أطفال كردستان وذكريات سنوات القمع

ضمن برنامج مكثف يستمر من الصباح حتى وقت متأخر من الليل، افتتحت في العاصمة البريطانية، لندن، الدورة السادسة من مهرجان الفيلم الكردي، الذي يستمر حتى الثلاثين من هذا الشهر. ويعرض المهرجان، الذي افتتح قبل يومين بفيلم «أطفال ديار بكر» للمخرج ميراز بيزار، عددا كبيرا من الأفلام الوثائقية والقصيرة والروائية، بالإضافة إلى مسابقة الأفلام القصيرة الثانية، وهي باسم «يلماز كوناي»، المخرج الكردي الراحل، الذي يعتبر رائد السينما الكردية. ويقام المهرجان بدعم ورعاية عدد من المنظمات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وشخصيات بريطانية، منها عمدة لندن بوريس جونسون، بالإضافة إلى وزارة الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان. وحضرتا افتتاح المهرجان كل من هيرو مصطفى، مستشارة جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأميركي وبيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة اقليم كردستان العراق. ويتناول فيلم الافتتاح قصة الطفلة غولستان، البالغة عشر سنوات، وأخيها فيرات، اللذين يجدان نفسيهما وحيدين في الحياة بعد أن قتلت قوات الأمن التركية أبويهما أمام أنظارهما. ومن الأفلام المشاركة في المهرجان، فيلم «بعد السقوط» للمخرج هونر سليم، الذي يصور فرح الناس الكبير بسقوط صدام حسين. لكن هذا الفرح كانت تشوبه المرارة مع استعادة ذكريات المآسي الكثيرة التي مر بها الشعب الكردي بشكل خاص على يد النظام السابق. وعرض المهرجان أيضا فيلم «آزاد» ـ أي الحرية باللغتين الكردية والأرمنية ـ للمخرج نيكولاس تاكيان. ويحكي الفيلم قصة شاب أرمني يحاول كتابة رواية وثائقية عن المجازر التي مر بها الشعب الأرمني، فيستعين بذاكرة جده لتسجيل تلك المجازر، متصالحا، من خلال ذلك، مع جذوره. لكن تعرفه على فتاة كردية، يتهمها بأنها تنفي حصول مجازر ضد الشعب الأرمني، يطرح مشكلة الهوية من جديد، وينتهي به الأمر إلى اتهام الشعب الكردي بالمشاركة في اضطهاد الأرمن.

ومن الأفلام الأخرى التي ستعرض في المهرجان «السماء ليست ملاذا للإرهابيين» للمخرج كيفان مجيدي، و«الأمل» للمخرج إيبو كوردو، و«أرض الأسطورة» لرحيم زابيهي، و«هوبت» للمخرج لبتر ناس، و«هيرمان» للمخرج حسين حسن، و«الهمس في الرياح» للمخرج شهرام عليدي، والفيلمان من إنتاج وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان. وسيعرض المهرجان أيضا أفلاما وثائقية أخرى مثل «يوم في الشمال» للمخرج جوان هامدو، و«هيرو الأميركية» للمخرج كيرك روس، و«القط والفأر»، وهو فيلم مشترك للمخرجين بيجان زمانبيرو وناهد غوبادي. هذا وسيختتم المهرجان بأمسية موسيقية خاصة يحييها تشارلي غيليت، المذيع في «بي.بي.سي»، راديو 3، و«بي.بي.سي وورلد سيرفس»، وإعلان نتيجة مسابقة الأفلام القصيرة.