الشاعر العراقي سعدي يوسف ينال جائزة الأركانة العالمية للشعر

وزير الثقافة المغربي يعلن عن تخصيص جوائز مالية للطلاب والشباب

وزير الثقافة المغربي بن سالم حميش يسلم جائزة «الأركانة» العالمية للشعر للشاعر العراقي سعدي يوسف
TT

فاز الشاعر العراقي سعدي يوسف بجائزة «الأركانة العالمية للشعر»، وهي جائزة مغربية أصبحت تمنح سنويا لأحد الشعراء، ومنح سعدي يوسف الجائزة «تقديرا وتكريما لتجربته الشعرية الرائدة وبصمته القوية في إثراء الرصيد الشعري العربي المعاصر». وخلال الحفل الذي نظم في الرباط أحيا الفقرة الموسيقية للحفل عازف العود العراقي أيضا نصير شمة، الذي قدم معزوفات وتنويعات عربية، اشتملت على عناوين دالة مثل «حوار بين المتنبي والسياب»، و«بغداد التي أحب» و«انطباعات حب من العراق للمغرب»، وذلك على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط، بحضور سياسي وإعلامي لافت.

و«الأركانة»، كما قالت الشاعرة المغربية وداد بنموسى، في بداية الحفل الذي نظمه بيت الشعر في المغرب بدعم وشراكة مع وزارة الثقافة وصندوق الإيداع والتدبير، شجرة لا تنبت إلا في المغرب (منطقة أكادير). مضيفة أن الجائزة هي تقدير مغربي لكل شاعر يدافع عن قيم الحرية والسلم.

يذكر أن الجائزة كانت في العام الماضي من نصيب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ونظرا للنجاح الجماهيري الذي حالف احتفاء «الأركانة» بشاعر الأرض، يقول نجيب خداري رئيس بيت الشعر: «تقرر أن تصبح الجائزة تقليدا سنويا بعد أن كانت تمنح كل ثلاث سنوات، تعزيزا للمشهد الشعري العربي والعالمي وتكريما لرموزه».

واعتبر خداري منح الجائزة هذا العام لسعدي بمثابة «تحية لهذا الصانع الماهر، والشاعر الذي تتحول اللغة العربية بين يديه المرهفتين طرية بكرا، كما لو نزلت لأول مرة وهي تخالط راهننا المعقد»، مذكرا بأن الشاعر المحتفى به قادم للتو من الصين التي احتفلت بإبداعه طوال ثلاثة أسابيع، وترجمت قصائده إلى اللغة الصينية.

وتطرق بن سالم حميش، وزير الثقافة المغربي، في كلمة له بالمناسبة، إلى أهمية حفظ الشعر الذي يجعل الذاكرة تأخذ باقات من الشعر المتوهج المتألق، مستعرضا تجربته الشخصية في حفظه لبعض قصائد عدد من الشعراء العرب والعالميين، مثل الشاعر الشيلي بابلو نيرودا وغيره. وأوضح حميش أن محبة حفظ الشعر محبة للشعراء أنفسهم «لأننا لا يمكن أن نختزل في ذاكرتنا ما لا نحب»، ووجّه نداءه إلى كل المبدعين العرب: «رجاء، رجاء، دعونا من هذه الحروب، حروب داحس والغبراء»، في إشارة إلى الخلافات التي قد تنشب بينهم حول بعض الرؤى والتصورات في مجالي الشعر والرواية، وقال: «إن الجميع يرتقي في فضاء الإبداع».

وأعلن حميش أنه ارتأى أن يجعل في معرض الكتاب المقبل بمدينة الدار البيضاء ما سماه «أولمبياد الذاكرة»، وذلك بإشراك الطلبة والشباب في إلقاء ما قد تجود به الذاكرة من أشعار، مقابل تحفيزات أشار إليها بالمقولة العربية الشهيرة «أعطاه ألف دينار» التي قال إنها ستتحول إلى ألف درهم مغربي. ولم يفُت حميش التوقف عند تجربة الشاعر المحتفى به، وقال: «إننا نريد مثله أن يكون الشعر خبز الناس جميعا»، وزاد قائلا إنه عندما توغل في قراءة نصوصه الشعرية توصل إلى الاقتناع بأن الشعر يتجلى في عمله المبدع الدؤوب، ثم توجه إليه بالكلام: «وأخيرا يا يوسف، سعديك، سعديك بهذه الجائزة، وهنيئا لك بـ(الأركانة)، وكنت جديرا بها مستحقا».

وفي أثناء تسليمه الجائزة داعب حميش سعدي قائلا إنه إذا كان «بيت الشعر» لم يهدِه قنينة من زيت الأركانة فإنه سوف يرسلها إليه بالبريد المضمون، بزيت من إنتاج مدينة ولادته مكناس، والتي تعرف أيضا باسم مكناسة الزيتون، التي سبق للشاعر أن قال فيها شعرا.

وقبل قراءته لنصوص من شعره وجّه الشاعر العراقي المحتفى به تحية خاصة إلى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وقال: «أود في هذا المساء أن أوجّه رفيفا من الروح إلى روح درويش، لقد كنا هنا معا عام 2003، وفي هذه اللحظة أشعر أننا ما زلنا معا، في هذا المكان الأثير من العاصمة المغربية»، في إشارة إلى مسرح محمد الخامس.