تعابير الإنسان وعذاباته هي ما يجمع بين أعمال معرضين فنيين للتشكيليتين السعوديتين عواطف آل صفوان وغادة الحسن، حيث أقامت كل منهما معرضها الشخصي في صالة نادي الفنون بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف. فالإنسان في مختلف تعابيره هو المحور الذي تمتلئ به اللوحة في أعمال غادة الحسن في معرضها الذي حمل عنوان «هنا منذ الأزل» الذي احتوى 150 عملا، ركزت فيه على رسم الوجه في حزنه ووجعه وصمته وتأملاته، وجه الإنسان مجردا من ملامحه وألوانه وجنسه، ومن دون فم وأذن، وتقصد بهذا الطمس التعبير عن الإنسان في أي مكان مهما كان جنسه أو لونه أو لغته، فهي ترى أن البشر جميعهم مهما كانت أجناسهم يتشابهون في نقطة واحدة، هي التعبير بملامح الوجه، أو بالعين فقط، الذي هو انعكاس لعالمه الداخلي.
وأشارت غادة الحسن لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها تقيم معرضها الشخصي الأول بعد مشاركات عديدة في معارض جماعية محلية ودولية واستخدمت تقنيات جديدة، تستخدم لأول مرة في الساحة التشكيلية السعودية وهي تقنية استخدام العجائن مع الكولاج حيث تعلمت هذه التقنية في دورة تدريبية على يد صلاح حيساني وهو تشكيلي عراقي هولندي. وتأتي تجربتها في التعبير التجريدي امتداد لعملها السابق.
وتقول الحسن التي بدأت تجربتها الفنية منذ 8 سنوات فقط إن تجهيز أعمال المعرض الفعلي استغرق منها 9 أشهر، ولكنه كان نتيجة تراكمات فنية وفكرية ونفسية في داخلها منذ 2004.
وفي أعمال معرض التشكيلية عواطف آل صفوان الذي اختتم مؤخرا في الصالة نفسها، الذي حمل عنوان «منمنمات» شخصيات كثيرة ووجوه وحالات متداخلة مزدحمة وتحتاج مشاهدة اللوحة إلى الكثير من التأني والتريث في تفكيك التفاصيل الصغيرة في اللوحة الواحدة. وهذا الازدحام لم يكن عشوائيا بل هو مدروس ومقنن ومقصود، فكل لوحة قصة أو مجموعة قصص تحتاج إلى إطالة عميقة للوحة كما تأنت هي في رسمها.
وتشير آل صفوان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تجهيز المعرض الذي احتوى 50 عملا استغرق منها عامين، فكانت تعمل بشكل يومي طيلة العامين بواقع 8 ساعات يوميا، وما يميز تجربة آل صفوان أنها تعمل بفن الباتيك أو الرسم على الحرير وهو فن بصري يعتمد على مقاومة الصباغة، عن طريق وضع مادة عازلة، هي الشمع، كما يعتمد على التبخير.
آل صفوان أقامت معرضها الشخصي الأول رغم أن عمرها الفني 20 عاما شاركت خلاله في 25 معرضا فنيا جماعيا، وآل صفوان لا تكتفي برسم اللوحة بل تعطي دورات تدريبية في الرسم كما أن جميع أولادها وبناتها يبرعن في الرسم.
رغم الحزن والقلق والتعب الذي يملأ أعمال عواطف آل صفوان وغادة الحسن إلا أن اختيار الرسم بألوان ربيعية في لوحات آل صفوان ووجود الحمامة في أعمال الحسن دلالة واضحة على الأمل الذي يسكن هاتين الفنانتين.
نالت الفنانة عواطف آل صفوان الجائزة الرابعة في مسابقة المعرض الجماعي المتنقل لمرسم أتيليه فن 2004، وجائزة اقتناء خلال المشاركة في مسابقة السفير التشكيلية الثانية عام 1428، وجائزة اقتناء خلال المشاركة في المعرض الرابع للفنانات التشكيليات عام 1429، والجائزة التشجيعية لمجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية بالكويت، ومن أهم مشاركاتها أتيليه مصر عام 1428، والمعرض الرابع للفنانات التشكيليات عام 1429 بوكالة وزارة الثقافة والإعلام، وتواصل 1429، وسوق عكاظ 1429، والمعرضين المتجولين في السعودية لجماعة الجوف بالقريات وطبرجل 1430، الملتقى التشكيلي الأول بمدينة مكناس 1430 برعاية جمعية المواهب العربية 1430، والمعرض الثاني لمجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية في الكويت عام 1430. أما الفنانة غادة الحسن فشاركت في العديد من المعارض الفنية الجماعية، وحصلت على دورات فنية في الرسم الزيتي والرسم بالألوان المائية وتقنياتهما المختلفة وورش فنية متنوعة في معالجة السطوح الثابتة بالعجائن، وتقنيات البناء المضاعف وإنشاء العمل، ومعالجة الكولاج على السطوح الثابتة وغير الثابتة ودورة في التعبير الفني لدى الأطفال، كما حصلت على عدد من الجوائز منها المركز الأول في مسابقة تواصل التشكيلية على مستوى المنطقتين الشرقية والشمالية، وتمثيل السعودية في لندن في مزاد عالمي على هامش مسابقة الخليج للبولو.