«أحبك».. كلمة يسارع القول بها الرجال قبل النساء

كل منهما يضع سعرا ماليا مختلفا للحزن والسعادة

الدراسات الحديثة جاءت مغايرة للصورة التي رسمت لنا في أفلام هوليوود كما هو الحال في الفيلم الشهير «كازابلانكا» مع أنغريد بيرغمان وهمفري بوغارت (أ.ب)
TT

الاعتقاد السائد أن النساء مخلصات أكثر من الرجال في علاقاتهن ومتسامحات مع شركاء حياتهن حتى في حالات الخيانة الزوجية. إلا أن الرجال، في المقابل، يتغلبون على النساء في سرعة تعبيرهم عن حبهم، كما جاء في دراسة بريطانية حديثة حول العلاقات بين الجنسين أجريت لصالح صحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية اليومية.

وحسب المسح فإن معدل طول الفترة التي يقضيها الرجال منذ تعرفهم على امرأة هي سبعة شهور قبل الإفصاح عن شعورهم والنطق بكلمة «أحبك». أما عند النساء فإن معدل طول الفترة هي ثمانية شهور، حسب النتائج التي قامت بجمعها مجلة «ستيلا» المتخصصة في ترتيب اللقاءات بين الجنسين. كما أن الرجال فوق سن 55 هم أكثر الفئات العمرية نشاطا وسرعة في التعبير عن هذا الشعور، كما جاء في المسح الذي قامت به منظمة استطلاع الرأي «يو غوف» البريطانية لصالح الصحيفة. وقامت المؤسسة، التي تعتبر من أكثر المؤسسات مصداقية ودقة، باستطلاع آراء 2000 رجل وامرأة خلال العام الماضي.

وقالت جني ترينت هيوز، المتخصصة في العلاقات الزوجية، «مع أن النساء أكثر إفصاحا عن حبهن للرجال ودائما يعبرن عن ذلك دون إحراج أو تردد، فإن الرجال أيضا يتمتعون بحساسية عالية وعاطفة جياشة، وأحيانا أكثر من النساء».

أما أوليفر جيمس، خبير علم النفس وله عدد من الكتب في هذا المجال، فقال إن النتائج جاءت متوافقة مع العديد من الدراسات السابقة التي تبين أن الرجال يقعون في الحب باستمرار وأكثر من النساء وأنهم عرضة لأن يتأثروا بالعلاقات والتقلبات العاطفية. «النضج في القضايا العاطفية عند النساء أسرع من الرجال، وهن أكثر واقعية والتصاقا بعواطفهن» قال جيمس. «وعندما ينطق الرجل بكلمة أحبك، قد يعكس ذلك الطريقة التي يعبر فيها الرجل عن عواطفه التي لا يفهمها، أما بالنسبة للمرأة فإنها تعني ما تقول».

وحسب الاستطلاع فإن أكثر من ثلثي الرجال والنساء فوق سن 55 يحاولون التعرف على شريك حياة من خلال مواقع التعارف على الإنترنت، مقارنة بخُمس الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاما. كما أن الرجال والنساء من الفئة العمرية الأولى حالفها النجاح في إيجاد شريك حياة ولقاء أكبر عدد من الناس أكثر من غيرهم من الفئة العمرية الأخرى عبر الإنترنت. وحسب الاستطلاع فإن الرجال والنساء من الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما التقوا بثمانية أشخاص على الأقل من خلال الإنترنت، وأقاموا علاقات صداقة ناجحة مع اثنين على الأقل من هؤلاء. وقالت كارين سميدلي، التي تدير منظمة «التجربة مهمة» البريطانية وتقدم النصيحة للناس حول التعرف على أشخاص من الجنس الآخر، «الكثير من المتقدمين في السن يستخدمون الإنترنت للتغلب على المصاعب التي يواجهونها في الحياة بخصوص العلاقات».

كما بينت الدراسة أن الرجال يفضلون أن تكون المرأة التي يقترنون بها أقل بخمس سنوات من عمرهم، وجاءت هذه الفجوة في عدد السنين ملائمة للمرأة أيضا التي تفضل هي الأخرى أن يكون الرجل يكبرها بخمس سنوات.

واتفق الرجال والنساء على من يدفع الفاتورة في أول لقاء تعارف لهما. وتبين أن الرجال يدفعون ما يعادل 40 جنيها استرلينيا (60 دولارا) بينما تدفع النساء تقريبا نصف هذا المبلغ. ومع كل هذا فإن الاعتقاد السائد بأن الحب لا يشترى، وهو ما عبرت عنه أغنية فرقة البيتلز البريطانية الشهيرة في أغنيتها «لا يمكنك شراء الحب بالمال»، قد يتغير، حسب دراسة أخرى تناولت العلاقات بين الجنسين. وتقول إن الفرقة كانت خاطئة تماما في أغنيتها التي تضمنت كلمات أخرى مثل «أفضل الأشياء في الحياة مجانية».

وقال اقتصادي استرالي، في بحثه الذي نشرت نتائجه أخيرا، إن سعادة الحب ليس فقط يمكنك تمييزها عن سعادة ربح اليانصيب مثلا إلا أن قيمتها أقل بكثير. ويقول البروفسور بول فريغيترز، الذي قام باستطلاع آراء أكثر من 10 آلاف شخص على مدى ثماني سنوات، إن السعادة رخيصة جدا، وإن القيمة المالية لأحداث مثل الزواج أو شراء بيت جديد أو الشعور بالحزن لفقدان شخص عزيز، كلها مختلفة وتعتمد إذا كان الشخص رجلا أم امرأة. ويقول إن الرجال يتأثرون ويشعرون بالبؤس أكثر من النساء لهذه الأحداث. ويقول إن الرجال مثلا يعتبرون أن الزواج يساوي من الناحية المالية 17 ألف جنيه إسترليني (25 ألف دولار)، أما بالنسبة للمرأة فإنه يساوي نصف المبلغ. كما أن الرجال يتأثرون بالطلاق أكثر من النساء.

فريق البروفسور بول فريغيترز، تتبع أحداثا مهمة في حياة الشخص على مدى عدة سنوات وسأله الفريق عن وضعه النفسي وتقديره على سلم من عشر نقاط بعد مواجهة أحداث مهمة في حياته. ومن خلال الإجابات تمكن من وضع قيمة مالية على ما أسماه «التكلفة النفسية» و«المنافع النفسية».

واكتشف أن الأحداث المحزنة لها تأثير أكبر من الأحداث السعيدة. ويقول البروفسور بول فريغيترز إنه بالنسبة للرجال فإن فقدان شخص عزيز مثل شريكة الحياة أو الابن قد يساوي فقدان 350 ألف جنيه إسترليني (500 ألف دولار)، أما بالنسبة للمرأة فإن ذلك يعني فقدان 73 ألف جنيه (110 آلاف دولار).

«فقدان شخص عزيز له قيمة أكبر من الاقتران به»، قال البروفسور بول فريغيترز في تصريحات لصحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» كما جاء في صحيفة «إندبندنت» البريطانية اليومية. «هناك عدم تساو في الشعور تجاه أحداث الحزن والسعادة. قد يكون مفاجئا لنا، لكننا كبشر نشعر بالخسارة أكثر من الربح». كما أن بعض الأحداث ينظر إليها كأنها خسارة عند الرجال وربح عند النساء. ويقول فريغيترز إن الانتقال من بيت إلى آخر يساوي خسارة 12 ألف دولار عند الرجال، أما بالنسبة للنساء فإنه يساوي ثمن هدية بـ2200 دولار.