ليالي الأندلس تضيء أمسيات مدينة الرياح المغربية

مزج بين الرقص الهندي و«الفلامنكو» لأول مرة في مهرجان دولي في الصويرة

فرقة موسيقى مغربية أندلسية (أرشيف)
TT

ينظم «مهرجان الأندلسيات الأطلسية» في دورته السادسة في من 29 من الشهر الحالي ويستمر لمدة أربعة أيام في مدينة الصويرة المغربية على الأطلسي، الذي يحتفي بالموسيقى التي تعرف باسم موسيقى الآلة والموسيقى الأندلسية واليهودية المغربية.

وقال أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس المهرجان، إن «المغرب يرسل للعالم أجمع من خلال هذا المهرجان علامات الحداثة والانفتاح على جميع الحضارات في الوقت الذي يعيش فيه العالم في بيئة أضعفتها النظريات الناتجة عن صدام الثقافات والأديان». وأضاف أن المهرجان هذه السنة سيكون فريدا من نوعه، وسيعبر بصوت واحد عن ثروات وعمق المغرب المتعدد الذي يهتز في انسجام على أنغام موحدة لموسيقى بلا حدود. مشيرا إلى أن المهرجان يوجه رسالة للعالم «عن مدى قوة وعمق ثقافتنا، التي نعمل جاهدين على حمايتها والتعبير عنها في مثل هذه المناسبات».

وأعرب أزولاي عن سعادته بمشاركة كبيرة لفنانين عالميين جاءوا من كل البلدان خصيصا للمشاركة في المهرجان، الشيء الذي سيجعل منه «لحظة مميزة وذات جودة فنية عالية»، على حد قوله، موضحا أن اللوحات الفنية التي سيقدمها المهرجان ستجمع بين الثقافات المختلفة، والهدف هو إمتاع الجمهور المغربي، وكذا إحياء واستعادة اللحظات القوية والأكثر إشراقا للفترة الأندلسية.

مهرجان الأندلسيات الأطلسية الذي تنظمه مؤسسة «الصويرة موكادور» بشراكة مع مؤسسة «الثقافات الثلاث» سيفتتح الموسم الموسيقي والثقافي في مدينة الصويرة التي تعرف باسم «مدينة الرياح»، نظرا لتميزها بالرياح الأطلسية التي تهب على سواحلها. وسيتميز يوم الافتتاح باستعراض كبير بمشاركة فرقة «زرياب» من وجدة، و«الحاخام المطرب خايم لوك»، وتكريم للفنانة زهرة الفاسية، بمشاركة حياة بوخريس، وريموند البيضاوية، مع لقاء يجمع على الخشبة راقصي فرقة «كاثهاك» الهندية، ونخبة من راقصي «الفلامنكو»، مثل آنا لاتيشيا في حفل «هندالوسيا».

وستحيي الفرقة الجزائرية «طرب» ومجموعة «فؤاد ديدي» حفلا موسيقيًا من الفن الغرناطي، كما سيحيي مجموعة من الفنانين الصاعدين حفلات خاصة بالموسيقى العربية الأندلسية.

إلى ذلك، قالت فرانسواز أطلان، المديرة الفنية للمهرجان، لـ«الشرق الأوسط» إن الدورة السادسة للمهرجان سعت إلى وضع برنامج حافل ومكثف يعكس الأوجه المتعددة للتراث الأندلسي، وذلك من خلال لوحات فنية من الموسيقى الأندلسية، مرورا بفن «الملحون»، والموسيقى اليهودية العربية، ثم المزج بين الموسيقى الهندية و«الفلامنكو»، إلى جانب إحياء حفلات موسيقية وغنائية، وتنظيم ندوات ولقاءات فكرية، ومعارض وورش عمل فنية. وأضافت أطلان: «لأول مرة نستضيف فنانين من الهند الشرقية الذين سيقيمون لمدة خمسة أيام قبل بداية المهرجان، إلى جانب فناني (الفلامنكو الإسبانية) للتنسيق بين الفريقين والتدريب على تقديم أعمال ثنائية بينهما».

وفي إطار المهرجان، تحتضن مدينة الصويرة معرضا للوحات الفنية، يشارك بطريقة مباشرة في إعادة بناء الهوية تحت شعار «ذاكرات مغربية في بريطانيا»، الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية في الخارج بهدف إبراز عمق العلاقات التاريخية بين المغرب وبريطانيا.