سراويل الركض تكتسب شهرة في عالم الأزياء

كما كان الحال بالنسبة لبنطلونات السجناء في أميركا الذين منعت عنهم السلطات الأحزمة

TT

ما يقوم به المشاهير، سواء كان ذلك بقصد أو عن غير قصد، يصبح مقياسا للآخرين يقتدون به. ظهورهم في ملابسهم العادية اليومية يخلق حالة من الإعجاب بهم عند الكثير من الناس، خصوصا الشباب المراهقين المتتبعين لأمور الموضة. موضة حقبة الأصفار (أي السنوات العشر الأوائل من القرن الواحد والعشرين والتي تحتوي على ثلاثة أصفار في التاريخ السنوي، على شاكلة الثمانينات والتسعينات... إلخ) التي تمثلت في الفردية والعداء للمؤسسات الاجتماعية هي الأخرى لها تأثيرها على أشكال الموضة في المجتمعات الغربية.

السراويل الفضفاضة ذات الخصر المنخفض ويرتديها الشباب أصبحت مظاهر موضة جديدة عندهم، إلا أن بداياتها كانت في السجون الأميركية عندما منعت سلطات السجون استخدام الأحزمة لزي السجون بعد أن استُخدمت في عمليات الانتحار. وبعد ذلك، وبسبب أنها فضفاضة وصُنعت حتى تناسب الكثير من مقاسات السجناء، أصبح يواجه هؤلاء صعوبة في ربطها وإبقائها فوق الخصر. إلا أن هذا الجانب العملي في ارتداء الملابس أصبح أيضا محط أنظار الشباب وقدموها على أنها أسلوب موضة جذاب.

وهكذا أصبحت سراويل ملابس الركض ملابس تقليدية في الشوارع وفي صالات اللياقة البدنية وفي غرف الاحتجاز بمراكز الشرطة أيضا. وتنتشر السراويل الفضفاضة الشبابية بفضل نجوم موسيقى الراب والهيب هوب، ولطالما كانت خيار أمثال هؤلاء الفنانين إلى جانب المجرمين المشتبه فيهم، الأمر الذي جعل تلك السراويل مناسبة لكل من الشوارع ونوادي الرقص.

وقالت الكاتبة في مجال الأزياء، مارلين سورنسن: «في السنوات العشر الأخيرة أصبحت الشوارع مكان عرض مهماً للموضة»، وأنتج شباب مصممي الأزياء مثل ألكسندر وانغ وإيزابيل مارانت تشكيلات متأثرة بشكل مباشر بأسلوب الشارع. وأضافت: «كانت مسألة وقت فقط قبل أن يشرع المصممون أخيرا للتوجه إلى الملابس الأقل بريقا لجعلها ملابس أكثر شهرة».

وأكدت سورنسن أن الظهور بمظهر جاد وفي نفس الوقت تشعر بالارتياح يتفق مع الفترات الاقتصادية العصيبة، لكن لا يتعين على الناس رؤية هذا الاتجاه في السراويل على أنه رد فعل مباشر للأزمة الاقتصادية، فمصممو سراويل الركض يكلفون الملابس عدة مئات من الدولارات، مثل تلك المصنوعة من الأنسجة المخلوطة من الكشمير والحرير.

يلاحظ أي شخص يتصفح مدونات أخبار المجتمع ومجلات المشاهير أن المشاهير، مثل مادونا وناتالي بورتمان، يرتدون ملابس ركض. ولا يرتدي المشاهير في أوقات فراغهم فقط ملابس من أشهر بيوت الأزياء، لكنهم أيضا، مثلهم كباقي الأشخاص، يرتدون سراويل لعلامات تجارية رياضية شهيرة.

وقال فالنتينو، أحد أشهر مصممي الأزياء، في صحيفة أسبوعية ألمانية، إنه ربما تشاهد جوليا روبرتس أو كاميرون دياز يركضان في ملابس فضفاضة للركض وشعرهما غير ممشط. وأضاف فالنتينو، في إشارة حزينة إلى كيفية تغير الأمور: «يبدون مثل حقائب السيدات، مثل الأشخاص المشردين... في السابق كان يتعهد في عقود الممثلات أن تبدو مثل النجمة عند خروجها من منزلها»، بيد أن فالنتينو، الذي يعتبر سيد الأناقة التقليدية، لم يستطع تجنب سراويل الركض بصورة كاملة، حيث كانت جزءا من مجموعته في عام 2003.

إذن، فهل هناك معايير مزدوجة؟ والإجابة المباشرة والواضحة هي: نعم. وقال المصمم الألماني مايكل ميشالسكي إن المصممين يفرقون بين مظهر السراويل الفاخرة والسراويل رثة الهيئة. ويمكن ارتداؤها مع سترة و«تي شيرت» جيد.