المركز الثقافي الفرنسي في بيروت ينظم مهرجانا للرسوم المتحركة

يتضمن استعادة لأعمال كبار الفنانين في هذا المجال

سيتم عرض مجموعة من أهم الأعمال.. وقد تم التركيز بشكل خاص على أفلام الرسوم المتحركة المنتجة في لبنان والعالم العربي
TT

«نقطة.. سطر.. فقاعة»، تلك هي مقومات مهرجان الرسوم المتحركة الذي دعا إليه المركز الثقافي الفرنسي في بيروت هذا الأسبوع، ويستمر إلى 22 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك في احتفالية لتكريم الأدب الساخر والرسوم والصور المتحركة والروايات والرسوم البيانية والأفلام السينمائية والوثائقية، وكل ما يتعلق من قريب أو بعيد بهذه الفنون.

عدا المركز الثقافي الفرنسي، يساهم في هذا المهرجان كل من مؤسسة «متروبوليس» التي تهتم بالفنون السينمائية، و«دار قنبر»، ومجلة الرسوم المتحركة «السمندل»، و«جامعة البلمند»، و«دار الكتاب»، و«غلينا».

ويتضمن المهرجان معرضا لأعمال الفنان غسان حلواني الذي يحاول من خلال ماضي الرسوم المتحركة الإطلالة على مستقبلها من خلال عرض لمقومات رافقت البدايات مع أسئلة عن مراحل التطور.

كما يتضمن استعادة لأعمال كبار الفنانين في مجال الرسوم المتحركة الذين استنفروا مواهبهم ليعرضوا أفكارا تتعلق بحقوق الإنسان من خلال الملصقات والمنشورات الوثائقية والدعائية التي استخدمت هذا الفن منذ عام 1948 لتنشر مفاهيمها.

أما الفنانة مايا زنكول، التي نفذت تصميم كتيب المهرجان فتقدم لوحات ساخرة نقدية من خلال تسليطها الضوء على عيوب المجتمع التي تتحول مع الزمن إلى عادات نألفها على رغم مساوئها. وقد خصصت لأعمالها مدونة تغذيها من دون توقف.

في المهرجان أيضا عرض لما تقدمه «دار قمبر» التي يحرك المسؤولين فيها شغف للكتاب والفن والموسيقى والسينما. والأهم أن هذا الشغف يعتمد اعتمادا كليا على اللغة العربية ليشحذ مخيلات الأطفال، ويغني معلوماتهم من خلال منشورات نادرة لأدب الطفولة في عالمنا العربي.

مجلة «السمندل» التي انطلقت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 تشارك في هذا المهرجان كونها المؤسسة التي كرست كفاءات العاملين فيها للرسوم المتحركة في الشرق الأوسط، ونسجت علاقات مع 14 بلدا ومجموعة كبيرة من الفنانين والقراء. كذلك يستقطب المهرجان مجموعة من الفنانين العالميين في هذا المجال من خلال لقاءات مع شارل بربيريان، وايللترا ستامبولس، وجيانلوسيا كوستوتيني، وألكسندر زوغراف.. وغيرهم ممن تستضيفهم بيروت في حوارات وموائد مستديرة وعروض لبعض الأعمال الإيطالية التي رافقت نشأة الرسوم المتحركة في العالم.

ويخصص المهرجان مائدة مستديرة لمناقشة مدى أهمية الألوان في كتب الأطفال، انطلاقا من مفاهيم سائدة موروثة مفادها أن الطفل لا يحب كتب الأبيض والأسود. أفلام الأبيض والأسود أيضا تطرح على طاولة البحث لتتطور، بحيث تسأل عن علاقة الكبار باللون ومدى اقتناعهم بأن المعلومات المهمة يجب أن تخلو من حركة اللون وإيحاءاته، وربما بهجته.

المسؤولة عن مؤسسة «متروبوليس»، هانيا مروة، تركز بدورها على علاقة الأفلام المتمحورة حول الرسوم المتحركة بالأطفال والكبار. ولهذه الغاية سيتم عرض مجموعة من أهم الأعمال في هذا المجال. وقد تم التركيز بشكل خاص على أفلام الرسوم المتحركة المنتجة في لبنان والعالم العربي، فضلا عن وفرة أفلام قصيرة، منها «خيط الحياة» للمخرجة السورية رزام حجازي، من إنتاج 2006، وهو واحد من الأفلام الأولى للرسوم المتحركة من العالم العربي.

من الأفلام المشاركة في المهرجان فيلم «أريد أن أذهب إلى الوطن» من بطولة جيرالد دوبارديو، ويحكي قصة رسام الكاريكاتير الأميركي المشاكس جوى ويلمان خلال زيارته باريس، أخرجه آلان ريسنييه. كذلك يشارك فيلم «الحياة حكاية» للمخرج ذاته ويتناول مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى.

نشاطات أخرى يتضمنها المهرجان من شأنها أن تظهر أن عالم الرسوم المتحركة من خلال الصور والمطبوعات والأفلام، هو عالم غني بالتعبير والثقافة والإثارة والقدرة على التواصل مع شرائح واسعة من المجتمع تبدأ بالأطفال لتصل إلى الشباب والكهول بذكاء قد لا يستلزمه إنتاج الأعمال الفنية المخصصة للكبار فقط.