الهولندي قدير فان لويزن يصور أنفاق غزة ويعرضها على الإنترنت

عضو جائزة التصوير الصحافي العالمية يعد مع آخرين لإقامة معرض كبير عن فلسطين

المصور قدير يقول إن اسمه العربي جاء بسبب مولده لعائلة صوفية («الشرق الأوسط»)
TT

كانت أول زيارة للمصور الهولندي قدير فان لويزن لفلسطين عام 1988، أي بعد عام من الانتفاضة، وقال «شعرت حينها بأن الرؤية الإعلامية والسياسية في هولندا للقضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية ليست عادلة، فالجانب الآخر أي الفلسطيني لا نسمع عنه شيئا ورأيت أنه من الإنصاف أن تكون الرؤية متساوية لكلا الجانبين. وقد أثارت زيارتي غضبا كبيرا عند الهولنديين، وكثيرون سألوني لما ذهبت إلى هناك؟ وذلك لأنه في هولندا هناك شعور بالذنب وحساسية بالغة تجاه اليهود بسبب ما حدث في الحرب العالمية الثانية وهو ما أنتج سوء الفهم تجاه ما يحدث في إسرائيل». مضيفا أنه قام بالتصوير هناك لأطفال الانتفاضة، «وبعدها تكررت الزيارات وآخر زيارة لي كانت في يوليو (تموز) الماضي، وأركز في عملي على عائلة فلسطينية واحدة تعيش هناك في منطقة يملكونها ولكن تلك المنطقة تمت تسويتها بالأرض في الحرب الأخيرة».

المصور الفوتوغرافي قدير فان لويزن (46 عاما)، قام بتغطية الصراعات في أفريقيا وفى عدد من الأماكن حول العالم، واشتهر بمشروعه عن الأنهار السبعة وتجارة الماس، وحصل على عدة جوائز رفيعة تضم جائزتين عالميتين للتصوير الصحافي، والآن هو عضو مشرف على تلك الجائزة، وأصدر أربعة كتب صور فوتوغرافية، ويعيش في أمستردام ونيويورك. قدير يفضل في أعماله اختيار اللونين الأبيض والأسود لأنه يرى أن الألوان تشتت التركيز للرائي وأن وظيفته هي عكس تعابير الوجوه، ومحتوى الصور برأيه أكثر أهمية من الألوان.

يقول قدير معلقا على زيارته الأخيرة لغزة «في غزة تتغير الحياة بسرعة كبيرة.. ورأيت مركز المدينة ينهض بسرعة بمقاهٍ حديثة وغيرها». قدير يعمل في عدة مجلات ومع منظمة «أوكسفام» ويقول «سنقوم مع عدد من المصورين من عدد من دول العالم بحملة لرفع الحصار عن غزة وذلك بتنظيم معارض مختلفة، وقال إنه دخل الأنفاق وصورها قائلا «أعتقد أنها خطوط حياة بالنسبة للفلسطينيين، والصور يمكن مشاهدتها على موقع «نور» للصور بشبكة الإنترنت www.Noorimages.com». موقع «نور» يشارك فيه عشرة مصورين فوتوغرافيين ويبثون فيه تقارير مرئية لقضايا سياسية أو اجتماعية أو بيئية أو ثقافية بتقنية تصويرية عالية، ويقوم الموقع أيضا بتأجير الصور للمعارض المختلفة حول العالم التي تهتم بتناول قضية معينة أو لزيادة وعي الناس في قضايا دولية.

قدير يرى عبر هذا الموقع نافذة للصحافيين والمصورين لنشر أعمالهم ويقول «نحن نؤمن أن الإعلام يتغير دوما وبسرعة وعلينا أن نجد وسائل أخرى فمن المهم جدا للصحافيين أن تكون لهم مشاريعهم وأجندتهم ومبادراتهم الخاصة دون التقيّد بإملاءات الصحف والمجلات، ونحن مجموعة نعمل مع بعضنا بعضا وأحدنا مكث في الشيشان عشر سنوات لنقل الوضع هناك». الآن يعد قدير لمعرض ضخم سيقام في شهر ديسمبر (كانون الأول) فى كوبنهاغن أثناء انعقاد المؤتمر الدولي القادم عن تغيرات المناخ الذي سيشارك فيه كل رؤساء الدول. «فقد قمنا نحن تسعة مصورين بالتصوير في تسع مناطق مختلفة لتغطية الآثار المرئية لتغيرات المناخ، وقد ذهبت إلى الولايات المتحدة وصورت مأساة إعصار كاترينا الذي شرّد نحو 250 ألف شخص ما زالوا يعيشون كلاجئين في الولايات الأخرى وصورت من جوانب مختلفة معاناتهم ومآسيهم وكيف يقومون بترتيب أوضاعهم في المدن الجديدة، وأحدنا ذهب إلى جزر المالديف المهددة بالغرق بالمد البحري خلال عقود قليلة لتصوير الحياة والاستعدادات الجارية للرحيل، ومصور آخر ذهب إلى البرازيل التي أزيلت منها مساحات هائلة من الغابات المطرية لإقامة مزارع أبقار لتزويد شركات الوجبات السريعة باللحوم. وأحدنا قام بتصوير المشروع الكبير في كندا لاستخراج البترول من الرمل بتقنيات مستحدثة، وقضية دارفور بالنسبة لي أيضا كانت بسبب تغيرات المناخ بعد أن جفت بحيرة تشاد بمساحات كبيرة فأصبحت القبائل هناك تتصارع على موارد المياه».

المصور قدير يقول عن اسمه العربي جاء بسبب مولده لعائلة صوفية، أجداده هم أول من أدخل التعاليم الصوفية إلى هولندا في العشرينات من القرن الماضي وهم المؤسسون لتعاليمها التي نقلوها من الشيخ نظام الدين في دلهي بالهند. والداه يمارسان الصوفية ولكن على الطريقة الغربية أي بقراءة كل الكتب الدينية المقدسة ويقومون بأخذ الجانب الجيّد من كل ديانة، حسب تعبيره.