الصهر المغربي للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران: أصيلة نصفي الآخر

محمد أولاد محند لــ«الشرق الأوسط»: لقائي بمازارين من مصادفات الحياة.. ولا أرى علاقة بين نجاحي وزواجي بها

محمد أولاد محند وزوجته مازارين بينغو، كريمة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، في إحدى زياراتهما للمغرب (« الشرق الأوسط»)
TT

«ليس هناك علاقة بين الجوائز التي حصلت عليها، وزواجي بابنة رئيس سابق للجمهورية الفرنسية» هكذا يقول محمد أولاد محند، ابن مدينة أصيلة المغربية، وزوج مازارين بينغو، كريمة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران.

ويضيف أولاد محند، وهو مخرج ومنتج سينمائي مقيم في باريس، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، هو الأول من نوعه يتطرق فيه إلى حياته الخاصة، أن لقاءه بمازارين يدخل ضمن الحياة الخاصة، أو ما يسميه لقاء «مصادفات الحياة».

وبشأن أول لقاء بينهما، قال محمد إنه تم في مكان يعتبر من أجمل الأماكن في العالم، ويتعلق الأمر بفيلا ميديسيس (قصر الجمهورية) في العاصمة الإيطالية، عندما حصل على جائزة روما، التي تمنح إمكانية الإقامة في الفيلا، مشيرا إلى حضور مازارين إلى هناك كمدعوة بصحبة والدتها، التي كانت مديرة لوحدة النحت في متحف اورساي، الذي يعود للقرن 19.

وردا على سؤال حول ما إذا كان قد وقع في حب مازارين في أول وهلة، قال: «الحب لأول وهلة، مسألة نادرة جدا. لقد حصل الأمر بالتدريج. صرنا أولا أصدقاء. وأعتقد أن هذا أمر يخص حياتنا الخاصة، ولا أظن أنه يعني القراء».

وعن مساره المهني وعلاقاته الخاصة، قال أولاد محند: «كنت بالكاد أتحدث اللغة الفرنسية بعد حصولي على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) في مدينة أصيلة بالمغرب، حينما توجهت إلى فرنسا، فهذا هو الذي يجعل للقصة جانبا خاصا، إذ كيف يمكن الخروج من مدينة صغيرة مثل أصيلة دون تلقي دروسٍ في اللغة الفرنسية، وكيف نستطيع النجاح في الحياة العملية؟ وفجأة تتحول العلاقة الخاصة إلى جائزة لأن الطريق لم يكن ممهدا اجتماعيا، وهذا هو الجانب المذهل والمثير في القصة لأني أنحدر من عائلة بسيطة ومتواضعة. وأعتقد أن مازارين لم تكن تريد الارتباط بوزير شاب».

وحول اهتمامه بالسياسة، قال أولاد محند: «إنني أهتم بعض الشيء بالسياسة مثلما أهتم بأشياء أخرى ككرة القدم. بيد أن السياسة تهمني من منطلق الفضول كمواطن، وليس لدي مشروع سياسي، و بالنسبة لمازارين فإن السياسة لا تهمها بالمرة».

ولمحمد ومازارين ولد وبنت هما: استور وتارا، وينتظران مولودا جديدا، فمازارين حامل في شهرها السابع.

وفي ما يلي نص الحديث..

* أنت من بين المغاربة الذين تألقوا بفرنسا. فانطلاقتك بها بدأت بفوزك بجائزة أحسن منتج سينمائي شاب، تلا ذلك حصولك على جوائز أخرى، وصولا إلى زواجك من مازارين بينغو، كريمة الرئيس الفرنسي الراحل، فرانسوا ميتران. كيف تفسر هذا المسار؟

ـ أولا، ليس هناك علاقة بين الجوائز التي حصلت عليها، وزواجي بابنة رئيس سابق للجمهورية الفرنسية، لأن هذا الزواج ليس نتيجة فوزي بجائزة أو نجاح إعلامي! لقائي بزوجتي يدخل ضمن الحياة الخاصة، وهو ما أسميه لقاء «مصادفات الحياة»، وبالتالي أنا لا أرى علاقة بين النجاح الذي حققته وبين زواجي من ابنة رئيس سابق للجمهورية الفرنسية. صحيح أنه ليس أي رئيس، فهو الرئيس الوحيد المنتمي لليسار، الذي تمكن من قيادة فرنسا مدة 14 سنة.

* كيف وأين ومتى التقيت مازارين؟

ـ التقينا أول مرة عام 2000 في مكان يعتبر من أجمل الأماكن في العالم. ويتعلق الأمر بفيلا ميديسيس (قصر الجمهورية) في العاصمة الإيطالية، عندما حصلت على جائزة روما، التي تمنح إمكانية الإقامة في الفيلا، إذ حضرت مازارين إلى هناك مدعوة بصحبة والدتها، التي كانت تعمل آنذاك مديرة لوحدة النحت في متحف اورساي، الذي يعود للقرن 19. وكانت آنذاك بصدد تنظيم إحدى العروض النحتية.

* هل يمكن القول إنكما وقعتما في حب بعضكما بعضا منذ النظرة الأولى؟

ـ لا، في سننا، الحب لأول وهلة، مسألة نادرة جدا. لقد حصل الأمر بالتدريج. صرنا أولا أصدقاء. وأعتقد أن هذا أمر يخص حياتنا الخاصة، ولا أظن أنه يعني القراء.

* أنت مخرج ومنتج سينمائي، وهي كاتبة وفيلسوفة، وابنة أشهر رئيس جمهورية في فرنسا. وهذا يجعل الناس متشوقين لمعرفة بعض التفاصيل؟

ـ الناس دائما متشوقون لمعرفة تفاصيل الحياة الخاصة للآخرين، لكن دورنا يكمن في الحفاظ على حياتنا الخاصة. وفي الحقيقة، حياتنا الخاصة غير مهمة، أنت تعرفها كصديق، فنحن أناس عاديون. وما أستطيع قوله هو أن زوجتي تعيش بطريقة عادية وبسيطة لا يمكن تصورها. وزيادة على ذلك، عندما رأيتها كيف تتعامل مع قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء، وكيف أن هذا التعامل لا يتغير مع الناس البسطاء، اكتشفت أنها لا تحمل أحكاما مسبقة حول الناس.

وأعود للحياة الخاصة لأقول إنه ليس هناك شيء أضيفه غير مطاردتها من لدن مصوري الباباراتزي، ومهاجمتها من قبل بعض الصحف الفرنسية. وعموما فإن حياتنا الخاصة كلاسيكية وبسيطة جدا.

* ومتى قررتما الزواج؟ ـ تزوجنا عام 2005. وحضر حفل الزفاف الأصدقاء المقربون مثل دان وشارلين أندري روسلي. ولم تحضر حفل الزفاف شخصيات سياسية لأنه اقتصر على العائلة، وبعض الأصدقاء المقربين، ولم يكن هناك أي أحد من القيادات الاشتراكية باستثناء أندري روسلي، مؤسس قناة «كنال بلوس» الفرنسية، وهو الذي شهد على عقد زواجنا.

* بحكم علاقتك الزوجية مع مازارين، هل نسجت علاقات مع قيادات الحزب الاشتراكي الفرنسي؟

ـ هذا كلام قيل في بعض صحف اليمين المتطرف والعنصري، التي نشرت أخبارا مفادها أن إنتاجي لفيلم عن قياديين اشتراكيين راجع لكوني نسجت علاقات مع الزعماء اليساريين عبر زوجتي مازارين. والحقيقة أن علاقة مازارين بهؤلاء القياديين كانت محدودة، وأنا كنت قد أنتجت الكثير من الأفلام وحصلت على عدة جوائز. فأنا أنجز أي فيلم آخر، في أي بلد من العالم، بطريقة مهنية، مثلما أنجز أفلاما حول الاشتراكيين الفرنسيين، حيث توجهت إلى أكبر اختصاصية في الحزب الاشتراكي، وهي إيزابيل موندرو، الصحافية بجريدة «لوموند»، التي عرفتني على فرانسوا هولند، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الفرنسي، وسيغولين روايال، المرشحة الاشتراكية للرئاسة الفرنسية الأخيرة. وأنا بعد ذلك من قدم هولند وروايال لزوجتي مازارين.

* ألم تكن مازارين تعرفهما؟

ـ مازارين كانت تعرف أكثر لوران فابيوس، رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق، ليس لأنه ينتمي إلى جيلها، بيد أنها لم تكن تعرف سيغولين روايال، التي عملت إلى جانب والدها الرئيس ميتران كمكلفة مهمة في قصر الإليزيه.

* ماذا يعني لك أن تكون زوج ابنة الرئيس ميتران؟

ـ بالنسبة لي، أن أكون زوج ابنة الرئيس ميتران، ليس جائزة. وأود أن أقول لك إنني كنت بالكاد أتحدث اللغة الفرنسية بعد حصولي على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) في مدينة أصيلة المغربية حينما توجهت إلى فرنسا، فهذا هو الذي يجعل للقصة جانبا خاصا، إذ كيف يمكن الخروج من مدينة صغيرة مثل أصيلة دون تلقي دروسٍ في اللغة الفرنسية، وكيف نستطيع النجاح في الحياة العملية؟ وفجأة تتحول العلاقة الخاصة إلى جائزة لأن الطريق لم يكن ممهدا اجتماعيا، وهذا هو الجانب المذهل والمثير في القصة لأني أنحدر من عائلة بسيطة ومتواضعة. وأعتقد أن مازارين لم تكن تريد الارتباط مع وزير شاب.

* كيف هي علاقتك ومازارين بباقي أفراد عائلة ميتران؟

ـ علاقتها بأخويها غلبير وجون كريستوف جيدة، فهي تراهما من حين لآخر.

* بالنسبة للصغيرين استور وتارا. من اختار اسميهما؟

ـ استور اسم رمز اختارته مازارين، وأنا وافقت عليه فورا، لأنني عندما كنت أقيم في الولايات المتحدة من أجل الدراسة، كنت أسكن في حي استوريا في نيويورك، وهو حي يوناني، كما أنه كانت لدي شركة إنتاج أفلام اسمها «استوريا».

وهكذا وجدت أن الفكرة جميلة، خاصة حينما يكون لدينا زوج من ثقافتين مختلفتين، يظل من الأفضل إيجاد اسم نادر. آنذاك، فإن ابنك أو ابنتك هما من يعطي معنى لهذا الاسم أو ذاك. وبالنسبة لاسم مازارين مثلا، لا يقول الناس مازارين ميتران أو مازارين بينغو، لكنهم يقولون مازارين وكفى. أعتقد أنه العبقري ميتران الذي اختار اسما أصبح من غير الضروري أن يكون مقرونا باسم العائلة، فهو ابتكر لها اسما أصبح في نفس الوقت اسما شخصيا واسم عائلة معا، وهو اسم لم يكن معروفا من قبل.

وأعتقد أنه يمكننا بشكل غير واع أن نفعل الشيء نفسه مع اسم «استور» باعتباره اسما موجودا لكنه يحيل على أسماء عائلية، أما بالنسبة لاسم ابنتي «تارا» فهو اسم أمازيغي، فأنا الذي اخترته، وهو يحيل على اسم «الطاهرة».

* بالنسبة لتربية الأولاد.هل تعدانهما لدخول المجال السياسي؟ ـ لا أعتقد ذلك. صحيح أنني أهتم بعض الشيء بالسياسة مثلما أهتم بأشياء أخرى ككرة القدم. بيد أن السياسة تهمني من منطلق الفضول كمواطن، وليس لدي مشروع سياسي، و بالنسبة لمازارين فإن السياسة لا تهمها بالمرة.

إنني أقرأ كثيرا الصحف، وتهمني متابعة الأحداث السياسية، كمخرج وكمواطن، وليس من منطلق شخص يسعى إلى ممارسة السياسة. ومن هنا، ليست لدي البتة رغبة للدفع بأبنائي في اتجاه السياسة. إنني لا أناقش الأمور السياسية داخل البيت بل أفضل مناقشتها خارجه مع أصدقائي. لأن السياسة، كما سبق أن قلت، لا تهم مازارين، فهي مهتمة أكثر بالثقافة.

* مازارين مهتمة بالفلسفة أيضا، وربما هي فيلسوفة. ألم تجعل منك فيلسوفا؟

ـ لا أعتقد أن مازارين فيلسوفة لأن «فيلسوف» كلمة كبيرة. فهي درست الفلسفة لبعض السنوات في الجامعة، ولكن ليس كوننا ندرس الفلسفة معناه أننا فلاسفة.

لقد كان ممتعا، بالنسبة لي، رؤيتها وهي تدرس الفلسفة لطلبة يفوقونها سنا، عندما كنت أرافقها إلى الجامعة، وسنها لم تكن تتجاوز بعد السادسة والعشرين.

إن مازارين اليوم تقترب أكثر من الكتابة، حياتها هي الرواية، وممارسة النقد العميق في الأدب والسينما والمسرح.

* ألم تحاول يوما إقناعها بكتابة السيناريو؟

ـ لا أبدا. نحاول ألا نخلط الأمور، الأمر صعب عندما يعيش فنانان تحت سقف واحد، وعندما نبدأ العمل سويا يصبح الوضع صعبا.

* لماذا أصرت مازارين على الاحتفاظ باسمها العائلي أي بينغو وليس ميتران؟

ـ لا علم لي بذلك، يجب أن تسألها هي، لأن الأمر يتعلق بحياتها الخاصة، وهو أمر معقد لأنك تطرح علي أسئلة تتعلق بها وليس بي. وكل ما أستطيع قوله هو أن بطاقة هويتها تحمل اسمي عائلتي والديها معا. حقيقة عندما يكون لنا اسم ولو كان اسم والدتنا، فإننا لن نتخلى عنه.

* بالنسبة لاستور هل هو شقي مثلك؟

ـ استور يبلغ من العمر 4 سنوات، ويكبر في هدوء، وهو ولد هادئ، ودورنا أنا وأمه أن ندعه يختار طريقه بكل حرية.

* هل لك أن تحدثني عن مازارين الأم. ما هي الصورة التي يكمن أن ترسمها لي عنها في هذا المجال؟

ـ مازارين أم جيدة مثل باقي الأمهات في العالم. ولن أقول أكثر من ذلك.

* حدثني قليلا عن علاقتك بسيغولين روايال؟

ـ ليست لي علاقة بسيغولين روايال، وكل ما يجمعني بها هو علاقة مهنية تجسدت في إنجاز فيلم تحدثت فيه روايال عن أشياء خاصة، واستطعت أن أصور أشياء جد خاصة أثناء اجتماعات، وذلك ليس لأنه تجمعني بها علاقة خاصة. فالمخرج مثل الصحافي، يستطيع بعد إلحاح الحصول على أشياء حصرية ونادرة. وأنا لست من الذين يصرخون في كل اتجاه للكشف أن لديهم علاقات مع هذا أو ذاك، فهذه أشياء يجب ألا تقال.

إنني أقدر سيغولين روايال لأنها برهنت أن لها عقلية متطورة، وقدرة عالية على التحمل وعلى العمل. بيد أن روايال خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة لم تكن لها التجربة الكافية، كما أن المرأة تعترضها دائما الكثير من العوائق.

* قلت إن علاقتك بروايال علاقة مهنية بالدرجة الأولى، لكن في نفس السياق لديك علاقة متينة مع رفيقها السابق، فرانسوا هولند، الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي السابق، لدرجة أنك استضفته خلال صيف 2007، هو ورفيقته الجديدة في بيتك بأصيلة؟

ـ الأمر هنا أيضا متشابه قليلا. انطلق الأمر بيننا من علاقة مهنية صرفة قبل أن تتحول إلى نوع من الصداقة. وأنا أكن تقديرا كبيرا له، فهو من بين الشخصيات السياسية الفرنسية البارزة والذكية في جيله، ولديه صفة أقدرها كثيرا هي المرح، وهناك فرق كبير بين النظرة التي يكونها عنه الفرنسيون وبين شخصيته الحقيقية في حياته الخاصة. وأود هنا أن أقول إن الفيلم الذي أنجزته حول القيادات الاشتراكية الفرنسية تركز حول هولند رغما عني، وبشكل لاشعوري، رغم أن الفيلم ضم أيضا لوران فابيوس، ودومينيك ستروسكان، وليونيل جوسبان.

ولعل السبب في التركيز عليه هو خسارة هولند في الانتخابات الأولية للحزب الاشتراكي، وهي المرة الأولى التي عرفت فيها فرنسا انتخابات أولية تم خلالها تعبئة المناضلين للاختيار بين عدة مرشحين من سيكون مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية، وهو شيء لم يحدث من قبل، الأمر الذي مثل بالنسبة لمخرج مثلي موضوعا غنيا، لأن ذلك أحدث نوعا من الصراع والمنافسة، ولكم أن تتصوروا المنافسة السياسية عندما يكون هناك خمسة مرشحين.

* خلال وجوده في أحد شواطئ أصيلة، صورت إحدى المجلات الفرنسية هولند رفقة رفيقته الجديدة، ورفع ضدها دعوى قضائية. فهل أثر الموضوع على علاقتك به؟ ـ هذا سؤال يجب طرحه عليه. ولا أعتقد ذلك. هذه أمور تحدث دائما ويمكن أن تحدث في أي مكان، وحدثت قبل ذلك معه في إيطاليا مع وجود الباباراتزي. وفجأة انتهت قصة هولند وروايال مثلما حدث بعد ذلك مع الزوج ساركوزي، وهو حدث تاريخي، ذلك أنه لأول مرة يطلق رئيس للجمهورية زوجته. في حين أن فرانسوا ميتران لم ينفصل عن زوجته بل عاش قصة حب مع والدة مازارين، لأنه في تلك الحقبة لم يكن الانفصال ممكنا.

* مدينة باريس كانت في طفولتك حلما بالنسبة لك، وأنت مستقر فيها الآن. هل ما زال ذلك العشق والحميمية مستمرين حتى الآن؟

ـ بالطبع، ولكن بصفة مختلفة. فأنا أعتبر باريس إلى جانب بعض المدن الإيطالية من بين أجمل المدن في العالم لاعتبارات متعددة لأنها جميلة هندسيا، ولأنها مدينة جميلة أيضا، وذات طابع إنساني.

باريس تمثل أيضا التوازن التام للمدن الكبرى، باعتبارها تبقى أيضا متاحة، ونستطيع المشي فيها، ونعبرها من الجنوب إلى الشمال في مدة زمنية معقولة، وهو ما لا نستطيع القيام به في نيويورك أو لندن لأنهما مدينتان ممتدتان، خاصة أن إيقاع الحياة في لندن أو نيويورك والمدن الكبرى مرتفع وقوي وعنيف.

* وأصيلة، مسقط رأسك، ماذا تمثل لك؟

ـ أصيلة هي نصفي الآخر، ففيها رأيت النور. ألجأ إليها عندما أريد أخذ عطلة لبعض الوقت، والتفرغ للقراءة أو الكتابة. وباختصار، أصيلة هي الأصل والجذور والبناء.

* هل أنت رومانسي؟

ـ هذا سؤال صعب. أنا رومانسي في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى لا.

* هل قرأت جميع كتب مازارين، وما رأيك فيها؟

ـ نعم قرأتها كلها. وأعتقد أنها ستكون كاتبة كبيرة، وهذا يلاحظ في روايتيها الأخيرتين، والأخيرة على وجه التحديد.

* ما هو كتابها الذي لم يعجبك؟

ـ كتابها الأول الذي كان مدرسيا وأكاديميا بعض الشيء، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى أنها كانت عند كتابته في ربيعها الثاني والعشرين، ولم تكن لديها تجربة كبيرة.

* مازارين، استور، تارا باختصار شديد؟

ـ حياتي

* ما هي أجمل هدية تلقيتها في حياتك؟

ـ أجمل هدية تلقيتها في حياتي هي ولادة ابنتي تارا يوم 5 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي يصادف يوم عيد ميلادي. ذلك أنها رأت النور في نفس الساعة التي ولدت فيها بفارق خمس دقائق. فأنا ولدت في الساعة الواحدة و40 دقيقة، وهي ولدت في الساعة الواحدة و45 دقيقة. إضافة إلى فارق التوقيت بين التوقيت العالمي الموحد والتوقيت المحلي لفرنسا.