ساركوزي يريد نقل رفات ألبير كامو إلى مقبرة العظماء

ابنته مترددة وتخشى أن تستغل المناسبة سياسياً

TT

قالت كاترين كامو، ابنة الكاتب الفرنسي الكبير الراحل ألبير كامو (1913 ـ 1960)، إنها متردّدة في الرد على الرئيس نيكولا ساركوزي بالسلب أو بالإيجاب على رغبته بنقل رفات والدها إلى مقبرة العظماء بصرح «البانتيون» في باريس. وأضافت في حديث لإذاعة «فرانس أنتير»، أمس، أنها «أصغر من هذا القرار» وتشعر بأن القضية أكبر منها. أما شقيقها التوأم جان كامو فأعرب عن خشيته من أن يُستغل نقل الرفات استغلالا سياسياً.

ساركوزي يحتاج لتنفيذ خطوته إلى موافقة أسرة الكاتب، المولود في الجزائر، والحائز على جائزة «نوبل» للآداب عام 1957. لكن كاترين كامو، التي تدير تركة والدها الأدبية، ترى أن القضية «ليست هينة»، لا سيما أن أباها عاش بسيطاً وكان يكره مظاهر التكريم. غير أنها مع ذلك لم تغلق الباب تماماً بقولها إن نقل رفاته إلى «البانتيون» يمكن أن يكون رمزاً جميلا باعتبار أن والدها كان يحاول أن يتكلم بالنيابة عن كل الذين لم يملكوا فرصة الكلام. وتساءلت كاترين عما يمكن أن يكون رأي الذين عاشوا حياة فقر مثل أبيها، وبالأخصّ جدتها، التي عملت خادمة في البيوت لكي تعيل ولديها. في المقابل، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «لوموند» عن المحيطين بجان كامو قوله إن نقل رفات والده إلى مقبرة العظماء ـ حيث يرقد عظماء فرنسا من أمثال إميل زولا وأندريه مالرو وألكسندر دوما - يشبه «خطوة معاكسة» لمسلك والده، وهو يخشى أن يستغل ساركوزي نقل الرفات لصالحه. وكانت مستشارة الرئيس، كاترين بيغار، قد التقت جان مرتين خلال الشهر الحالي لإقناعه بالموافقة على نقل رفات والده كما وجهت له الدعوة لمقابلة ساركوزي. مما يذكر أن الأوساط الثقافية الفرنسية تعد للاحتفال بمرور نصف قرن على رحيل الكاتب الذي ترك خلال حياته القصيرة إضاءة على الرواية الفرنسية، وكانت كتاباته ذات نزعة إنسانية شاملة. وكان كامو قد قتل بحادث سيارة قرب بلدة فيلوفان بينما كان عائداً من مدينة ليون إلى باريس، بسيارته السريعة التي كان يقودها صديقه ميشال غاليمار. ودفن في قرية لوبيرون التي عرّفه عليها صديقه الشاعر رينيه شار، فأحبها واشترى فيها منزلا بفضل أموال جائزة «نوبل».