الخزف الياباني يتألق في معرض بالإسكندرية

يروي تاريخه منذ آلاف السنين عبر أعمال 35 فنانا

بعض الأواني من ديكور «بوب» للفنان ساميتسو شيباتا («الشرق الأوسط»)
TT

لمحة ساحرة من فنون اليابان يعكسها معرض «روعة الخزف الياباني.. الجيل الصاعد من الأفران اليابانية التقليدية»، والمقام حاليا بمركز الإسكندرية للإبداع ويستمر حتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. يحتضن المعرض مجموعة رائعة من الأواني الخزفية والجرار المطلية بالمينا التي تعكس رؤى الفنانين وتصورهم لوظائف الإناء في محاولة منهم لاستيعاب طبيعة الخزف الياباني اليوم.

وقال ماسوتو فورويا، مدير «مؤسسة اليابان» بالقاهرة، إن 35 فنانا يشاركون في المعرض، وهم من الفنانين النشطين في اليابان حاليا في سبعة مواقع، منهم: ماكوتو تويوفوكو، وإيواوه شينوه، جون كاواغوتشي، وهيرومي أوكومورا، والذين تتنوع اهتماماتهم بين الخزف التقليدي والحديث، أو النواحي العملية للخزف. وأشار إلى أن موضوع المعرض يركز على «الآنية»، ويأتي في إطار توطيد الروابط الثقافية بين الشعوب من خلال الفنون البصرية، وليلقي الضوء على الثقافة التقليدية اليابانية وأهم فنونها وأقدمها، حيث إن فن الخزف في اليابان له تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من 12 ألف سنة. وعلى الرغم من التقنيات المتقدمة التي أدخلت على صناعة الخزف، فإن الخزف الياباني طوع التقنيات الجديدة، للمحافظة على أصالته. حظي المعرض بإعجاب الزوار، لما فيه من لمسات فنية راقية، وتميزت الخزفيات المعروضة بموتيفات متصلة بالطبيعة اليابانية أهمها الزهور كالزنابق وأوراق الأشجار، كما كسيت بالألوان الهادئة التي تجسد جمال الطبيعة اليابانية. ويقول ماسامي شيرايشي، مدير معرض الحرف بالمتحف القومي للفنون المعاصرة في طوكيو: «اليابانيون بصفة عامة ملمون بفن الخزف ومقدرون له، وربما يعود ذلك إلى وجود طقس معتدل وتضاريس متنوعة، مما أعطى اليابانيين تعلقا خاصا بالأدوات المصنوعة من الطين، وهذا جعلهم يطورون فيه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، فبعض الفنانين قد استخدم الخزف استخداما عمليا، والبعض يمزج الإبداع بالأساليب التقليدية، والبعض يبحث عن الأنماط الجديدة التجريبية للطين، وهو ما جمعه هذا المعرض الذي يظهر خصائص الخزف الياباني بالفعل، حيث إن هناك بعض المناطق في اليابان تتميز بسمات خاصة في تقنية صناعة الخزف». وأضاف أن آنية «بيزن» آنية بسيطة من دون طبقة مزججة مصنوعة من طين محلي غني بالحديد، هذا النوع من الخزف الذي يحرق لكنه لا يحتوي على طبقة مزججة يظهر الجمال الكامن في الطين، ويمكن التعرف عليه من نظرة واحدة فقط، ولفت إلى أن آنية «بيزن» لم تطرأ عليها أي تغيرات عن الخزف المستخدم في مراسم الشاي أثناء عصر موروماتشي ( 1573 ـ 1333) التي ما زال يتم إنتاجها حتى اليوم. وذكر شيرايشي أن الفنانين اليابانيين اليوم، خاصة قاطني المدن الكبيرة، يحرصون على التحرر من التقاليد والمألوف في صناعة الخزف، ويدخلون عليه طرزا جديدة، ويضيفون تحسينات على التصميمات لخلق آنية خزفية مستقلة متبعين أنماطا جديدة تلائم الحياة العصرية. يذكر أن مواد صناعة الخزف ابتكرتها الصين، وبدأت صناعته تدخل اليابان مستقية بعض اللمسات الأسلوبية من شبة جزيرة كوريا، ويمكن القول إن فن الخزف الياباني بدأ عام 1900، وبعدها أصبح من الحرف التقليدية التي أدخلت الخزفيات للحياة اليومية، ومن أشهر المدن اليابانية التي تعرف كمركز لأفران الخزف مدينة ماشيكو في محافظة توشيغي والتي كانت ملاذا للعديد من الفخارين الأجانب. أما الأفران الرئيسية فتوجد في أريتا وكاراتسو، حيث يرجع خزف أريتا إلى عصر موموياما (1575 ـ 1614) ويعود إنتاج البورسلين إلى مواطن كوري كان مقيما في اليابان يدعى «ري سامبيه»، حيث اكتشف نوعا من الطين في منطقة أريتا بشمال كيوشو، ومن هنا بدأ إنتاج البورسلين في اليابان، وقد تم ابتكار طرز كثيرة مثل النقوش الزرقاء تحت الطبقة المزججة (سوميتسوكيه) وبورسلين «أكا ـ إيه» مع المينا فوق الطبقة المزججة. أما خزف كاراتسو فكان يتم تصنيعه للأغراض اليومية، أو لمراسم الشاي.