«متحف عمارة الحرمين» في مكة المكرمة محط أنظار الملوك والرؤساء .. ويفد إليه نصف مليون زائر سنويا

«كنوز أثرية» تزينها أعمدة ابن الزبير التي استخدمها في إعادة بناء الكعبة

منبر أثري ضمن مقتنيات المتحف (أ.ف.ب)
TT

يعد متحف «عمارة الحرمين» في مكة المكرمة، من أهم المعالم التراثية والأثرية في العاصمة المقدسة، حيث يفد إليه أكثر من نصف مليون زائر أغلبهم من الحجاج والمعتمرين والزوار بالإضافة إلى طلاب المدارس والجامعات في المملكة العربية السعودية، الذين يقفون على تاريخ عمارة المسجدين المكي والمدني عبر حقب كثيرة من التاريخ.

وقال ناصر السلمي، مدير متحف «عمارة الحرمين الشريفين»، لـ«الشرق الأوسط» إن متحف «عمارة الحرمين الشريفين» يضم سبع قاعات، وهي: قاعة الاستقبال، والمسجد الحرام، وقاعة الكعبة المشرفة، والصور الفوتوغرافية، وفيها كنوز أثرية ومقتنيات أثرية للمسجد الحرام، والتحف الفنية، ومجسمات تحكي تطور عمارة الحرمين الشريفين. وأشار إلى أن من أهم القطع الأثرية الموجودة هي سلم الكعبة المشرفة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1240هـ، ومصنوع من خشب «الساج»، وتمت صناعته في الهند، ومنقوش عليه اسم الصانع وتاريخ النقش وكان إبان التاريخ العثماني.

ومن أقدم المقتنيات الموجودة «أعمدة الكعبة» وتعود إلى عام 65هـ، وهي من الأعمدة التي كانت داخل الكعبة المشرّفة، مصنوعة من خشب الساج، و«ميزاب الكعبة المشرفة» وباب الكعبة المشرفة، وأعمدة الصحابي الجليل، عبد الله بن الزبير، الثلاثة التي ثبّت بها الكعبة المشرفة ووتّد دعائمها أثناء ترميمها في القرن الأول الهجري.

وأضاف السلمي أن خمسة وأربعين ألف زائر شهريا يقومون بزيارة المتحف، في موقعه الحالي في منطقة أم الجود (حي من أحياء مكة) بجوار مصنع كسور الكعبة المشرفة، ويرتاده الكثير من الزوار وكبار الشخصيات، حيث افتتحه الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة الراحل، وكبار الشخصيات، كان أبرزهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ويستقطب المتحف الوفود السياحية وقافلات الحج والعمرة، ومؤسسات الطوافة ويتم حجز المواعيد مسبقا والتنسيق المبكر.

وحسبما قال مدير المتحف، فإن كل قطعة أثرية يتم تعريفها باللغتين العربية والإنجليزية مع شرح لتاريخها ومكان جلبها بالتحديد، موضحا أنه ليس للمتحف موقع إلكتروني حتى الآن، إذ ينضوي تحت رئاسة شؤون الحرمين تقنيا.

إلى ذلك ذكر سعد الشريف، الباحث التاريخي، لـ«الشرق الأوسط» أن المتحف يزخر بجواهر تاريخية نادرة لم يسلط عليها الإعلام بشكل جيد، تبرز في مقدمتها قطعة أثرية مهمة، وهي مقدمة الرأس النحاسية لمنبر السلطان سليمان القانوني في القرن العاشر، ناهيك عن مجسمات تحاكي نمطية الحرم المكي وتفاصيله، ويوجد في المتحف كذلك، قفل ومفتاح للكعبة المعظمة في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لعام 1309هـ، وباب من المنبر العثماني في المسجد النبوي الشريف، الذي صنع بأمر من السلطان مراد الثالث في عام 998هـ، بالإضافة إلى نقوش على الرخام تشير إلى تاريخ إنشاء الباب وأجزاء من المسجد الحرام، التي دمرها حريق خلال عهد المملوك السلطان الناصر فرج بن برقوق في عام 804 هـ.

وأشار الشريف إلى «أنه يتجلى كذلك في المتحف وجود بابين من أبواب الكعبة المشرّفة في العصر السعودي، أولهما باب أمر ببنائه الملك عبد العزيز آل سعود من الألمنيوم ومدعم بقضبان حديدية، ومغطى بصفائح من الفضة، ومطلي بالذهب، ومطرز بأسماء الله الحسنى في عام 1363هـ، والباب الآخر أمر بصناعته الملك خالد بن عبد العزيز، وهو من الذهب الخالص، الذي كان يسمى باب التوبة، بالإضافة إلى وجود باب مصنوع من الخشب الخالص في ثنايا القرن الرابع عشر للهجرة.