مقتنيات أشهر نصاب عالمي في المزاد

بيع يخوت برنارد مادوف بمليوني دولار.. والمزايدون يعربون عن خيبة أمل بسبب تواضع المعروضات

زوجان من الأقراط من الماس الفيكتوري كانت تمتلكهما زوجة مادوف (رويترز)
TT

على الرغم من أن الخبير المالي برنارد مادوف قد احتل عناوين الصحف لفترات طويلة بسبب عمليات النصب التي قام بها ووقع ضحيتها الكثيرون، فإن المزادين اللذين أقيما لبيع متعلقاته لم يفلحا في إبهار المزايدين. فالقطع المطروحة للبيع لم تحقق أسعارا خيالية، وأيضا لم تكن من تلك القطع التي قد يتخيلها أي شخص قرأ عن المبالغ الطائلة التي حققها مادوف.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بعض زوار المزاد قد علقوا بدهشة بالغة على تواضع مستوى الممتلكات مقارنة بحجم الأموال التي حصل عليها مادوف من عمليات النصب على المستثمرين. ويبدو أن الشعور العام كان يبحث عن مظاهر واضحة للثراء الباذخ، ولكن زوار المزاد لم يحصلوا على مرادهم، وحتى إحدى إفراد شركة المزادات قالت: «يتوقع المرء أن يرى شيئا مذهلا»، ولكنها لم تخفِ دهشتها من المقتنيات المعروضة.

ولكن من خلال المزادين اللذين أقيما حتى الآن ظهرت بعض القطع الاستثنائية التي حققت مبالغ عالية، ففي مزاد علني جرى أول من أمس عرضت خلاله اليخوت التي كان يملكها الخبير المالي وصل مجموع الأرباح إلى نحو مليوني دولار، على ما أعلن المنظمون.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المزاد ضم ثلاثة يخوت كانت ملكا لمادوف وتحمل أسماء بول، وسيتينغ بول، وليتل بول، وبيعت بـ1.041 مليون دولار في المزاد العلني الذي أقيم في ميناء فورت لاوديردال المخصص لسفن الاستجمام في فلوريدا (جنوب شرق). كما بيع يخت يملكه مدير «مادوف انفيستمينت سيكيوريتيز» المالي فرانك ديباسكالي، بمبلغ 950 ألف دولار. أما السيارة الرياضية المكشوفة والألمانية الصنع التي تحمل اسم روث زوجة مادوف فبيعت بثلاثين ألف دولار.

وقال رئيس الشركة المنظمة بوب توني في بيان إن «المزاد العلني استقطب مرشحين جديين اهتموا بنوعية اليخوت الجيدة». ووفق الشرطة تخطى رقم أعمال المزاد التوقعات وبأشواط.

وستخصص عائدات المزاد لضحايا عمليات نصب مادوف الذي قام، وعلى مر عقود، بجمع الأموال من المستثمرين الأثرياء من دون أن يوظف أي قرش منها في الأسواق.

غير أن القيمة التي جمعت خلال المزاد زهيدة بالمقارنة مع حجم عمليات النصب التي قام بها مادوف ويتخطى 21.2 مليار دولار، من دون احتساب الفوائد. وفي مزاد سابق جرى السبت في نيويورك حصدت مقتنيات مادوف الشخصية نحو مليون دولار، وهو ضعف ما توقع منظمو المزاد الحصول عليه.

وانقض تجار الجواهر والباحثون عن المقتنيات التذكارية وهواة جمع المقتنيات على كل شيء، بدءا من فراء وسوار مرصع بالألماس خاص بزوجته روث، إلى سترة قديمة لفريق السلة «نيويورك ميتس» يحوزها برنارد، وصندوق خاص بصيد السمك في فندق مانهاتن بوسط المدينة، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز».

واشترى شخص زوجا من المبردات من الماركة العادية «إيغلو» مقابل 250 دولارا أميركيا، فيما دفع آخر 2200 دولار مقابل محفظة جيب ماركة «مونت بلانك» نقش عليها أول حرفين من اسمه «بي إم». وبيعت سترة فريق ميتس مقابل 14500 دولار، ويحتمل أنها ثمنت بذلك لوجود اسم «مادوف» وحروف «إم إيه دي إف» عليها.

واشترى رجل أعمال من سان لويس سوارا مزينا بعدد 15 قطعة رائعة، من بينها مشكاة وجرادة بحر ومحارة ومنارة ومرساة وقارب. ودفع في المقابل 3500 دولار، وهو مبلغ أكبر بكثير من قيمتها المقدرة، ثم أنفق 100 ألف دولار على ملكيات أخرى لمادوف. وقال إن هذه الأموال ستساعد الضحايا، وبعضهم أصدقاؤه في بالم بيتش في فلوريدا.

وبيعت كل الأواني الخزفية وقدح وأدوات مائدة فضية وحقائب زوجته روث من طراز «هيرمس» و«برادا» وألواح تزلج خاصة بالزوجين، وحتى أوعية متواضعة خاصة بكلب.

ومن أشهر ما بيع في المزاد زوجان من الأقراط من الألماس الفيكتوري كانت تمتلكهما روث مادوف، زوجة الممول السجين، وقد بيع الواحد منهما بمبلغ 70 ألف دولار، بينما بيعت ساعة رولكس وهي من موديل يسمى «السجين» بمبلغ 65 ألف دولار، فيما كان متوقعا أن تجلب 90 ألف دولار، وبيعت ساعة من نوع سواتش بمبلغ 850.

وستعرض مقتنيات أخرى لمادوف حصل عليها بطريقة غير سليمة في مبيعات أخرى كما قالت إدارة مصادرة الأصول التابعة لهيئة تطبيق القانون المحلية الأميركية.