جيسكار ديستان يعترف بأن الليدي ديانا سحرته بنظراتها

كتب روايته «الأميرة والرئيس» ليفي بوعد قطعه لها قبل 15 سنة

ديانا وجيسكار في مناسبة اجتماعية (أ.ف.ب)
TT

ألمح الرئيس الفرنسي الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، إلى وجود «صداقة» خاصة جمعته والأميرة البريطانية الراحلة ديانا سبنسر. وجاء الاعتراف في برنامج تلفزيوني بثته القناة الثانية، أول من أمس. ورغم تأكيد جيسكار أن روايته الجديدة «الأميرة والرئيس» مجرد قصة من وحي الخيال، فإنه أقر بأن الليدي ديانا هي التي طلبت منه أن يكتب هذه الرواية، ولهذا كتب في الإهداء: «وفاء بالوعد».

وأثارت الرواية التي صدرت قبل شهرين، عن دار باريسية للنشر يملكها صهر جيسكار، الكثير من الجدل حول مدى اقترابها من الواقع وهل هي جانب من سيرة ذاتية لمؤلفها. وانتقد معلقون فرنسيون «خفة» الرئيس المتقاعد، الذي تجاوز الثمانين من العمر، في حين رأى نقاد بريطانيون أنه استغل شهرة الليدي ديانا للحصول على مكاسب مادية، خصوصا أن الرواية تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعا.

وكشف جيسكار، لدى حلوله ضيفا على النجم التلفزيوني ميشيل دروكير، أنه التقى ديانا في عدة مناسبات، ووجد أنها تتميز بصفتين رئيستين: سعيها لأن تكون محبوبة، وحزنها الدفين. وقال إنها كانت في الحقيقة أجمل من الصور المنشورة لها. وعبر عن إعجابه بنظراتها العميقة التي توجهها إلى محدثها وهي تخفض رأسها قليلا وترفع عينيها، واصفا زرقة عينيها بالنادرة، لأنها تتغير بحسب المواقف والانفعالات، فتكون سماوية وهي رائقة ونيلية وهي حزينة.

أما عن عبارة «وفاء بالوعد» فقال إنه كان يزور ديانا، ذات يوم من عام 1994، في قصرها في لندن، عندما تطرقا في الحديث إلى علاقات الحب التي نشأت بين شخصيات شهيرة، وتحدثا عن إمكانية أن يقع رئيس فرنسي، مثلا، في غرام أميرة بريطانية. وكان أن طلبت الليدي ديانا من جيسكار كتابة تلك الرواية، ووعدها بأن يفعل. وأضاف: «لم أف بوعدي على الفور، لكنني قررت التنفيذ بعد موتها في حادث سيارة في باريس».

في «الأميرة والرئيس»، صاغ جيسكار رواية عاطفية، بطلاها أميرة كارديف هي الحسناء باتريسيا، ورئيس للجمهورية الفرنسية يدعى جاك هنري لامبرتي، يتعارفان أثناء عشاء رسمي يقام في قصر «باكنغهام» في لندن، في ختام اجتماعات لقادة الدول الصناعية السبع الكبرى، أواسط الثمانينات من القرن الماضي. وتتوطد العلاقة بين الأميرة والرئيس، حيث تشكو له زوجها الأمير الذي صارحها، منذ زواجهما، بأنه يقيم علاقة مع امرأة أخرى ولا ينوي قطع تلك العلاقة. أما هي فتدخل في مغامرات عابرة لكي تنسى خيانات الزوج، كما تنخرط في رعاية الجمعيات الخيرية مثل مساعدة الأطفال المصابين بالإيدز، وفي محاربة الألغام الأرضية. ثم ينتهي المطاف بالأميرة البريطانية بالوقوع في غرام الرئيس الفرنسي الأرمل. وإذا كانت ملامح البطلة تتطابق مع ديانا فإن ملامح بطل الرواية تشي بما عرف من اهتمامات للمؤلف نفسه. وهو قد لعب على المفارقات التي جعلت من قصور الدولة، سواء في فرنسا أو بريطانيا، مسارح لمغامرات عاطفية على مستوى القمة ولخيانات تتكشف للعامة في سلسلة فضائح تنشرها الصحف الشعبية معززة بصور اختلسها «البابارازي». فالأميرة والرئيس يواصلان لقاءاتهما العاطفية في الاستراحات الملكية حينا، وفي القصور الجمهورية، أحيانا، ومنها قصر «رامبوييه» القريب من باريس، الذي يبرع المؤلف في وصف ردهاته وحدائقه وصف المجرب والمتآلف مع المكان. ومن المعروف أن الرئيس الأسبق المولع بالقنص، كان يحب دعوة أصدقائه إلى رحلات صيد في الغابات المحيطة بهذا القصر الرئاسي، أثناء ولايته في سبعينات القرن الماضي.

وبفضل ثقافته الأدبية وأسلوبه المتين واطلاعه الواسع على الأدب الفرنسي، استطاع جيسكار إنقاذ الرواية من الوقوع في فخ الشعبية والسهولة وتضمينها إشارات واستعارات من نصوص أدبية سابقة وشخصيات روائية عالمية، يستحضرها البطل ويستعين بها في سعيه للتقرب من محبوبته. فقد كتب والعضو الرئيس الأسبق الحالي المنتخب في «الأكاديمية الفرنسية» نصا يقع في منطقة وسطى بين الواقعية والخيال السياسي، ولم يدع للنقاد فرصة الانتقاص من القيمة الأدبية للرواية.