أجواء مصرية في معرض الفرعون الذهبي بكندا

توت عنخ آمون يبدأ رحلة جديدة من تورنتو لمدة 6 أشهر.. و70 ألف شخص حجزوا تذاكرهم مسبقا

قناع توت عنخ آمون على واجهة المتحف («الشرق الأوسط»)
TT

في أجواء صافحت فيها الآثار المصرية رأس المال الكندي، افتتح مسؤولو البلدين معرض آثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، في متحف الفن في أونتاريو بمقاطعة تورنتو في كندا، بحضور نخبة من الساسة ورجال أعمال والصحافيين والمثقفين بتورنتو.

أقيم المعرض الجمعة الماضي، ويستمر حتى شهر أبريل (نيسان) المقبل، ويقام تحت عنوان «توت عنخ آمون.. الملك الذهبي.. والفرعون المصري»، بعدما وفد إلى المقاطعة الكندية قادما إليها من الولايات المتحدة الأميركية التي تجول في مدنها لنحو عامين.

حضر حفل الافتتاح نحو ألف شخص، فيما بلغت قيمة تذكرة حضور الحفل ألف دولار، كما يتراوح سعر تذكرة دخول المعرض في الأيام العادية بين 11 و29 دولارا، حسب أعمار الزائرين، كما قررت إدارة المتحف دخول الأطفال مجانا لتنمية الوعي لديهم بالآثار المصرية وتقيمها لهم.

وقال د.محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، رئيس الوفد المصري، في حفل الافتتاح أن المعرض يضم آثار الفرعون الذهبي، والتي اكتشفها الإنجليزي «هيوارد كارتر» في عشرينات القرن الماضي، «وكلها تعكس روح الحضارة والتراث المصري الرامي إلى التسامح وعمق هذا الإرث التاريخي».

ويتوقع مسؤولو المتحف أن يصل عدد زوار المتحف إلى مليون زائر خلال الشهور المقبلة، وأكد مدير المتحف ماتيو تايتلبان، أنه على الرغم من أن الافتتاح للجمهور سيكون يوم الثلاثاء المقبل، فإن 70 ألف شخص حجزوا تذاكرهم مسبقا لدخول المعرض في أيامه الأولى. ويقول: إنه ومنذ 30 عاما ظل محتفظا بتذكرة دخول تنظيم أول معرض لآثار «توت عنخ آمون» في كندا، إلى أن تولى رئاسة المتحف، وظل حريصا على تنظيم معرض مماثل مع تطويره إلى أن تحقق له ذلك.

وخلال حفل الافتتاح ارتدى العديد من رجال الأعمال الملابس والتيجان الفرعونية، فيما ارتدت السيدات الأساور المذهبة، في إشارة إلى ملابس قدماء المصريين، كما ارتدى عمال المتحف الأزياء الفرعونية كاملة، وارتدت موظفات المتحف باروكات الشعر الطويل تشبها بنساء الفراعنة.

وبينما صدحت الموسيقى الشرقية عند مدخل بوابة المتحف، وأضفت على جميع أجزاء الاحتفال الطابع المصري الفرعوني والشعبي، قامت إدارة المتحف بإعداد «الفلافل» كأكلة مصرية شعبية، بالإضافة إلى إعداد أطباق الطعام على شكل مركب فرعوني، فيما وضعت هرما زجاجيا في مدخل المتحف حمل زجاجات المشروبات الباردة.

وحرصت إدارة المتحف على تحديد أعداد الزائرين خلال حفل الافتتاح، وطوال فترة إقامة المعرض، وذلك بالتناوب بين جمهور الزائرين منعا للتكدس، حفاظا على الآثار من الرطوبة الناتجة عن تنفس الزائرين.

وقد تم التأمين على المعرض بمبلغ 550 مليون دولار على إجمالي القطع، في الوقت الذي تتفاوت فيه هذه القيمة تبعا للقطعة الأثرية الواحدة، حيث تم التأمين على قطعة ذهبية واحدة من مقتنيات الفرعون الذهبي بنحو 5 ملايين دولار.

يضم المعرض 149 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصري وقدم متحف الفن الكندي مبلغ 4.5 مليون دولار مقابل إقامة المعرض، وقيامها بتقديم خطاب ضمان بنكي صادر من أحد البنوك المصرية، يشهد بأن البنك المختص يقوم بسداد الأقساط المستحقة لمصر، في حال عدم تمكن الجهة العارضة من السداد في مواعيد الاستحقاق المتفق عليها.

وستقدم الجهة العارضة لمصر مليون دولار إضافي في حال وصول عدد زوار المعرض إلى 700 ألف زائر، ومليون دولار عن كل 100 ألف زائر إضافي للمعرض بباقي المدن التي سيزورها المعرض.

ويفوق حجم المعروضات للمعرض الفرعون الذهبي الحالي ضعف حجم المعرض السابق الذي جال العالم في السبعينات ليدشن حقبة من العروض الضخمة بالمتاحف، وستمنح الشركات المؤازرة والراعية للمعرض جزءا من الأرباح لمصر، مما يفتح اتجاها جديدا للشراكة بين الشركات الخاصة والمتاحف والدول صاحبة الآثار. واستبق د.محمد عبد المقصود رئيس الوفد المصري بدء فعاليات المعرض بعقد مؤتمر صحافي حضره نحو 200 صحافي من مختلف وسائل الإعلام الكندية المقروءة والمسموعة والمرئية.