كشف خطابات إلكترونية عن دخول صالحي وزوجته البيت الأبيض

على الرغم من تأكيد الشرطة أن اسميهما لم يكونا في قائمة المدعوين

TT

كشفت رسائل إلكترونية بين طارق صالحي، رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني الأصل، وزوجته الأميركية ميشيل، أنهما ذهبا إلى البيت الأبيض لحضور حفل عشاء رسمي بدون ضمان تذكرتي دخول لهما.

وقالت وكالة «أسوشييتد برس» التي حصلت على بعض خطابات الإنترنت هذه إن الخطابات «تناقض قولهما إنهما دعيا» إلى الحفل.

وجاء في خطاب إلكتروني أرسله الزوجان، بعد أن حضرا الحفل، إلى صديقتهما ميشيل جونز، وهي عسكرية تعمل في مكتب وزير الدفاع الأميركي، وكانت حاولت الحصول على تذكرتين لهما: «ذهبنا إلى البيت الأبيض ونحن غير متأكدين من وجود تذكرتين لنا، لكننا وجدنا اسمينا في قائمة المدعوين.. ودخلنا». لكن، كررت شرطة البيت الأبيض أن اسميهما لم يكونا في قائمة المدعوين.

حسب الخطابات الإلكترونية التي كشفت، قبل أسبوع تقريبا من عشاء البيت الأبيض، ولعدة أيام، أرسل الزوجان خطابات متكررة إلى جونز بأنهما حريصان على حضور عشاء البيت الأبيض. وقبل ستة أيام، ردت جونز بأنها ستحاول. وطلبت منهما رقم البطاقة الشخصية لكل واحد منهما، ومعلومات أخرى لتقديمها إلى المسؤولين عن الدخول. وفي الحال، أرسل الزوجان المعلومات.

وقبل خمسة أيام من العشاء، أرسلت جونز المعلومات في خطاب إلكتروني إلى مكتب الدعوات في البيت الأبيض، لكن، يبدو أن جونز فشلت في وضع الاسمين في قائمة المدعوين. لهذا، قبل يوم من العشاء، أرسلت جونز رسالة إلكترونية إلى الزوجين، قالت: «ما زلت أحاول. لكن، يبدو أنني لن أنجح».

ويبدو أن الزوجين كانا يتابعان تفاصيل دعوات العشاء، وربما حصلا بطريقة ما على قائمة المدعوين. وذلك لأنهما قبل يوم من العشاء أرسلا خطابا إلكترونيا إلى جونز بأن هناك مدعوين لن يقدروا على تلبية الدعوة. وأن هذا ربما سيسهل دخولهما، وأشارا إلى أسماء منها السيناتور الديمقراطي هاري ريد، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

ليس معروفا إذا كان الزوجان يريدان انتحال زوجين دعيا لكنها لن يحضرا، أو إذا كانا يعتقدان أن توافر كراسي شاغرة سيجعل المسؤولين في البيت الأبيض يسمحون لهما بالدخول.

صباح يوم العشاء، أرسلت جونز خطابا إلى الزوجين، جاء فيه: «سأتصل بكما تلفونيا أو برسالة إلكترونية إذا تأكدت أنكما ستقدران على الدخول».

وحسب معلومات من الشرطة السرية في البيت الأبيض، ومن مكتب الدعوات، وصباح يوم العشاء، رد البيت الأبيض على طلب جونز معتذرا عن عدم إمكانية دخول الزوجين.

وبعد ذلك بدقائق اتصلت جونز تلفونيا بالزوجين. وعندما لم تحصل على رد، تركت رسالة بأنها فشلت في الحصول على تذكرتين لهما، وطلبت منهما عدم الذهاب إلى البيت الأبيض. وقالت جونز إنها اتصلت بهما تلفونيا لأنهما كان قالا لها إن ذلك أفضل من رسالة إلكترونية. وبعد ثلاث ساعات من العشاء، أرسل صلاحي خطابا إلكترونيا إلى جونز، بعد أن حضر الحفل مع زوجته، قال: «لم نسمع، صباح يوم الحفل رسالة التلفون المسجلة منك لأن بطارية الموبايل كانت ميتة». وأضاف الخطاب الإلكتروني «على أي حال، ذهبنا ودخلنا وقضينا وقتا ممتعا». وردت عليه جونز: «شكرا. أنا سعيدة لأنك وميشيل قضيتما وقتا ممتعا».

ويبدو من رد جونز أنها اعتقدت أن الزوجين حصلا على تذكرتين بصورة ما. وذلك لأنها كانت أكدت لهما، صباح يوم العشاء وحسب خطاب البيت الأبيض، أنه لا توجد تذكرتان لهما.

لكن، أكد الزوجان في مقابلة تلفزيونية بعد العشاء أنهما ذهبا إلى البيت الأبيض حسب «دعوة» أكدت لهما أنهما يقدران على حضور العشاء.

وليس مؤكدا إذا كانت جونز أرسلت هذه «الدعوة»، أو أرسلها شخص آخر، أو لم يقل الزوجان الحقيقة. ووعد الزوجان بنشر خطاب «الدعوة» بعد نهاية التحقيقات معهما. ويتوقع أن يكون ذلك محك هذا الموضوع المعقد.

ويعتقد أن الشرطة التي تحقق في الموضوع ستحصل على سجل الاتصالات التلفونية للزوجين، يوم العشاء، للتأكد أن جونز تركت لهما رسالة تليفونية نصحتهما فيها بألا يذهبا إلى البيت الأبيض. وربما سيكون هذا هو المحك، أكثر من خطاب إلكتروني عن «الدعوة»، ربما يكون حقيقة أو لا.

ومن جانب آخر، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الزوجين أسسا عام 2006 «كأس أميركا للبولو»، ومن خلالها يجمعان التبرعات لمؤسسة خيرية غير ربحية يديرها الاثنان تحت اسم «رحلة من أجل الشفاء»، وأن المباراة القادمة لجمع التبرعات لصالح أعمالها ستكون في يونيو (حزيران) المقبل، وأن طارق الصالحي سيقود فريق الولايات المتحدة ضد فريق الهند خلال المناسبة التي تستمر لمدة يومين. ويدرج موقع «كأس أميركا» أسعار تذاكر الدخول لهذا الحدث، ويدعي أنه يقام تحت «رعاية الرئيس الأميركي». ونفت مؤسسات، مثل «لاند روفر» و«كارتييه» و«سانت ريجيس هوتيل» في واشنطن و«ريتز كارلتون هوتيل» أن تكون راعية لهذا الحدث كما تدعي المؤسسة على موقعا.

وأعلن فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين (إيه تي إف بي)، واحد من مراكز النشاط الفلسطيني في واشنطن، تجميد عضوية طارق صلاحي، وذلك بعد ضجة دخوله حفل عشاء في البيت الأبيض من دون أن يكون مدعوا.

وقال غيث العمري، مدير تنفيذي في الفريق، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما قام به صلاحي كان «غير مقبول». وان صلاحي، على أي حال، كان «عضوا غير فعال» في مجلس أمناء الصندوق. ودافع العمري عن الفريق أمام هجمات في الإعلام الأميركي بسبب صلة صلاحي بالفريق. وقال إن سجل الفريق «ناصع، ومواقفنا السياسية معروفة»، مضيفا أن موضوع صلاحي «غير سياسي»، ورفض أي محاولات لتسييسه وربطه بالفريق.