هوليوود وبوليوود في ملحمة جديدة عن الهند تتناول حياة أنديرا غاندي

تعيد إلى الأذهان فيلم «غاندي» الذي أخرجه اللورد اتنبره عن حياة المهاتما غاندي

أنديرا غاندي مع والدها نهرو والرئيس الأميركي الراحل جون كيندي وزوجته جاكلين
TT

فيلم المليونير المشرد الذي أخرجه البريطاني داني بويل والحائز على ثماني جوائز أوسكار العام الماضي قد ساعد في فتح الباب على مصراعيه أمام استوديوهات الهند، المشهورة باسم بوليوود، ليس فقط في استمالة الكثير من مشاهير السينما في العالم للعمل فيها وإنما أيضا في التعاون مع استوديوهات هوليوود ونجومها وشركات إنتاجها. هذا التعاون جاء أخيرا في ملحمة جديدة حول جوهرة التاج البريطاني، ومن خلال واحدة من أهم الوجوه السياسية الراحلة، أنديرا غاندي، التي أدارت سدة الحكم في الهند بعد الاستقلال، ويشترك فيها نجوم هوليوود وبوليوود معا في محاولة جديدة لتقديم فيلم يضاهي، وحسب التوقعات، الفيلم الملحمة «غاندي» الذي أخرجه اللورد اتنبره حول نضال المهاتما غاندي الأعنف ضد الاستعمار البريطاني في الهند. رصد للفيلم المكون من جزأين أكثر من 60 مليون دولار لإنتاجه باشتراك مجموعة من نجوم هوليوود، من بريطانيا والولايات المتحدة، وأيضا من نجوم بوليوود، ويتناول حياة أنديرا غاندي التي اغتيلت عام 1984. ومن هؤلاء النجوم البريطانية هيلين ميرين التي لعبت دور الملكة إليزابيث الثانية في فيلم «الملكة» وحازت عن دورها على عدد من الجوائز الدولية، بما في ذلك أوسكار أفضل ممثلة. وحسب بعض التقارير الإعلامية فإن ميرين تفاوض حاليا حول دورها في الجزأين، وإن تصوير الفيلم الأول سيبدأ في أبريل (نيسان) المقبل في بريطانيا والهند وروسيا والولايات المتحدة. كما سيلعب دور الرئيس الأميركي الأسبق ليندوم جونسون الممثل توم هانكس، أما الرئيس ريتشارد نيكسون فسوف يسند دوره إلى تومي لي جونز. المرأة الحديدية مارغريت ثاتشر التي كانت رئيسة للوزراء في بريطانيا ستجسد دورها إيملي واتسون، أما ألبرت فيني فسيقوم بدور الممثل الراحل بيتر أوستينوف، الذي كان ينتظر لقاء أنديرا غاندي يوم اغتيالها. ممثلة بوليوود الشهيرة مدهوري ديكستي ستلعب دور أنديرا غاندي في الفيلم الأول الذي سيصور تحت اسم «الأم: قصة أنديرا غاندي». الفيلم سيخرجه الهندي كريشنا شاه، الذي قال في تصريحات لصحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية اليومية: «بالنسبة لي هذا مشروع العمر، في موضوعه وضخامته. لقد عملت على السيناريو لأكثر من عقدين من الزمن، وأعتقد أنها قصة تستحق كل هذا الجهد وأن تقدم إلى الناس. لقد أمضيت عدة سنوات أبحث في قصتها كشخصية عامة، واكتشفتها في دورها كامرأة وأم، ليس فقط لعائلتها وإنما لملايين من أبناء شعبها. أنديرا كانت هي الهند. القصة أن أنديرا كانت هي الأم في جميع جوانب حياتها، كيف استعملت فطرتها وعطفها وحبها العصامي بالمحافظة على وحدة الهند، ولكن انتهى ذلك في الموت المرعب والشهادة من أجل الوحدة الوطنية. الفيلم يرصد حياة أنديرا غاندي من بدايتها عندما كانت مجرد سيدة متزوجة في البيت، إلى أن أصبحت رئيسة للوزراء وقيادة بلدها وانتصارها في حرب مع باكستان عام 1971، ودورها في جعل الهند بلدا علمانيا وإعطاء صوت للنساء فيها والوقوف إلى جانب الفقراء». ويأمل شاه من هذا التعاون بين هوليوود وبوليوود أن يستمر وينمو في السنوات المقبلة، قائلا: «الفروقات بينهما بدأت تتبدد. بوليوود بدأت في تغيير صورتها وهذا شيء إيجابي، وأعتقد أن هذا التنوع في توجهات السينما الهندية هو طريق المستقبل لبوليوود». وسيركز الفيلم الأول في الـ30 دقيقة الأولى على الحرب الهندية الباكستانية عام 1971 مع استخدام مؤثرات سينمائية تعكس ضخامة العمل وبروز أنديرا غاندي كـ«إلهة للحرب». وسيتم إطلاق الفيلم في نهاية العام المقبل 2010. أما الفيلم الثاني فيركز على دور أنديرا غاندي في لم شمل الهند ووحدته، وصعود ابنها غاندي على الساحة السياسية وينتهي باغتيالها على يد حارسها الشخصي الذي ينتمي إلى طائفة السيخ عام 1984. ويعتقد شاه أن التحدي بالنسبة له هو أن يقدم مادة مشوقة للجمهور الهندي والغربي في آن واحد، وهذا، حتى في فيلم المليونير المشرد الحائز على عدد من جوائز الأوسكار، لم يتمكن من تحقيقه، إذ لم يحالفه النجاح كثيرا في دور السينما الهندية. ولهذا يضيف شاه: «محاولتي في هذا المشروع هو أن أتبع مدرسة اللورد ريتشارد اتنبره في فيلمه الشهير (غاندي)، ولهذا سيكون هناك نجوم من هوليوود وبوليوود من أجل شد الجمهور، وسيتمتع الفيلم بجوانب درامية مثيرة وذات دلالات واقعية. القصة تعكس جوانب الحب والعواطف الجياشة والزواج».

* أنديرا غاندي قتلت من قبل حارسها الشخصي عام 1984. ولدت عام 1917 لعائلة نهرو، ولعبت دورا مهما في حياة الهند السياسية، وانتخبت أنديرا رئيسة للوزراء لثلاث فترات من 1966 إلى 1977. وفي الدورة الرابعة من 1980 وحتى اغتيالها عام 1984. عائلة نهرو لعبت دورا مهما في حياة الهند السياسية لأكثر من قرن من الزمن. والدها جواهرلال نهرو الذي لعب دورا قياديا في حركة الاستقلال، والذي يعتبر الأب المؤسس للهند كما نعرفها اليوم. أنديرا درست في جامعة أكسفورد، وهناك تعرفت على زوجها الصحافي فيروز غاندي. وسبب الاسم هناك اعتقادا بأنها قريبة للمهاتما غاندي، وهذا غير صحيح. ويقال إن المهاتما غاندي شجع فيروز أن يغير اسمه من خان إلى غاندي. وبعد موت والدها عام 1964 أصبحت وزيرة للمعلومات والبث، وبعد موت رئيس الوزراء بهادور شاستري انتخبت رئسية للوزراء. أهم محطاتها السياسية هي الحرب مع باكستان عام 1971، والتي تمخض عنها إيجاد دولة بنغلاديش. في عام 1984 أمرت قوات الأمن الهندية دخول أهم معبد سيخي لتطهيره من قبل المجموعات المتمردة. وبعد أربعة شهور من الحادثة تم اغتيالها على يد حارسها الشخصي. وانتخب ابنها راجيف ليخلفها، والذي اغتيل هو الآخر عام 1991. وكان قد ادعى راجيف أن شقيقه الأصغر سانجيف الذي توفي في حادث طائرة عام 1980 كان له تأثير سلبي على والدتهم. كنة أنديرا غاندي سونيا هي رئيس حزب المؤتمر الهندي، ومن المرجح أن يصبح حفيدها راهول غاندي رئيسا للوزراء في المستقبل.