100 كرسي ترسم 100 بسمة على شفاه المقعدين

حملة لبنانية لتوفير كراسي متحركة لهم

TT

«مائة كرسي... مائة بسمة» شعار حملته جمعية «arc en ciel» اللبنانية علّها تسهم في رسم الضحكة على وجوه من حُرموا نعمة المشي. الهدف الأساسي بالنسبة إلى الشبان والفتيات المتطوعين هو تأمين الحدّ الأدنى من حقوق المقعدين وهو حصولهم على كرسي مدولب.

المهمة ليست سهلة، لكن الإصرار على تحقيق الهدف الإنساني كسر الحواجز وشكّل عاملا محفّزا لكل من سمع بهذا المشروع كي يسهم وفقا لإمكاناته في مساعدة المعوّقين. والرسالة وصلت بسهولة دون أي جهد إعلامي أو إعلاني إلى الأوساط الاجتماعية اللبنانية على مختلف فئاتها، من المدارس إلى الجامعات والمصارف والشركات الكبرى ليتوحد أفرادها لشراء مائة كرسي لمائة معوَّق لبناني.

الفكرة بدأ تنفيذها في فرنسا قبل أن تنتقل إلى لبنان عبر «arc en ciel»، ولأن النتيجة تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التي تسعى إليها الجمعية وهي البعد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي، فقد قرر المتطوعون العمل عليها.

ترتكز فكرة مشروع «مائة كرسي... مائة بسمة»، كما تقول مسؤولة قسم التواصل في الجمعية جويس طعمة، على تجميع سدّادات القناني البلاستيكية التي تندرج تحت فئة رقمي 1 و5، أي تلك القابلة لإعادة التدوير. أما العدد المطلوب فهو 500 ألف سدّادة لشراء كرسي واحد، وبالتالي رسم ابتسامة على شفاه مائة شخص مقعد أو شراء مائة كرسي تتطلب ما يقارب مائة طن من سدّادات القناني. وبالتالي فإن رحلة الكراسي المائة لا تزال بعيدة لكنّها ليست صعبة المنال، لا سيما أن تجاوب المجتمع اللبناني لم يكن متوقعا، إذ صار، كما تقول طعمة، كل من سمع بالمشروع ينشط بمفرده للإسهام فيه، وأهم المسهمين كان مصرف «Societe Heneral Libanais» الذي تَجنّد موظفوه لتجميع السدّدات وقاموا في الوقت عينه بما يشبه الحملة الاجتماعية وحثّ زبائنهم للتعاون، وإذا بهم يقدّمون باسمهم طن واحد من هذه السدّادات وبالتالي رسم البسمة على شفاه أول شخص مقعد.

وتقول طعمة: «نتلقى يوميا كميات كبيرة من السدّادات في مراكزنا العشرة المنتشرة في كل المناطق اللبنانية، ونحن بدورنا نقوم ببيعها إلى شركة متخصّصة في إعادة التدوير، وتوازي قيمة كل طن كلفة شراء كرسي مدولب.

أما عن اختيار السدّادات بشكل خاص، لا سيما أن تجميع الكميات الكبيرة المطلوبة منها يتطلب وقتا طويلا، فتقول طعمة: «وقع الاختيار عليها لأنها أنواع ملوثة للبيئة أكثر من قناني المياه، وبالتالي تسهم هذه الخطوة في إبعاد نتائجها السلبية عن البيئة وما تنتجه من تلوث، إضافة إلى ذلك فإن حجمها الصغير الذي لا يتطلّب مساحات واسعة لتجميعها، لن يكون عائقا أمام تجاوب الناس معنا. وهي تكون بالتالي خطوة لتعويدهم، في ما بعد، فصل النفايات القابلة للتدوير».