ظهور صلاحي وزوجته على محطة «إن بي سي» يثير مسألة التعاون التجاري بين محطات التلفزيون

ذهبا إلى البيت الأبيض مصحوبين بمصوري برنامج التلفزيون الواقعي

طارق وميشيل صلاحي أثناء ظهورهما في برنامج «توداي شو» الذي تعرضه «إن بي سي» (أ.ب)
TT

للعين غير الخبيرة، قد يبدو الأمر وكأن «إن بي سي يونيفرسال» قدمت درسا في التفاعل التعاوني بين الكيانات التجارية. عندما تسلل عاملان تلفزيونيان إلى مأدبة عشاء أقامها البيت الأبيض الأسبوع الماضي، كانت كاميرات قناة «برافو» تصورهم على امتداد الطريق حتى البوابة الشرقية. وفي أعقاب ذلك، هيمنت الأنباء على وسائل الإعلام لأيام عدة. وعندما قررا في نهاية الأمر شرح موقفيهما، شاركا في أول مقابلة لهما ـ والوحيدة حتى الآن ـ لقناة «إن بي سي»، المرتبطة بـ«برافو». من ناحيتها، قالت «إن بي سي نيوز» إن ظهور طارق وميشيل صلاحي، جاء نتاجا لجهود صحافية نشطة وتنافس مهني. لكن برنامج «توداي شو» الذي تعرضه «إن بي سي» واجه انتقادات حادة، الثلاثاء والأربعاء، عندما لم يكشف أن صلاحي وزوجته كانا يجري تصويرهما لحساب «ذي ريال هاوسوايفز أوف دي. سي.». جدير بالذكر أن كلا من «إن بي سي» و«برافو» وحدتين تابعتين لـ«إن بي سي يونيفرسال»، وكلاهما يتخذ من «روكفلر سنتر» مقرا له.

من جهة أخرى، نفى قسم الأنباء في «إن بي سي» و«برافو» مساعدتهما لبعضهما البعض، وليس هناك دليل يشير إلى قيامهما بذلك. من ناحيتها، قالت لورين كاب، المتحدثة الرسمية باسم «إن بي سي نيوز»: «كنت أشعر بارتياح كامل بالاعتراف أن هذه المقابلة كانت نتاج تعاون تجاري لو كانت هذه الحقيقة. لكن في هذه الحالة يمكنني القول بصدق إن الأمر لا يعدو أساليب حجز قديمة». لم يناقش النقاد ظهورهم في البرنامج بنفس قدر الكيفية التي تم التعامل مع الأمر بها وعندما استضاف مات لور المذيع المشارك في برنامج «توداي» عائلة صلاحي يوم الثلاثاء لم تذكر برافو حقيقة أن الزوجين متعاقدان مع الشبكة (وقالت برافو إنها لا تزال تدرس إمكانية ظهورهما في البرنامج) وقد حجب لور المعلومات في حلقة «توداي» مع المعلقين يوم الأربعاء.

تلك المقابلات تعتبر أمرا عاما بالنسبة لبرنامج توداي والبرامج الإخبارية الأخرى.

وقال ستيل، الذي أشار إلى أن فهم المآزق غير الأخلاقية يمكن أن يقوض بمصداقية الصحافيين «من الواضح أن هناك قضايا ولاءات متنافسة وأقول إن صراع المصالح يجب الكشف عنه».

وأشار البيت الأبيض إن الزوجين صلاحي لم يكونا مدعوين إلى حفل العشاء وهو ما أدى إلى تحقيق من قبل الوكالات الاستخبارية. وبالمصادفة كان جيفري إيميلت المدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك التي تمتلك شبكة إن بي سي أحد حضور العشاء كما فعل بريان ويليامز مذيع برنامج «إن بي سي نايتلي نيوز».

وسعى معدو البرامج التلفزيونية للمحطات التلفزيونية الكبرى خلف الزوجين صلاحي وكانت المقابلة الأولى مع لاري كنغ في قناة سي إن إن ليؤجلوها يوما آخر ووفقا للتنفيذي للشركة رفض الكشف عن اسمه أن الزوجين طلبا ملايين الدولارات مقابل الظهور في البرنامج. وتؤكد شبكة «إن بي سي» والزوجان أنهما لم يتلقيا أي أموال لقاء ظهورهما في «توداي شو». وقد أشار بعض العاملين بـ«إن بي سي» يوم الأربعاء إلى أن الزوجين ربما يكونان قد اختارا السيد لور في إيماءة حسنة النوايا إلى «إن بي سي» وبالتالي «برافو». وقد تحدث العاملون بالشبكة شريطة عدم الإفصاح عن هويتهم نظرا لرفض الشبكة عدة طلبات لإجراء حوار حول ذلك الموضوع. ومن جهة أخرى، وجه بعض نقاد التلفزيون انتقادات للسيد لور لأنه لم يسأل آل صلاحي يوم الثلاثاء أي أسئلة حول برنامج «هاوسوايفز» والذي ما زال إنتاجه جاريا. وقد أخبر الزوجان السيد لور بأنهما يتمنيان أن يظهرا مرة أخرى لشرح الأسباب التي جعلتهما يعتقدان أنهما مدعوان لحفل عشاء الرئيس أوباما. وقد لاحظت «إن بي سي نايتلي نيوز» صلة المؤسسة يوم الثلاثاء عندما نشرت معلومات حول رسائل إلكترونية متبادلة بين آل صلاحي وأحد المسؤولين بالبنتاغون حاول الحصول على دعوة لحضور الزوجين الحفل ولكنه فشل.

وفي الوقت الذي ثار فيه جدل حول إذا ما كان يجب تقديم آل صلاحي في برنامج «هاوسوايفز» ـ وهو القرار الذي ما زال على مبعدة أشهر، وفقا لبرافو ـ حيث ستفكر إن بي سي يونيفرسال كذلك في مصالح مؤسستها. ويتساءل فريزر مور ناقد البرامج التلفزيونية بأسوشييتدبرس في عموده خلال الأسبوع الجاري «هل ترغب شبكة تلفزيونية تعتمد شركتها الأم على واشنطن في أمور مثل القيود المخففة، وعقود الدفاع الضخمة أن تظهر صلاتها بـ«نساء العاصمة» والذين أثاروا غضب مجلس الاحتياطي الفيدرالي؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»