يقيمان علاقة صداقة أفلاطونية. ومن جهة أخرى، ما زالت القضايا المتعلقة بصورة نهرو وسمعته من القضايا الحساسة سواء بالنسبة للحكومة الهندية أو المعارضة على حد سواء.

يعتمد الفيلم الذي من المقرر عرضه في 2011 على كتاب «الصيف الهندي»، من تأليف أليكس فون تونزلمان ـ التاريخ السري لأفول الإمبراطورية ـ والذي يحكي قصة نهرو والسيدة ماونتباتن خلال عودة ماونتباتن إلى الهند لتسليم الهند وتقسيمها في عام 1947.

ووفقا للتقارير الصحافية، فإن الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار كيت بلانشيت ستقوم بدور إدفينا، بينما من المقرر أن يقوم هيو غرانت بدور اللورد ماونتباتن، ويلعب الممثل الهندي إرفان خان بطل فيلم «المليونير المتشرد» شخصية نهرو، وسوف يقوم بإخراجه المخرج جو رايت الحائز على جوائز عن فيلمي «كبرياء وهوى» وفيلم «الغفران».

وشددت الوزارة الهندية على منتجي الفيلم بضرورة الالتزام بالسيناريو، وسوف يحتاج إجراء أي تغيير على السيناريو الحصول على تصريح مسبق من الحكومة. كما يجب كذلك أن يذكر أن أحداث الفيلم ليست أحداثا حقيقية، كما يجب عرض الفيلم قبل طرحه في دور العرض على ممثلين عن الحكومة الهندية سواء داخل الهند أو خارجها.

ومن المقرر أن يتم تصوير الفيلم في ثماني ولايات هندية شمالية، ونظرا لأنه يغطي الأحداث المهمة المتعلقة باستقلال الهند فسيتم التصوير في مناطق أخرى في دلهي، والبنغاب، وجامو وكشمير، وأجزاء أخرى من البلاد.

والصورة المعروفة لجواهر لال نهرو أنه كان رجل الدولة، الشخص الحالم المثالي، الرجل الشغوف بالأطفال، والأب الحنون الذي كان يكتب خطابات لابنته خلال فترة تواجده بالسجن، والاشتراكي المخلص، ومهندس الهند الحديثة، وكان في عيون العامة رجلا أنيقا وذكيا. ولكن الجانب الآخر من المحب الوسيم، هو أنه كان أرملا وحيدا، وهو الرجل الذي كان يكتب خطابات معبرة إلى إدفينا؛ المرأة التي أحبها؛ وزوجة آخر نواب ملوك الهند، وهذا هو أحد جوانب شخصية نهرو التي يحب حزب المؤتمر إخفاءها. كما أن ذلك هو أحد الأسباب التي عرضت المخرج البريطاني جو رايت للمشكلات عندما أراد أن يصور المرحلة الأخيرة من الإمبراطورية البريطانية في الهند على خلفية العلاقة الرومانسية بين رئيس وزراء الهند وزوجة نائب الملك الأخير.

فقد أقام الأرمل الوسيم علاقة أقوى من المعتاد مع الزوجة الجميلة لممثل قوى الاحتلال البريطاني السيدة إدفينا ماونتباتن، وكانت علاقة حب استثنائية استمرت بينهما منذ اللحظة التي التقيا فيها في عام 1947 في نيودلهي وحتى اليوم الذي توفيت فيه إدفينا؛ أي بعد ذلك بثلاثة عشر عاما. وكانت تلك العلاقة قوية للدرجة التي دفعت اللورد ماونتباتن نفسه لغض الطرف عنها، بل إنه ربما يكون قد شجعها، حتى يستطيع الاستفادة من أي وسيلة تمكنه من فهم العقلية الهندية، وكانت زوجته تقوم بهذا الدور خلال ذلك الوقت الحرج في تاريخهما.

وحتى ذلك الوقت، فإن كل من يعرف حقيقة العلاقة بين نهرو والسيدة ماونتباتن (بما في ذلك ابنتا ماونتباتن) أصر على أن علاقتهما كانت علاقة روحية وليست جسدية. ولكن ما هي الحقيقة؟ مما لا شك فيه أن هناك بعض الأشياء المتعلقة بالسيدة ماونتباتن سوف تمثل صدمة بالنسبة للنخبة الحاكمة في الهند، التي لا تسمح اليوم لنجوم بوليوود بتبادل القبلات على الشاشة، فقد كانت الحفيدة المفضلة والمدللة لرجل الأعمال اليهودي المقرب من الأسرة المالكة، وواحدة من أكثر فتيات عصرها ثراء وسحرا. وفي عام 1922، تزوجت إدفينا من اللورد لويس ماونتباتن، الذي كان يبلغ من العمر 21 عاما. وكان معروفا بين عائلته باسم «ديكي»، وهو يذكر الآن دائما باعتباره العم الأكبر والناصح الأمين للأمير تشارلز، وقد قتل في انفجار تراجيدي على يد الجيش الجمهوري الأيرلندي في عام 1979. ويقال إن إدفينا كانت لها علاقات متعددة سواء داخل الهند أو خارجها، على الرغم من كونها متزوجة.

ينحدر نهرو المولود في عام 1889 وابن أحد أشهر المحامين من أسرة كشميرية نافذة وثرية لها ذوق إنجليزي في الملابس والثقافة.

تلقى نهرو تعليمه في إنجلترا، وتنقل بين كامبردج وهارو، ثم عاد إلى الهند. وفي عام 1916 تزوج من كمالا وأقام حفل زفاف أسطوريا دخله ممتطيا حصانا أبيض.

ومما يثير العجب أن حفل زفاف نهرو كان يشبه إلى حد كبير حفل زفاف ماونتباتن. وعندما أصبحت كمالا في الثلاثينات من عمرها كانت رائعة الجمال، تحظى دائما بصحبة الشباب المتيمين بها. ولكنها توفيت وهي في ريعان شبابها على إثر إصابتها بداء السل في عام 1936. ولم يتزوج نهرو بعد وفاة كمالا على الرغم من أنه كان يقيم الكثير من العلاقات العاطفية، وكرس نهرو حبه لبلاده فقط ولكن كل ذلك تغير بعدما قابل إدفينا ماونتباتن.

لم تكن هذه هي الزيارة الأولى التي تقوم بها إدفينا إلى الهند، فقد كانت رتبت قبل ذلك زيارة لمقر نائب الملك قبل زواجها في ملاحقة ساخنة لماونتباتن الذي كان يقيم هناك.

كما لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تقابل فيها نهرو؛ فقد التقت هي وزوجها ديكي بنهرو قبل ذلك في سنغافورة في عام 1946، وأظهرا إعجابهما به، فقد كان الرجل قريب الشبه من ماونتباتن.

وعندما أخذ نهرو على عاتقه مهمة تحرير بلاده، وكانت بريطانيا التي أنهكتها الحرب يائسة للتخلص منها، وجدت إدفينا (47 عاما) متنفسا لطاقتها ولراديكاليتها السياسية. وبالطبع لم يتم الانسحاب البريطاني بالبساطة التي كان يتمناها الجميع. فقد وقعت مذابح وهجرات جماعية في أعقاب اندلاع الحرب بين الهند وباكستان الجديدة.

وفي هذا المناخ المتوتر، كانت إدفينا تعرض نفسها لخطر عظيم، حيث حاولت بالتعاون مع نهرو وقف عمليات السلب وعنف الجماهير.

ولم تكن إدفينا تشعر بالخوف أثناء العمل إلى جانبه سواء في المستشفيات أو في معسكرات اللاجئين. وفي أحد معسكرات اللاجئين المسلمين وجدت إدفينا زمرة من الهندوس والسيخ يحاولون إشعال المعسكر وقتل من فيه. ووقفت إدفينا بين الحشد بهدوء كمن يقف وسط حفل بأحد المتنزهات، وهددت بأن يطلق حراسها النار على مثيري الشغب؛ وبالفعل انسحب المتمردون أمام سلطتها الطبيعية.

وبعد الاستقلال، قام ماونتباتن عاشق الهند بعدة زيارات إلى البلاد، مما مكن إدفينا من قضاء المزيد من الوقت مع رئيس الوزراء نهرو.

وتقر باميلا ابنة إدوين الصغرى وكاتبة السيرة الذاتية للعائلة بأنه عند هذه المرحلة كان الحب قد تأجج بين نهرو وزوجة نائب الملك، بل إن باميلا أضافت أن أباها كان متغاضيا عن تلك العلاقة حتى إنه كان يطلق على ثلاثتهما «الثلاثي السعيد».

وكتبت باميلا كذلك في السيرة التي سجلتها: «لقد كان لأمي بالفعل عدد من العشاق، وكان أبي معتادا على ذلك. لقد آلمه ذلك في المرة الأولى، ولكن الأمر بشكل ما كان مختلفا مع نهرو». كما كتب ماونتباتن نفسه في أحد خطاباته لأخته باتريشيا في ذلك الوقت: «إدفينا وجواهر لال يشكلان ثنائيا مميزا، إنهما فعلا يلائمان بعضهما».

وكانت السيدة ماونتباتن تزور نهرو كل عام، وكان يزورها في إنجلترا حيث كانت أخته قد أصبحت المبعوث الخاص للهند في لندن. وعندما كانا يفترقان كانا يستمران في المراسلة باستمرار، ولم تحاول إدفينا إخفاء تلك الرسائل عن زوجها. وفي عام 1960، توفيت إدفينا التي كانت في ذلك الوقت قد أهملت حياتها الشخصية، وهي نائمة خلال رحلة إلى بورنيو كممثلة لمؤسسة سانت جون للرعاية الطبية. وكانت إلى جانبها مجموعة من رسائل نهرو. لم تنته قصة الحب عند ذلك، فعندما حملت البحرية الملكية جثتها كي تلقي بها في البحر على الساحل الجنوبي لبريطانيا، قام رئيس الوزراء نهرو بآخر وأكثر تصريحاته العامة عن حبه لإدفينا، حيث أرسل فرقاطة تابعة للبحرية الهندية كي تلقي بإكليل من الزهور في المياه نيابة عنه.

يذكر كتاب «الصيف الهندي» بعض التفاصيل الخاصة بالرحلة الشهيرة إلى ماشوبرا في ولاية هيماغل برديس بجبال الهيمالايا الهندية والموجودة كذلك في سيناريو الفيلم، وهي الرحلة التي اقتضت أن يحصل منتجو الفيلم على تصريح بالتصوير في ماشوبرا. «كانت إدفينا وجواهر يلتقيان في الصباح الباكر كل يوم بالحديقة. وكانا يستقلان السيارة معا طول طريق التبت، ويتوقفان لعمل نزهات في الغابات. وكان يظلان معا حتى وقت متأخر حتى بعد أن يخلد ديكي (اللورد ماونتباتن) وباميلا (ابنتهما) للنوم. وعندما ذهب جواهر إلى حجرة إدفينا سكب زجاجة حبر. وقد ظلا مشغولين بتنظيف الحبر» وذلك كما كتبت كاتبة السيرة الذاتية لإدفينا. ويقول المسؤولون إن تصوير مثل تلك المشاهد وعرضها سوف يكون أمرا محرجا.

ويذكر الكتاب كذلك: «بعد عودتها إلى إنجلترا، كتب جواهر إلى إدفينا أنه ما زال يستطيع شم عطرها في الهواء، وأنه يقرأ ويعيد قراءة رسائلها». ويقول جواهر «ثم أظل في غابة من الأحلام»، وهو أمر غير لائق بالنسبة لرئيس وزراء.

وفي الوقت نفسه، تقول المؤلفة ألكس فون تونزلمان مؤلفة كتاب «الصيف الهندي» إن الكتاب لا يصور «مشاهد غرامية». وأضافت أن الكتاب لا يتضمن أي مشاهد يقبل فيها نهرو وإدفينا بعضهما أو يرقصان أو ينامان في السرير. فهي ترسم صورة لحدود علاقة عميقة ومتشابكة يدعمها الولع والإحساس القوي بالاحترام والاهتمام المتبادلين. وقد تبادل الاثنان ـ كما تقول المؤرخة ـ رسائل غرامية حتى النهاية. وكان نهرو يرسل لها الهدايا ـ سكر من الولايات المتحدة حيث كان قد تم ترشيده في بريطانيا، وسجائر من مصر، ونبات السرخس من ولاية سكيم الهندية، أو كتاب للصور الإيروتيكية من معبد الشمس الشهير «أوريسا». وفي حوار أجرته معها صحيفة التايمز الهندية في الهند، قالت تونزلمان إنها لا تستطيع إحصاء عدد الزيارات التي قامت بها إلى الهند في إطار بحثها من أجل كتابة الرواية، كما أنها وجدت الكثير من السجلات التي تصور مدى تقارب العلاقة بين الاثنين.

ونقلت الصحيفة عن تونزلمان قولها «خلال قيامي بالبحث، التقيت كذلك بابنة أخو نهرو نايانتارا ساغال في موسوري. وكانت تلك السيدة الذكية منفتحة على أهمية قيامي بتوثيق تاريخ تلك السنوات الحرجة؛ فأنا مؤرخة، ودوري في الفيلم هو تقديم الاستشارات التاريخية. حيث إن كتابة الفيلم هي أمر مختلف تماما عن التوثيق التاريخي».

ومن جهتها، تقول نايانتارا ساغال، الكاتبة المرموقة وابنه أخ جواهر لال نهرو: «لقد قرأت كتاب أليكس، والتقيت بها كذلك». ولم يتحدث الكتاب عن العلاقة العاطفية بين نهرو وإدفينا، ولكنه ذكر فقط أنه كانت هناك علاقة. ولا أعرف ما الذي يجب أن أفعله في هذه التقارير (فيما يتعلق بإعلان الحكومة موافقتها على السيناريو بشرط تخفيف حدة المشاهد الحميمية بين نهرو وإدفينا).

وتعليقا على علاقتهما، قال ساغال: «أي شخص يدعي أنهما كانا على علاقة جنسية، فإنه يحدس. فما كان بينهما كان علاقة طويلة، ودائما من الحب والصداقة. فقد كانت علاقة نادرة تعتمد على التلاقي الفكري، وقد كان كلاهما يكن الاحترام والإعجاب للآخر». وقالت إن كليهما «يشتركان في جزء من تاريخ الهند.. وكانت بينهما علاقة حب».

وتشاركهم الرأي باميلا ابنة ماونتباتن، التي وصفت علاقتهما الخاصة في مذكرات «ذكريات الهند: قصة حياة ماونتباتن خلال فترة انتقال السلطة». وقد وصفت العلاقة بأنها «الثلاثي السعيد» على لسان أبيها اللورد ماونتباتن، كما اقتبست جزءا من خطاب لأبيها قال فيه إن نهرو والسيدة ماونتباتن يمثلان ثنائيا مميزا، وإنهما يلائمان بعضهما. وقالت باميلا في حوار مع المحاور الهندي كاران ثابار «لقد كنت معهما طوال الوقت. لقد كنت متطفلة؛ فقد كان محرجا للغاية بالنسبة لهم أن أكون متواجدة طوال الوقت. ولكن، نعم، لقد كان نهرو رجلا نبيلا، وكان يحب أبي. وكانت هناك مشاعر متبادلة بينهما، وكان دائما موجودا في بيت أبي سواء في إنجلترا أو في الهند، كما أنني أعتقد أن مثل هذا الرجل لا يخون أبدا أصدقاءه». وقد أخبرت باميلا المحاور: «لقد ماتت أمي في بورنيو، حيث كانت تعمل في مؤسسة سانت جون وصندوق إنقاذ الأطفال، وقد ماتت فجأة خلال أدائها للعمل. وكان على الطاولة المجاورة لسريرها مجموعة من رسائل نهرو. وقد اكتشفنا من وصيتها أنها تركت المجموعة الكاملة من الخطابات لأبي، وكانت مجموعة كبيرة للغاية؛ فقد كانت هناك حقائب ممتلئة بالرسائل. وبعد ذلك، وعندما اكتشفنا أنها سوف تترك لأبي تلك الرسائل، طلب مني أبي أن أقرأها. وكانت تلك الرسائل كما ذكرت من قبل لطيفة، حتى إنني بدأت بها، والمحزن في الأمر أنهما كان يفتقدان إلى بعضهما إلى هذا الحد. فكانا لا يلتقيان أحيانا لمدة تصل إلى ستة أشهر. ثم كانا يلتقيان في أغلب الأحوال مرتين فقط في العام. لقد كان لأمي عشاق قبل ذلك، ولكن تلك العلاقة كانت مختلفة على نحو ما، لقد كانت حقا مختلفة. وإذا كانت العلاقة بينهما كانت علاقة جسدية فكان يجب أن تكون تلك الرسائل متمركزة حول تلك العلاقة الجسدية، فكانت تلك الرسائل ستصبح ذلك النوع من رسائل الحب، ولكن ثلاثة أرباع تلك الرسائل كان يفضي نهرو من خلالها بهمومه ويعبر عن مخاوفه وإحباطاته وآماله .

وبعيدا عن الجدالات التي أثارها الفيلم، فإن الكثير من الناس تنتظره بشغف خاصة الغيورين على سمعة نهرو وإرثه السياسي اللذين يدافع عنهما حزب المؤتمر الذي ما زالت عائلة نهرو ـ غاندي تسيطر عليه. وبالرغم من حرية التعبير فإن الأفلام التي تتعلق بشخصيات من الأسرة الحاكمة يجب أن تحصل على تصريح الحزب كي يتم تصويرها بالهند.