«مائة حكاية بحكاية».. معرض فني في دمشق يشارك فيه 450 طفلا

يقدمون قصصاً مصورة ابتكروها بأنفسهم في أول مبادرة للتحفيز على ابتكار الشخصيات

صور من معرض وورشة «مائة حكاية بحكاية» («الشرق الأوسط»)
TT

يحتضن مبنى التكية السليمانية الأثري بدمشق معرضا لعدد من أطفال مركز أدهم إسماعيل للفنون الجميلة بدمشق تحت عنوان «مائة حكاية بحكاية»، وهو مشروع لتخيل حكاية متوالدة تتألف من مجموعة من الشخصيات والقصص قام بإنجازه نحو 450 طفلا ويافعا تتراوح أعمارهم ما بين 6 و16 سنة خلال ورشات الصيف.

وقالت المشرفة على المعرض الفنانة التشكيلية ريم الخطيب مديرة المركز لـ«الشرق الأوسط»: يهدف المشروع إلى دفع الأطفال واليافعين إلى بلورة أفكارهم في تصميم شخصيات وخلق قصص حولها ثم وضعها في سياق أعمال فنية مشتركة مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويحفز خيالهم وأفكارهم ويدفعهم للاهتمام بقراءة القصص. كما يهدف المشروع إلى جذب انتباه القائمين من فنانين وكتاب مهتمين بكتب الأطفال إلى اهتمامات هذه الفئة العمرية وآلية تفكيرها. وقام الأطفال بنسج حكايات لشخصيات ابتكروها من وحي خيالهم مستفيدين من أشكال النباتات والحيوانات والإنسان والأبنية وحتى الأشياء ثم قاموا بمزجها معا ليخرجوا بشخصيات خاصة بهم بعضها له عشرات العيون وبعضها مصنوع من أقلام الرصاص وآخر من الحجارة وأطلقوا عليها أسماء مبتكرة مثل بوشا، ميشا، النظيف، إلخ. وجعلوها تروي حكايات حول الصداقة والكون الخارجي والبيئة والخير والشر وحكايات شخصية طريفة.

يقدم المشروع رؤية جديدة حول مضمون الحكايات التي يحبها الأطفال ويكشف مدى تقصير القصص الموجهة للأطفال عن مواكبة ما يمكن أن يتوقعه الطفل من الحكايات والقصص الموجهة له تم تنفيذ المشروع بإشراف مجموعة من الفنانين حيث قام كل طفل بداية برسم وتأليف قصة حول شخصية خاصة به على دفتره ثم قام الأطفال بجمع الشخصيات. وبعض الشخصيات طور الأطفال قصصهم حولها وجعلوها في قصة منفردة والبعض الآخر جمعها الأطفال معا في قصص مشتركة وتم إنجاز المشروع على ستين لوحة كبيرة قياس 120-190 سم حيث عمل المشاركون ضمن مجموعات صغيرة ونفذوا أعمالهم على الكرتون باستخدام الألوان المائية وألوان الباستيل.

وأشرف على عمل هؤلاء الأطفال كل من رجاء حتمل وزويا سمور وهناء الخالدي وحسن حسن ويوسف البوشي وآني مسروبيان وريم الخطيب وسوزانا حميدي وريم الخالدي ورزان عز الدين ولينا الغزولي وضحى الخطيب.

من جهة ثانية، تضيف الخطيب: انطلقت في مركز أدهم إسماعيل مؤخراً ورشة جديدة حول مختبر الفنون المعاصرة حيث يعتبر المشروع خطوة جدية بهدف مواكبة التطور الحاصل على مستوى الفنون البصرية وبناء تجربة فنية معاصرة بهدف بناء تجربة محلية ضمن هذا الاتجاه حيث يفسح الفرصة أمام الفنانين والطلاب إلى اكتشاف أساليب الفن المعاصر وطرقه عن طريق بناء تجربة فنية محلية بهذا الاتجاه باعتماد ورشات فنية متنوعة تستكشف الأدوات والتقنيات التي يعتمدها الفن المعاصر.

ويعتبر ملتقى يوميات المقام حاليا في التكية السليمانية الخطوة الأولى في هذا الاتجاه حيث يعمل الطلاب على بلورة مشاهداتهم اليومية في أعمال فنية بطرق متعددة بهدف إكسابهم مهارات جديدة وتمكينهم من تطوير أفكارهم وصياغتها بأعمال فنية معاصرة وجعلهم يكتسبون خبرات جديدة ويبنون تجاربهم الخاصة حيث سيتم عرض النتائج واختيار أفضل الأعمال وتكريم أصحابها من الفنانين خلال شهر ديسمبر (كانون الثاني) القادم.