الكلاب البوليسية الهولندية الموهوبة «تسيطر على العالم»

الواحد منها يباع بـ 6000 يورو.. و400 منها تصل إلى 33 دولة

TT

«الأنوف الهولندية تستنشق في كل مكان». ليست هذه إهانة للهوية الهولندية، لكنها أنشودة إشادة بكلابها البوليسية، التي قالت عنها وسائل الإعلام «إنها مطلوبة بإلحاح على نطاق العالم من أجل تعقب المخدرات والمتفجرات». وتعلن بفخر: هولندا هي أكبر مصدر في العالم «لهذه الكلاب الموهوبة» وأن «هناك فرصة جيّدة جدا أن الكلب، الذي سيتولى مهمة فحص سيارة أوباما من أجل المتفجرات أو اعتراض 500 كغم من الكوكايين على الحدود المكسيكية سيكون من هولندا». وخلال الإجابة عن سؤال حول ما الذي يجعل الكلاب ماهرة في التعرف على الأشياء؟ تحدث المدرب الهولندي الكبير بيت فان دن بروخ، الذي أشار إلى «غريزة الصيد البدائية، التي تدفع صاحبها إلى اللعب على الدوام مع كرة.... ويجب أن تكون الكلاب مجنونة بعض الشيء، ومصابة بالنشاط المفرط بعض الشيء أيضا». مضيفا أن المزيد من الصفات الأخرى ضرورية مثل «أن لا يكون لديها مشكلة مع السطوح الزلقة. فالكثير من الكلاب، التي تتربى خارج المنزل، تخاف من أرضيات المطار».

الكلب الواحد يباع بـ 6000 يورو ويصدّر فان دن بروخ حوالي 400 كلب في السنة إلى 33 دولة مختلفة.

يعزو بروخ هذه الريادة الهولندية إلى تقاليدها العريقة في تربية الحيوانات. لكنه يشدد أيضا على اللمسة الإنسانية. «نشحن أصواتنا بالمزيد من المشاعر عندما نتحدث إلى كلابنا... وقد بدأت الصين أخيرا في إقامة محطات تربية خاصة بها للكلاب، لكن كلابهم أكبر مما يجب ولا تحظى بالاهتمام الكافي. الكلاب تشبه الناس. عليها أن تختبر الأشياء حتى تتعود عليها... وأفضل الكلاب في مهنة الشم تأتي من المالكين الأفراد الذين استثمروا وقتا طويلا وطاقة كبيرة في تربيتها». ويهتم المواطن الهولندي، شأنه شأن معظم الأوروبيين، بتربية الحيوانات الأليفة في المنزل، ولا يكاد يخلو بيت تقريبا من كلب أو قطة أو غيرهما سواء في هولندا أو بلجيكا الدولة الجارة أو دول أخرى، ويهتمون بشكل كبير برفاهية الحيوانات، لدرجة «أن مسألة رفاهية الحيوانات صارت قضية مهمة على جدول مناقشات البرلمان الهولندي، منذ دخول حزب الدفاع عن الحيوانات البرلمان». وخصص البرلمان يوما بأكمله لمناقشة قضايا مثل أن الأبقار لا تجد ما يكفيها من المساحة للتحرك، والدواجن التي تعاني من نقص الهواء النقي». بل إن النواب الذين ينتمون إلى حزب الحرية اليميني شعروا بالحاجة إلى إظهار مدى التعاطف مع الحيوانات. وبتأثر شديد وصل إلى حد ذرف الدموع، إذ تحدث النائب عن حزب الحرية اليميني ديون غراوس عن أفضل أصدقائه ألا وهو كلبه. وقد استمر خطابه ست دقائق وكان مغزاه واضحا من يضايق كلبي فإنه يضايقني».