كريستيز تؤكد على متانة سوق الفنون في الشرق الأوسط

تكشف عن مزادها السابع في دبي

TT

أكدت دار كريستيز أمس الأحد بمناسبة الكشف عن مزادها السابع في دبي هذا الأسبوع، أن سوق الفنون في المنطقة قوي ولا تنقصه السيولة بالرغم من الأزمة الاقتصادية، معربة عن «توقعات عالية» تعكس نضج هذه السوق.

وقال رئيس الدار العريقة لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا يوسي بيلكانن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «التوقعات عالية جدا، خصوصا نظرا للأعمال المعروضة ذات النوعية الاستثنائية».

وتنظم كريستيز الثلاثاء والأربعاء مزادا مزدوجا للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة في الليلة الأولى وللمجوهرات والساعات في الليلة الثانية، مع قيمة إجمالية متوقعة للمبيعات تتراوح بين 9.12 و8.17 مليون دولار.

وقال بيلكانن إن «هناك الكثير من السيولة في سوق الفنون» كما أن «الطلب على الفنون ارتفع هذه السنة وارتفعت قيمة مبيعات كريستيز هذه السنة بنسبة 5 في المائة مقارنة بالعام الماضي» التي شهدت في فصلها الأخيرة اندلاع الأزمة المالية العالمية الأخطر منذ عقود والتي أثرت على مستويات أسعار الفنون أيضا.

وفي إحدى قاعات فندق أبراج الإمارات الفخم في قلب دبي، عرضت الدار عشرات اللوحات التي ستكون متوفرة للشارين السريين أو المعلنين في دبي والتي تؤكد كريستيز أنها عاصمة سوق الفنون في المنطقة.

وكما سرت العادة في المزادات السابقة في دبي، تحتل أعمال الفنانين من الشرق الأوسط حيزا مهما من المعروض، مع لوحات مميزة للمصري أحمد مصطفى الذي تعرض له لوحة مزدوجة بالخط العربي بعنوان «الذكرى والعرفان» قدرت قيمتها بما بين 600 و800 ألف دولار، وهي أغلى لوحة معروضة لفنان عربي.

ومن أبرز المحطات العربية أيضا أكبر لوحة للفنان السوري الراحل فاتح مدرس بطول 3.3 متر وعرض 72.1 متر، وهي تظهر منظرا طبيعيا وتقدر قيمتها بما بين 180 و250 ألف دولار.

وتعود الفنون الهندية والباكستانية بقوة إلى مزاد كريستيز ـ دبي هذا الموسم مع أعمال لمقبول فدا حسين بما في ذلك لوحة عملاقة تصل قيمتها إلى نصف المليون دولار إضافة إلى طيب ميتا وسيد حيدر رضا.

ويخصص المزاد مساحة واسعة لفنانين أتراك أمثال بهران دوغانجاي وعدنان شوكر وارول اكوافاش وعمر اولوتش.

ومن الأعمال أيضا لوحة «والدة وابن» للبناني بول غيراغوسيان ومجموعة أعمال للسوري لؤي كيالي تحمل البصمة الفنية المعهودة للفنان والتي تتميز بالشاعرية والواقعية الحزينة.

وللفنانين الإيرانيين حصة كبيرة أيضا، لا سيما لفرهد مشيري وشارل حسين زندروني ومحمد احسائي ومنير فارمنفارميان وشيرين نشأت ومهدي فرهديان.

وذكر بيلكانن أن الدار البريطانية كانت أول دار مزادات تفتتح مكتبا دائما في دبي في أبريل (نيسان) 2005.

وقال إن «السوق في المنطقة نضجت» والدليل على ذلك هو «نسبة اللوحات القادمة من خارج المنطقة ونسبة الشارين من خارج المنطقة» على حد قوله.

وأشار في هذا السياق إلى أن «55 في المائة من المبيعات المتوقعة هي لشارين مقيمين خارج منطقة الشرق الأوسط، وهذا يعني أن غالبية المهتمين بالأعمال المعروضة هنا في دبي هم من خارج المنطقة». وأضاف أن «نصف الأعمال التي نبيعها في المزاد يملكها أشخاص خارج المنطقة أيضا».

أما المدير التنفيذي للدار في دبي مايكل جحا، فقد أكد في حديث مع الصحافيين أن «حجم المبيعات لكريستيز في دبي منذ المزاد الأول في 2006 ارتفع بنسبة 400 في المائة وقد بعنا حتى الآن أعمالا فنية وقطع مجوهرات بقيمة 125 مليون دولار».

إلا أن الشارين المحليين يبدون مهتمين خصوصا بالساعات التي تسجل بحسب بيلكانن «أكبر نمو في المبيعات» بين سائر الفئات في المزاد، فيما «تسجل شهية كبيرة في الشرق الأوسط لاقتناء الساعات القيمة النادرة».

وإلى جانب عشرات الساعات التي تحمل تواقيع دور عريقة مثل باتيك فيليب واودمار بيغيه واوليس ناردين، تعرض في المزاد هذه السنة ساعة معاصرة تحمل توقيع هاري وينستون مصنوعة من الذهب الزهري والبلاتينوم مع قيمة تقدر بما بين 200 و320 ألف دولار.

أما على صعيد المجوهرات، فإن أبرز القطع المعروضة من دون شك هي زوج أقراط من الألماس يزن كل منهما أكثر بقليل من 15 قيراطا بلون «جي» تتراوح قيمته التقديرية بما بين 400 و600 ألف دولار.

ومن أبرز المجوهرات في المزاد أيضا خاتم الماس يزن 23.25 قيراط بلون «أصفر فاخر» (فانسي يلو) وقيمته تقدر بما بين 300 و400 ألف دولار.

ويشمل المزاد عددا كبيرا من القطع التي تحمل توقيع دار معوض اللبنانية، إضافة إلى قطع هندية تاريخية من مقتنيات مهراجا.

لكن القيمة التقديرية لقطع المجوهرات المعروضة في مزاد كريستيز السابع لا تصل إلى مستويات سبق أن حققتها الدار في دبي خلال المزادات التي سبقت الأزمة المالية العالمية.