باريس تتجلى في مناطق نيويورك الخمس

في بروكلين طريقان مرشحان لأن يكونا «شانزليزيه»

TT

إنه أطول من نظيره الباريسي (وأقرب إلى استاد اليانكي)، كما أنه يخلو من قوس النصر النابليوني، كما أنه ـ حمدا لله ـ لم يتعرض لوطأة الأحذية النازية. إنه شارع «غراند كونكورس وبوليفارد» الذي يحتفل بمائة عام على إنشائه من خلال معرض يقيمه في متحف الفنون ببرونكس، والذي يطلق عليه عادة اسم «شانزليزيه برونكس».

ولكن ماذا عن المناطق الإدارية الأخرى بنيويورك.. فإذا كان لديهم شوارع شانزليزيه عظيمة فكيف يجب أن تكون؟

أمر غريب، فقد كانت منطقة كوينز تفكر في الشيء نفسه منذ ما يقارب القرن، وفقا لمؤرخ تلك المنطقة الإدارية ريتشارد هوراهان. ففي عام 1914، كانت الغرفة التجارية لكوينز التي كان قد تم تشكيلها أخيرا تحلم بالمجد من خلال طريق كانوا يطلقون عليه كوينز بوليفار. ووفقا للغرفة التجارية، «يخضع ما يعرف بكوينز بوليفار ـ وهو طريق سريع يبلغ عرضه 200 قدم ويمتد لثمانية أميال عبر المنطقة الإدارية وصولا إلى منطقة جامايكا ـ حاليا إلى كبرى عمليات التطوير في تلك المنطقة الإدارية». وتضيف: «عندما ينتهي تطوير البوليفار، سيصبح واحدا من أفضل الطرق السريعة في العالم، بل إنه سوف يضاهي الطرق السريعة في باريس وفيينا وبرلين. وسوف يكون أفضل طريق سريع يمتد من مانهاتن ليس فقط إلى كوينز ولكنه سوف يصل إلى كل أنحاء لونغ آيلاند، حيث سيلتقي عند تلك النقطة بعدة طرق كبيرة تمتد شرقا إلى ناسو كاونتي وجنوب غرب إلى المحيط الأطلسي. وسوف يتم تشييد خط سكة حديد في الميل الأول من هذا الطريق لكي يصبح نقطة الاتصال مع مترو الأنفاق بنيويورك».

حسنا، نعرف كيف انتهى الأمر. يقول السيد هوراهان: «للأسف، كان هناك سوء تخطيط، بالإضافة إلى التقسيم إلى مناطق، إلخ، ومظهر الشارع غير المريح؛ نظرا لفوضى العقارات التي صاحبت ذلك الطريق منذ إنشائه».

من جهة أخرى، يوجد في بروكلين طريقان عظيمان مرشحان لأن يكونا شانزليزيه، وينتهي كل منهما فعليا بقوس النصر، كما يقول رون شويغر المؤرخ لمنطقة بروكلين.

ما الذي يتقاضاه مؤرخو المناطق الإدارية؟ هذا هو السؤال الذي يتردد في أذهان العقول النقدية. «أتقاضي أجرا يقل بدولار عما يتقاضاه عمدة بلومبرغ».. هذا ما قاله شويغر في إشارة إلى مايكل بلومبرغ الذي يتقاضي راتبا سنويا كعمدة لنيويورك لا يزيد على الدولار الواحد. مضيفا أن رئيس المنطقة مارتي ماركوتيز «وعد بإضافة خانة جديدة إلى راتبه». والشارعان المرشحان في بروكلين هما «أوشين باركواي» و«إيسترن باركواي»، وعلى الرغم من أن إيسترن باركواي يصل حتى قوس ساحة الجيش الأكبر، فإنه ربما يكون طريق أوشين باركواي هو الشارع الأكثر تأهيلا لكي يصبح الشانزليزيه، ويرجع الفضل في ذلك ـ وفقا لما قاله شويغر ـ إلى المسار القديم الذي يمتد إلى جانبه الشرقي والذي كان الركاب يستخدمونه للانتقال السريع من متنزه بروسبيكت إلى جزيرة كوني. ويتمتع كلا الشارعين اللذين صممهما المعماريان فريدريك لو ألومستيد وكالفيرت بأنهما صديقان للبيئة.

وإذا كان الحجم عاملا مؤثرا، فإن بيدفورد أفينيو أطول بكثير من كليهما، حيث يمتد لمسافة عشرة أميال، ويتخلل جميع مناطق بروكلين. ولكن السيد شويغر يقول: «لا أطلق على ذلك الشارع شانزليزيه».

وعلى ذكر الطول، تحتوى منطقة ستاتين آيلاند على أطول شارع في كل المناطق وهو شارع هايلن بوليفار، الذي يمتد لمسافة 14 ميلا من الطريق السريع بستاتين آيلاند بالقرب من جسر فيرانزو ـ ناروز، إلى توتيفيل في الأطراف الجنوبية من المنطقة. ولكن دايفيد بيسيرنو من مجموعة ستاتين آيلاند التاريخية بمدينة ريتشموند التاريخية يقول إن إطلاق صفة الشانزليزيه على طريق هايلين ربما يكون مبالغا فيه. ريتشموند تيراس.. طريق أمبوي.. حسنا، حتى هذه الطرق لا يمكن إطلاق صفة شانزليزيه عليها.

وهو ما يجعلنا نتجاوز مانهاتن، حيث إن شارع فيفث أفينيو يعد شارعا واعدا كشانزليزيه للمنطقة كما أنه ينتهي بما يشبه قوس النصر وهو القوس الموجود في متنزه واشنطن سكوير. فيقول مايكل ميسكيون: «إنه فاخر ويحيط به اللون الأخضر، على الأقل في المنطقة التي تقع إلى جانب المتنزه المركزي.. وذلك على الرغم من أننا لا نقلم أشجارنا على شكل صناديق كما يفعل الفرنسيون».

وعلى غرار نظيره الفرنسي، تقام في شارع فيفث أفينيو الكثير من العروض العسكرية للدرجة التي تحبط من يرغب في اللحاق بميعاد على الجانب الآخر من المدينة، كما أنه شارع ذو اتجاه واحد، مما يبعث على الملل. فيقول السيد ميسكيوني إنه لكي يصبح ذلك الطريق شانزليزيه فإنه بحاجة «لاستعارة بعض العناصر من بارك أفينيو».

* خدمة «نيويورك تايمز»