«الأيام الثقافية العراقية» يفتتح في عمّان للتواصل مع المبدعين في الخارج

المهرجان يضم عروضا مسرحية وتشكيلية وشعرية بمشاركة نخبة من الفنانين

TT

انطلقت في المركز الثقافي الملكي، مساء أول من أمس، في عمان، فعاليات «أيام الثقافة العراقية» برعاية وزير الثقافة الأردني صبري اربيحات، ونظيره العراقي ماهر دلي الحديثي.

وأشار وزير الثقافة العراقي إلى «أهمية إقامة هذا التنوع من الفعاليات الثقافية التي تقرب المبدع العراقي في الخارج من وطنه»، مشيرا إلى أن الوزارة قد نظمت الكثير من الملتقيات والأيام الثقافية العراقية في بلدان عربية وأجنبية، بغية التواصل مع الكتاب والفنانين العراقيين الذين اضطروا إلى مغادرة وطنهم.

من جانبه، أشار الوزير اربيحات خلال الحفل، الذي حضره عدد من السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية والمثقفين والفنانين العراقيين والأردنيين وأبناء الجالية العراقية المقيمين في عمان، إلى احتضان الأردن المبدعين العراقيين خلال الظروف الصعبة التي ألمت بالعراق ومساهمتهم في إثراء المشهد الثقافي الأردني بالكثير من ألوان الإبداع الموسيقي والتشكيلي والمسرحي.

وبين إن «الثقافة العربية لا تعرف الحدود، وأن الأردنيين واكبوا عن قرب المنجز الثقافي العراقي وتفاعلوا معه ضمن فضاء إبداعي حر يعيشه المثقف الأردني حاليا».

وألقى الشاعر والإعلامي علي عبد الأمير كلمة المثقفين العراقيين، نيابة عن زميله القاص والروائي عبد الستار ناصر، أوجز فيها جوانب من حضور الإبداع العراقي في الثقافة الإنسانية.

وتشتمل فعاليات الأيام الثقافية العراقية، التي تستمر لغاية يوم 26 الشهر الحالي، على عرض لفيلم وثائقي وأوبريت للفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية بعنوان (سمعت بغداد تناشدني)، بقيادة الفنان فؤاد ذنون، بالإضافة إلى ندوات فكرية وأدبية متنوعة حول المشهد الثقافي العراقي وشهادات، روائية يقدمها عبد الستار ناصر، وهدية حسين، وعواد علي، وقراءات شعرية للشعراء: الدكتور هاني عاشور، وريكان إبراهيم، وعبود الجابري، وحازم الجابر، وحامد الغرباوي، من العراق، بمشاركة الشاعرين الأردنيين سلامة الحجايا، وراشد عيسى.

كما تتضمن الأيام حفلا لتوقيع كتب المؤلفين العراقيين المطبوعة، إضافة إلى تكريم عدد من الرواد المثقفين العراقيين، وعرض فني شامل، وعرض مسرحي بعنوان «الهشيم»، وإقامة معرض كتب، وعرض للأزياء العراقية التراثية.

وضمن احتفالات الأسبوع الثقافي العراقي افتتح وزير الثقافة العراقي المعرض الفني بعنوان «روح التراث» للفنانة العراقية الدكتورة شنكول حسيب قادر، في قاعة «المكتبة الوطنية».

وتضمن المعرض (26) لوحة فنية تحكي مواضيع متنوعة: التراث والفلكلور والأصالة العربية المشتركة بين الدول العربية.

حيث كانت الأعمال مزيجا من الفلكلور والهندسة المعمارية القديمة، ومستنبطة من روح التراث وإيمان الفنانة بالجوهر الأصيل، ومتواصلة مع الفن الحديث والمعاصر الذي يحقق رؤى فنتازية فيها الكثير من التجريد، مستمدة أجواءها من المنمنمات العربية والموروث الشعبي القديم والعادات والتقاليد والشناشيل البغدادية، مشكّلة تعليقا مستمرا على الحياة فيه الكثير من العطف والحب. واستخدمت الفنانة أسلوبا جديدا تسعى من ورائه إلى إيجاد رؤية فنية جديدة يتسنى لها تقديمها للمشاهد بالشكل البسيط والمفهوم من خلال الخطوط والأقواس، متصلة بشكل أو بآخر بجذور المجتمع الذي تعيش اللوحات فيها نعومة لونية خادعة تجعل المرء يحس بتوتر الحلم والذاكرة الذي يحرك خيال الإنسان وارتباطها بالتراث المعاصر وتطوره في الوقت الحاضر.