من 2000 مشروع تم تقديمها إلى المجلس الثقافي البريطاني للمشاركة في الأولمبياد الثقافي المصاحب لدورة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها لندن في عام 2012، قام المجلس باختيار ستة أعمال في إطار المنافسة على ما سماه «أكثر الجوائز طموحا ومدى في بريطانيا».
المشاريع الـ12 المرشحة للفوز والتي استوحاها الفنانون من طبيعة المنطقة المشاركة والألعاب الأولمبية، تمثل أجزاء مختلفة من بريطانيا وشمال أيرلندا واسكتلندا وويلز وستتقاسم فيما بينها الجائزة وقدرها 5.4 مليون جنيه إسترليني.
ويتوقع أن تنفذ المشاريع في العامين 2010 و2011 ومن بينها ملعب كرة قدم بالحجم الطبيعي، ومنحوتة تمثل ليدي غوديفا إحدى شخصيات الفلكلور الإنجليزي، وأسود ضخمة مصنوعة من الكروشيه. وعلقت مويرا سينكلير المديرة التنفيذية لمجلس الفنون البريطاني على القطع المختارة بأنها ستعيد تعريف الفن الشعبي للجمهور، خاصة أن المجموعة المتنافسة تتراوح ما بين «قطع فنية فائقة إلى محاولات فردية لاستكشاف ثقافة المنطقة».
وتشارك فرقة باسيتي المسرحية بمشروع فيلم من بطولة أفراد من المجتمع المحلي للمنطقة الشرقية بإيست أنغليا، ومن منطقة ايست ميدلاندز تشارك الفنانة شونا ريتشاردسون بعمل مستوحى من الملك ريتشارد قلب الأسد وصناعة النسيج بالمنطقة إذ تقدم ثلاثة أسود مصنوعة يدويا من الخيوط الصوفية يبلغ طول كل منها 30 قدما وسيتم عرضها في نوتنغهام. ومن العاصمة لندن يستوحي المشروع أحد أهم ملامحها إلا وهو الباص الأحمر الشهير، والعمل للفنان ألفي دينين واستخدم فيه أسقف محطات الأتوبيس لعرض إبداعات الجماهير حول أهم الأشياء التي تميز مدينتهم.
ومن الشمال الشرقي يشارك مشروع عبارة عن طاحونة مائية عائمة على نهر تاين تضم مساحة للفنون التفاعلية. ومن أيرلندا الشمالية يقدم الفنانان براين ايرفين وجون ماكلداف مشروعا باسم «العش» ويعتمد على مخزن ضخم يجتمع فيه عدد كبير من الآلات الموسيقية التي يقوم الجمهور بالتبرع بها وتكون بمثابة الهام لفريق كورس يعتبر الأضخم في أيرلندا الشمالية.
ومن اسكتلندا فكرة أخرى مجنونة وتقليدية في وقت واحد وإن كانت تنضم تحت مسمى الأعمال الفنية، فالفكرة ببساطة هي إقامة ملعب كرة ضخم في إحدى الغابات بالقرب من الحدود الاسكتلندية وسيقوم فريقان من الهواة بلعب مباراة كرة قدم ودية على الملعب.
ومن الجنوب الشرقي فكرة أخرى طريفة تعتمد على تبرعات الجمهور، إذ سيقوم الفنان لون توين بالطلب من سكان المنطقة التبرع بقطع خشبية تحمل مدلولا خاصا من أجل تكوين سفينة تتحول بعد الانتهاء منها إلى مركز عائم للاحتفالات الفنية.
وبالنسبة للأفكار المجنونة فهذه المنافسة لا تخلو منها إذ سيقوم الفنان أليكس هارتلي بسحب جزيرة صغيرة اكتشفها في عام 2004 إلى مياه جنوب غربي انجلترا وتقوم الجزيرة التي سيقطنها فريق متنقل باستكشاف موضوعات تتعلق بالتغيير المناخي وملكية الأرض.
ومن منطقة ويلز هناك مشروع طائر فضي بدون أجنحة مصنوعة من أجزاء طائرة قديمة بعد إعادة تدويرها، الطائر سيقوم بالتعشيش في عدد من المواقع في ويلز وسيقوم سكان المناطق التي يعشش فيها الطائر بتغيير شكله. أما الليدي غوديفا التي اشتهرت في الأدب البريطاني بأنها ركبت حصانا وهي عارية للاحتجاج على الضرائب التي فرضها زوجها على المواطنين، فستقوم شركة من الوست ميدلاند بإعداد مجسم ضخم لها يتجول في الشوارع ويجمع حوله الجماهير قبل أن يتوجه إلى لندن.
وفي عودة للأساليب التقليدية تقوم منطقة يوركشاير بتنظيم احتفالات فنية تعتمد على التعاون ما بين الفنانين وأفراد الجمهور تستخدم المباني العامة والشوارع كأرضية لشهر كامل من الاحتفالات الفنية.