مؤتمر دولي في تدمر عاصمة البادية السورية يبحث مصير طائر «أبو منجل الأصلع» النادر

ما عاد يوجد منه سوى أعداد قليلة في شمال أفريقيا وتركيا

(«الشرق الأوسط»)
TT

احتضنت مدينة تدمر، عاصمة البادية السورية، مؤتمراً دولياً لطائر «أبو منجل الأصلع»، وهو من الطيور النادرة والمهدّدة بالانقراض، نظمته المجموعة الاستشارية الدولية «أيا»، بالتعاون مع هيئة تطوير وتنمية وإدارة البادية السورية (هيئة حكومية) والجمعية السورية للحفاظ على الحياة البرية (منظمة أهلية). وشارك في المؤتمر خبراء وباحثون من 12 بلداً عربياً وأجنبياً ومن منظمات دولية معنية بالبيئة.

المشاركون بحثوا على مدى أربعة أيام المقترحات والحلول للحفاظ على طائر «أبو منجل الأصلع» وخاصة خلال مراحل الهجرة ووجوده في منطقة التكاثر، وخلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات في هذا المجال ومنها: تأمين الدعم اللازم لمشروع حماية الطائر، ورفع الوعي المحلي للحفاظ عليه، وحظر الصيد، وإعادة تأهيل المراعي وحماية أماكن تنقله.

الجدير بالذكر هنا أن سماء البادية السورية تشهد في شهر مارس (آذار) من كل عام عودة طائر «أبو منجل الأصلع»، وكان قد اكتشف مصادفة في سورية قبل نحو ثلاث سنوات فقط، في أعقاب تنفيذ مشروع إحياء المراعي وإعادة الحياة البرية في البادية السورية وإقامة محمية التليلة قرب مدينة تدمر. واليوم عاد هذا الطائر النادر الذي يقدّر الخبراء العالميون أنه لم يبق منه سوى أعداد قليلة تعيش في شمال أفريقيا والمغرب العربي وتركيا، إلى البادية السورية. وكما هو معروف عنه، فإنه يعود إلى سورية في شهر مارس وبعد أن يضع فراخه في مواقع عديدة من العالم حتى شهر يوليو (تموز) ليهاجر بعدها. ولقد شهد أواخر العام الماضي توقيع مذكرة تفاهم لحماية طائر «أبو منجل الأصلع» بين الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية السورية والمجلس العالمي لحماية الطيور البرية (البيرد لايف) تضمنت تولّي السوريين العمل على الحماية والمراقبة والمساعدة في تثبيت جهاز الرصد على الطائر في منطقة تدمر. كما تم التفاهم بين الجهتين على إدخال عدد من هذه الطيور من فئة الفراخ ووضعها ضمن أقفاص في محمية التليلة الطبيعية بتدمر لكي تتأقلم مع الظروف المناخية السورية، مع أخذ الجانب السياحي في هذا الإطار. كذلك سيصار إلى إطلاق هذا الطائر بشكل حر مستقبلا في حال قرر الخبراء والمختصون أن ذلك مناسب علمياً، وكذلك إشراك المجتمع المحلي في كل مراحل المشروع للاستفادة من الخبرات في تأمين حماية الطائر.

ويسمى هذا الطائر أيضاً بـ«الناسك»، ولكن التسمية الشائعة هي «أبو منجل الأصلع» وهو يتميز برأس أحمر دموي عار من الريش، أما ريش ظهره فأسود زيتوني ذو بريق أرجواني، وريش مقدمة الرقبة طويل ومنقوش، بينما المنقار والقدم أحمران. وهو يفضل أراضي البور ويتغذى على الخنافس بشكل خاص. وذكر الباحث السوري إحسان الشيشكلي أنه جاء في كتاب عن الطيور أن بعض الألمان رأوه عام 1912 في مستعمرتين في قضاء بيرجيك التركي القريب من قضاء جرابلس السوري، وقدروا عدد أفرادهما بألف طير. هذا، ويوجد من طائر «أبو منجل» عدة أنواع بالإضافة لـ«الأصلع»، فهناك «أبو منجل الحارس» وهو من طيور الماء، و«أبو منجل الأبيض» المقدس وهو نوع مألوف لدى المصريين القدماء، وكان مقدساً لأنه يأتي إلى مصر في فترة فيضان نهر النيل ويأكل الحيات التي يجلبها النهر معه، وقد وجدت نماذج محنطة له في الآثار الفرعونية.