الحصان العربي يستعيد عافيته في معرض جماعي بالقاهرة

ضم 120 عملا تنوعت فيها فنون التشكيل

TT

احتفى 58 فنانا تشكيليا، بمشاركة عربية من فلسطين والسودان، بالحصان العربي، وردوا الاعتبار لأصالته وعراقته، في معرض فني حمل عنوان «تشكيليات الحصان العربي»، واستضافته محطة الزهراء للخيول العربية بالقاهرة. ضم المعرض 120 عملا تنوعت فيها فنون التشكيل ما بين تصوير فوتوغرافي وتصوير زيتي ورسم وغرافيك وكاريكاتير، إلى جانب أعمال فنية من الجلد والخشب والسلك والحلي والفضة والبلاستيك والحديد والخردة والخيامية.

المعرض الفريد من نوعه، لم يكتفِ بقنص جماليات الحصان العربي فحسب، بل مزجها بسرد تاريخ الحصان العربي في مصر من خلال بوسترات توضح أهم الخيول العربية، وأسماءها الشهيرة في هوامش هذا التاريخ مثل: إخناتون، أخطل، ابن أخطل، عدلات، عدل، مراد، عديلة، مُنية النفوس... وهي أسماء تعد من أجداد وآباء الخيول الحالية.

حول المعرض يقول صاحب الفكرة الفنان التشكيلي إبراهيم حنيطر: «كان الحصان العربي دائما ملهما للفنانين التشكيلين عبر العصور، وامتلأ تاريخ الفن العالمي بروائع الأعمال المستوحاة من الحصان، فالحصان بحق من أهم المخلوقات التي خلقها الله للإنسان، بل إن الحضارة الإنسانية قامت على ظهور الجياد، لكن للأسف لم يهتم الفن المصري أو العربي المعاصر بالحصان الاهتمام الكافي، فهناك اعتقاد بأن أي حصان هو عربي رغم أنه له ملامح وصفات وشكل فني وتكوين عضلي وطبيعة نفسية وسيكولوجية غير أي حصان، كما أن الشيء المحزن أن الفنانين العالميين المهتمين بالحصان يأتون إلينا لبيع أعمالهم، بل إن فنون الحصان يحتكرها الفنانون الأجانب، فأصحاب المزارع يستدعونهم لتصوير الخيول لأنهم يتفوقون في ذلك بكاميرات متخصصة».

يضيف حنيطر: «استوقفتني جميع تلك الأسباب وفكرت في كيفية رد الاعتبار للحصان العربي خصوصا أنني قريب من عالم الخيول منذ 25 عاما حيث أصور الخيول لصالح بعض المزارع، ففكرت في تجربة لم يفكر فيها أحد من قبل وهي تدريب بعض المهتمين بالتصوير والرسم والخزف والنحت وتوجيههم إلى الحصان، فقمت بعمل دورة نظرية وعملية لفنون الحصان، حاضر فيها أطباء متخصصون في تشريح الحصان ومتخصصون في سيكولوجية الحصان وتاريخه وسلوكياته وشخصيته، ترافق ذلك مع معايشة المتدربين للحصان في المزارع، ثم جاءت فكرة المعرض كتطبيق عملي لهذه الدورة».

تشف جماليات الحصان في لوحات المعرض عن صيغ ومقومات جمالية جذابة، تتجسد في نسب الحصان المنضبطة والمتناغمة مع ورونقه الجمالي، كما تضمن المعرض أعمالا بخامات جديدة كسرت المنظور التقليدي في التناول، لكنها مع ذلك حرصت على عدم الإخلال بجماليات الحصان.

أما ما يلفت الانتباه في المعرض فهو الطريقة المستحدثة في التنظيم والعرض، حيث عُرضت الأعمال في «خيمة» مجهزة بشكل جميل، لإضفاء بعد تراثي على فضاء اللوحات، وجذب الزوار من مختلف الشرائح، ليلتصقوا بموضوع المعرض بشكل حميم. يختتم صاحب فكرة المعرض كلامه قائلا: «نجاح المعرض يكمن في أنه أنصف الحصان العربي بعد أن تعرض لظلم من الفنانين الذين رسموه بشكل مخالف على شكل سلحفاة أو ماعز أو بومة، أو من الأعمال التي كانت تُظهِر عيوب الحصان أكثر من جمالياته، كما نجح المعرض في لفت نظر الكثيرين لأهمية الحصان العربي سواء من المحترفين أو الهواة، بعد أن كان موضوعا مهجورا، لذا نستعير من هذا المعرض الخطوة الأولى لأن يستعيد الحصان العربي مكانته والتي ستتحول بإذن الله إلى قفزات واسعة وانطلاقه غير محدودة في محيط الفن التشكيلي».