مصمم الإنترنت في محاضرة بمكتبة الإسكندرية

روبرت كان: الكائن الرقمي طريقة حديثة لحفظ واسترجاع البيانات لآلاف السنين

يعتبر «كان» أول من صاغ مصطلح البنية الأساسية الوطنية للمعلومات في الثمانينات وهو المصطلح المعروف حاليا باسم «طريق المعلومات فائق السرعة» («الشرق الأوسط»)
TT

استضافت مكتبة الإسكندرية أمس الدكتور روبرت كانRobert Kahn، أحد مؤسسي شبكة الإنترنت ومؤسس ورئيس «مؤسسة مبادرات الأبحاث الوطنية» CNRI، الذي ألقى محاضرة بعنوان «إدارة المعلومات على شبكة الإنترنت: عمارة الكائن الرقمي»، التي نظمها قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالمكتبة، بحضور عدد كبير من الأكاديميين والمتخصصين وطلبة الجامعات. وحول عمارة الكائن الرقمي، قال «كان» إنها طريقة حديثة لتصميم وإدارة المحتوى الرقمي على الإنترنت، مشيرا إلى أنها طريقة عامة تشبه عمارة الإنترنت في ربطها للشبكات وأجهزة الحاسب الآلي. وأشار إلى أن عمارة الكائن الرقمي تعتمد على البروتوكولات نفسها التي تعتمد عليها عمارة الإنترنت ولكنها تقدم معالجة جديدة تتيح إدارة المحتوى الرقمي على فترات طويلة قد تمتد لآلاف السنوات، وذلك بخلاف التكنولوجيا المعتمدة الآن والتي تستطيع إدارة كم محدود من المعلومات على فترات قصيرة.

وأكد «كان» أن الكائن الرقمي هو هيكل بيانات مستقل عن أي ملفات أو أجهزة، وهو يعتمد على وجود معرّف يخضع لتقنيات تشفير تتيح للأفراد الوصول إلى تطبيقاته وأنظمته بطرق آمنة ومن أي مكان. وأضاف أن معظم تلك الهياكل متاح بالفعل على شبكة الإنترنت، على أنه سيتم توافر الهياكل بأكملها خلال أسبوع على موقع: http://www.handle.net/ وألمح إلى أن الكائن الرقمي سيوفر كما هائلا من البيانات المعقدة لفترات طويلة وبحماية فائقة، كما سيقدم أسلوبا حديثا وآمنا في التعامل مع البيانات الشخصية والمؤسسية، وكذلك أسلوبا خاصا يمكن المؤسسات من حماية وتقاسم المعلومات والبيانات في المستقبل. وقال «كان» إن أهمية تلك المبادرة تكمن في قدرتها على تنظيم المعلومات الرقمية بطرق فعالة في أطر زمنية طويلة أو قصيرة، مؤكدا أن كل مكونات تلك العمارة الحديثة هي واجهات مفتوحة مُعرّفة المعالم، وتعتمد على بروتوكولات خاصة مصممة للحفاظ على الكائن الرقمي وصموده لفترات طويلة.

وأشار إلى أن تلك العمارة ستتيح الاستثمار في طرق جديدة لابتكار معلومات رقمية للمرة الأولى ليتم إخضاعها لشروط الحماية مبكرا، لنستطيع بذلك نقلها من قاعدة تقنية معينة إلى قاعدة أخرى بسهولة. وأضاف أن الطابع النموذجي الذي تمتاز به عمارة الكائن الرقمي سيمكن من إدارة كل مكون من مكونات الهياكل الرقمية على حدة. وعبر روبرت كان في كلمته عن سعادته البالغة بالوجود في مصر التي يزورها للمرة الأولى، وانبهاره بمكتبة الإسكندرية ودورها في الحفاظ على التراث الوطني واستعادة روح الانفتاح والبحث التي ميزت مكتبة الإسكندرية القديمة. يشار إلى أن الدكتور «روبرت كان» ابتكر بالمشاركة مع فنتون سرف؛ نائب الرئيس وكبير مباشري الإنترنت بشركة «غوغل»، بروتوكول التحكم في الإرسال (TCP) وبروتوكول الإنترنت (IP)، وهما التقنيتان المستخدمتان في نقل المعلومات على الإنترنت. حصل الدكتور «كان» على الماجستير والدكتوراه من جامعة برينستون بالولايات المتحدة الأميركية عام 1962 و1964 على التوالي. عمل روبرت كان في مجال التدريس التقني في «مختبرات بيل» Bell Telephone Laboratorie، ثم عمل كأستاذ مساعد في الهندسة الكهربائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. انضم روبرت كان إلى شركة «بولت بيرانك ونيومان» حيث كان مسؤولا عن تصميم نظام «الأربانيت» Arpanet، الذي أصبح الشبكة التي عرفها العالم باسم الإنترنت فيما بعد. وعام 1972 انتقل «كان» للعمل في وكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا)، إحدى وكالات وزارة الدفاع الأميركية، ثم أصبح لاحقا مدير مكتب تقنيات معالجة المعلومات بالوكالة. وطور روبرت كان خلال عمله بالوكالة برنامج الحوسبة الاستراتيجي التابع لحكومة الولايات المتحدة الأميركية، وهو أكبر برنامج بحث وتطوير تضطلع به الحكومة الاتحادية. ويعتبر «كان» أيضا أول من صاغ مصطلح البنية الأساسية الوطنية للمعلومات في الثمانينات، وهو المصطلح المعروف حاليا باسم «طريق المعلومات فائق السرعة». حصل «كان» على الدكتوراه الفخرية من جامعة برينستون، وجامعة بافيا وجامعة بيزا في إيطاليا، وجامعة «تي إتش» في زيوريخ، وجامعة ماريلاند، وجامعة جورج ميسون، وجامعة وسط فلوريدا، كما حصل على الزمالة الشرفية من جامعة «كوليدج» في لندن.