فساتين أودري هيبورن.. في مزاد

أهدتها إلى صديقتها الحميمة

بعض فساتين أودري هيبورن التي عرضت للصحافيين بدار سوذبيز بباريس أول من أمس، وستعرض للبيع في مزاد يعقد في لندن الثلاثاء القادم (إ.ب.أ)
TT

من الأقوال المأثورة للراحلة أودري هيبورن قولها: «اعتني جيدا بهندامك، لأنه هو الذي يخلق الانطباع الأول عنك»، وإذا كنت ممن يأخذن الأقوال المأثورة بشكل حرفي، فقد يكون فستان من فساتينها الرائعة من نصيبك في الأسبوع المقبل.

ففي يوم الثلاثاء 8 من شهر ديسمبر (كانون الأول)، ستشهد منطقة داليتش، الواقعة جنوب شرقي لندن، مزادا خاصا تنظمه «كيري تايلور أوكشنز». ويتوقع أن يحقق المزاد، الذي يضم مجموعة من القطع التي ارتدتها النجمة الراحلة في مناسبات مهمة، وأفلام لا تقل أهمية، الكثير من الاهتمام، وخصوصا أن فستانا أسود كانت قد لبسته في فيلمها الشهير «إفطار في تيفاني»، وصممه لها المصمم هيبار جيفنشي، بيع منذ نحو ثلاث سنوات بـ467000 جنيه إسترليني.

أودري هيبورن، أو بالأحرى أناقتها، غنية عن التعريف، فهي أيقونة موضة بكل المقاييس. وهي التي سوقت لنا موضة الأحذية المنخفضة المستوحاة من أحذية راقصات الباليه، وبنطلونات «الكابري» القصيرة التي تجلس فوق الكاحل، والكنزة الصوفية السوداء ذات الياقة العالية، وطبعا لا يمكن أن ننسى الفستان الأسود الناعم، الذي حولته إلى قطعة أيقونية في خزانة أي امرأة وفي قاموس الموضة العالمية ككل.

المجموعة التي ستعرض يوم الثلاثاء القادم تملكها تانيا ستار ـ باسمان، وهي صديقة حميمة للنجمة الراحلة. بدأت صداقتهما عندما كانتا تسكنان بالقرب من بعضهما في منطقة مايفير اللندنية، المنطقة التي قطنت فيها هيبورن في العشرينات من عمرها مباشرة بعد مغادرتها مسقط رأسها، هولندا.

رغم النجاح الذي عرفته الهولندية الشابة والشهرة العالمية التي حققتها، لم تنس أبدا جارتها ورفيقة شبابها، التي تبلغ من العمر حاليا 71 عاما، ولم يفرق بينهما سوى موت النجمة بعد صراع طويل مع المرض. القصة التي تسردها تانيا، والتي تضفي على المجموعة المعروضة في المزاد، بعدا إنسانيا، هي أنه بعدما انتقلت أودري هيبورن إلى هوليوود، لم تتوقف اتصالاتهما ببعض من خلال الرسائل والهدايا القيمة. عام 1951 كان مهما بالنسبة للنجمة والصديقة على حد سواء. فبالنسبة للأولى حصلت فيه على دورها الشهير في فيلم «جيجي»، وبالنسبة للثانية حصلت على مجموعة من الفساتين الرائعة من «الهوت كوتير» كانت النجمة قد ظهرت بها في الفيلم وبعض الحفلات الخاصة، لتبدأ النجمة تقليدا لم تتخل عنه مدى الحياة، يتمثل في إهداء صديقتها الكثير من الفساتين بعد انتهاء التصوير أو بعد الظهور بها في المناسبات.

والطريف أن وفاءها لرفيقة دربها وصل إلى حد أنها كانت تطلب من المصممين، عند قيامها ببروفات التفصيل وأخذ المقاسات وقبل وضع اللمسات الأخيرة، بأن يضعوا ثنيات سخية من القماش على جانبي الصدر، حتى تتمكن صديقتها من فتحها فيما بعد واستعمالها، لأن صدرها كان أكبر وأعرض من صدر النجمة. وعلى مدى سنوات تحول طرق ساعي البريد وهو يحمل لتانيا ستار ـ باسمان علبا ضخمة من وراء المحيط، تقليدا سنويا، لا سيما أن المتعارف عليه أن هيبورن كانت من النجمات القليلات اللاتي كن يحتفظن بأزيائهن وعدم إعادتها إلى الاستوديوهات بعد التصوير، كما تفرضه العقود. والأهم من هذا أن أغلبية هذه الفساتين لم تكن عادية، بل من «الهوت كوتير» وتحمل توقيعات مصممين كبار، مثل بالنسياغا وجيفنشي وغيرهما. لهذا لا تستغربي إن رأيت من المعروضات غدا فستانا باللون العاجي صممه هيبار جيفنشي بنفسه خصيصا لها للظهور به في فيلم «لاف إن ذي أفترنون» (حب في الظهيرة) عام 1957. يتميز الفستان بتنورة مستديرة وكورسيه ضيق، وفستانا آخر باللون الأسود بتصميم «الإمباير» ظهرت به في فيلم «باريس وين إيت سيزلز» (باريس عندما تغلي) في عام 1962، إضافة إلى فستان كوكتيل من آخر تشكيلة صممها الراحل كريستوبال بالنسياغا، الذي تعرفت إليه عندما كان يعمل مع جيفنشي. لكن أهم ما في المجموعة المكونة من 48 قطعة في المزاد، التي تضم أيضا صورا ورسائل خاصة وقبعات رأس، فهو فستان زفاف باللون العاجي كانت أودري قد طلبت من الأختين الإيطاليتين فونتانا تصميمه لها بمناسبة زواجها من جايمس هانسون في عام 1952، لكن لم يحصل النصيب وفسخت الخطوبة، فطلبت النجمة من الأختين التبرع به لفلاحة إيطالية فقيرة كانت مقبلة على الزواج في ذلك الوقت.

منذ ستة أشهر تقريبا، تناهى إلى تايلور خبر الكنز الذي في حوزة تانيا، ليبدأ الاستعداد للمزاد الذي يدخل ضمن فعاليات «باشن فور فاشون» على الساعة الثانية ظهرا في «لاغاليريا»، و«روايال أوبرا أركايد»، و«بال مال»، و«لندن إس دبيلو1». وستتبرع تانيا بـ50% من المبيعات لصالح منظمة الأطفال التي كانت ترعاها أودري هيبورن.