كارولين وستيفاني هربتا إلى موناكو.. من الحب

الخيانة الزوجية وحدت مصير الأميرتين اللتين ملأتا الدنيا وشغلتا الناس

أمير موناكو مع الأميرتين كارولين وستيفاني (رويترز)
TT

يبدو أن قدر كل فرد من أفراد العائلة الحاكمة في موناكو يتقاطع مع الآخرين، لكن أقدارهم لا تتشابه بالضرورة. فبينما تمضي الأميرة كارولين دو هانوفر في طريقها للطلاق من زوجها الثالث الأمير الألماني إرنست اوغست، وقد هجرت بيت الزوجية وعادت إلى مونت كارلو، تبدأ شقيقتها ستيفاني حياة جديدة بعيدة عن المغامرات العاطفية، وقد قررت العودة إلى قصر العائلة، أيضا. وتأكدت الإشاعات عن قرب طلاق كارولين بعد غياب إرنست دو هانوفر عن المراسم الرسمية للعيد الوطني الذي احتفلت به الإمارة في التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. لقد ترك الزوج بيتهما المشترك في بلدة «فونتينبلو» الفرنسية القريبة من باريس وعاد إلى موطنه الأصلي في ألمانيا، في حين أنه كان قادرا على أن «يخطف رجله» إلى موناكو لحضور الاحتفالات وحفظ ماء الوجه وإظهار العائلة متحدة أمام كبار الضيوف. كارولين، الأميرة القوية، ظهرت بمظهر السيدة الأولى وكأن شيئا لم يكن، وكانت تبتسم للجميع من شرفة القصر وهي تقف محاطة بشقيقها الأمير وشقيقتها ستيفاني وبأولادها الذين حضروا المناسبة على الرغم من أن كلا منهم يعيش حياته الخاصة: الابن البكر أندريا يتنقل بين باريس ونيويورك، وشقيقه بيير استقر في إيطاليا، موطن والده الراحل ستيفانو دي كاسيراغي، وشارلوت، شبيهة والدتها، تعيش بين فرنسا وإنجلترا. ورغم تشتتهم فإنهم اتفقوا على قضاء بعض الوقت في موناكو وكأنهم شعروا بأن أمهم بحاجة إليهم، خصوصا هذه السنة بسبب الظروف التي تمر بها. أما ألكسندرا، الابنة الصغرى لكارولين والتي أنجبتها من زوجها الأخير، فقد لفتت أنظار المحتفلين بعفويتها وابتسامتها الدائمة، ضاربة بالبروتوكول والرسميات عرض الحائط، دون أن تشعر بغياب والدها الذي لم يقف إلى جانب كارولين في هذه المناسبة، للمرة الأولى منذ زواجه منها قبل عشر سنوات.

لقد فهم الجميع أن كارولين لا تريد العودة إلى إرنست وكأن هذا الفصل قد انتهى من حياتها إلى غير رجعة. ولا شك أن السبب كان وجيها. فعندما كان الأمير الألماني طريح الفراش، وتحديدا في غرفة الإنعاش بسبب التهاب في البنكرياس، أقسم لكارولين بأنه سيبقى الزوج الصالح لها وأنه يريد أن يرى ابنته ألكسندرا تكبر إلى جانبه. لكنه، حالما شفي، لم يف بوعده ودخل في علاقة جديدة مع إحدى صديقات العائلة، وهي الإيرانية مريم ساخس، زوجة أحد الأثرياء الألمان المعروفين. وكانت الصور التي نشرت للاثنين كافية لإثارة غضب كارولين التي كان جرحها عميقا لدرجة أنها رفضت حضور جلسة المحكمة التي وقف أمامها إرنست ليحاكم بتهمة ضرب مواطنه الألماني جوزيف برانلينير بآلة معدنية في مرقص يقع في منتجع مومباسا الكيني، وتسببه له بجروح خطيرة. أما شقيقتها ستيفاني، الابنة الصغرى لأمير موناكو السابق رينيه، فقد عادت هي الأخرى إلى الواجهة من جديد، قبل عدة أشهر من احتفالها بعيد ميلادها الخامس والأربعين، بعد «هدنة» طويلة مع صحافة الفضائح. فهذه الأميرة التي يعتبرها البعض الخروف الضال للعائلة، اختارت العودة إلى موناكو بعد سنوات من الحياة الصعبة، وكأنها تحن إلى تذوق طعم السعادة العائلية التي حرمت منها منذ مصرع والدتها الممثلة الأميركية غريس كيلي في حادث سيارة، عام 1982، وكانت هي معها في السيارة ذاتها وأصيبت برضوض في الرقبة. وخلال سنوات طوال انغمرت ستيفاني في سلسلة من العلاقات التي ضربت بالتقاليد الملكية عرض الحائط، وتزوجت من حارسها رغم أنف العائلة ثم تطلقت منه بسبب الخيانة، أيضا، وكأن الأميرتين الشقيقتين الجميلتين اللتين كانت الصحف الشعبية تعيش على أخبارهما مرصودتين لزيجات وعلاقات لا تعمر طويلا. ستيفاني «الجديدة» أجرت بعض التعديلات على شكلها، بعد أن دخلت إلى «كلينيك سان فرانسوا» في مدينة نيس القريبة من موناكو وأجرت عملية تجميلية لتكبير الصدر، على غرار شارلين وتستوك، بطلة السباحة الجنوب أفريقية المرشحة للزواج من أمير موناكو الجديد ألبير. لكن التغيير لم يكن في الشكل فحسب بل في أسلوب العيش وكيفية تنظيم الوقت، إذ عادت ستيفاني إلى مزاولة الرياضة في الصباح الباكر، وخصوصا السباحة في ستاد «لويس الثاني»، وكذلك القيام بتمارين لتقوية عضلاتها. كما أقلعت عن التدخين ولم تعد تصبغ أظافرها باللون الأحمر الفاقع، كما كانت عادتها. وهي تذهب، يوميا، إلى مقهى «السيرك» الذي تديره صديقتها فيرجيني كرستو، لتحتسي القهوة برفقة أصدقائها. أما وجبة الغداء فتتكون من أطباق صحية بامتياز.

بعد الظهر، تكرس ستيفاني وقتها لأبنائها المراهقين ولمتابعة شؤونهم، فتقضي بعض الوقت مع لويس البالغ من العمر 17 عاما وشقيقته بولين (14 عاما)، وهما من ثمرة زواجها السابق من دانيال ديكرويه الذي كان مرافقها الشخصي وسائقها وحارسها قبل أن يوافق والدها الأمير رينيه على ارتباطها به. وهناك كامي، ابنة الأحد عشر عاما التي أنجبتها الأميرة المتمردة من حارس شخصي آخر يدعى جان ريمون غوتليب. قبل فترة وجيزة، سافرت ستيفاني في عطلة مع أولادها الثلاثة إلى جزيرة موريشيوس الهادئة والجميلة قرب مدغشقر، حيث تملك الأميرة منزلا جميلا في حي «فونتفيل» الراقي، غير بعيد عن القصر الشهير «سان غيران». هذا مع العلم أنها تملك في موناكو منزلا صغيرا مساحته 600 متر مربع كانت قد اشترته قبل عام ونصف العام، يطل من جهة على القصر الأميري ومن جهة ثانية على كاتدرائية الإمارة، مما يدل على أنها كانت تخطط للعودة إلى الحضن الأول، تخطيطا عاقلا. والحقيقة أن ستيفاني لم تخف يوما أنها تحب الحياة البسيطة وتتمنى العيش مثلما يعيش عموم الناس. وإذا كان لديها سائق يقود سيارة الجيب من نوع «دوج دوراندو» فإنها لا تتردد في أن تدفع عربة التسوق في محلات «كارفور» الشهيرة، مثل أي ربة أسرة من الشعب.

في «السوبر ماركت» لاحظ بعضهم التغيير الذي طرأ على ستيفاني، فهي تختار الأطعمة باحتراس وتشتري التفاح غير المعدل وراثيا أو الذي تدخل في رعايته المواد الكيماوية «أورغانيك» وكميات محددة من الخضراوات ووجبات الطاقة التي تستعمل لريجيم الرياضيين. إنها لا تفرط في ملء العربة بكل ما تقع عليه عيناها، فالحمية هي هاجسها الأول والرياضة اليومية التي تشغلها عن دقات قلبها وعن الحبيب الذي لا يظهر في وضح النهار.

وطبعا، لم تنس ستيفاني الكفاح الأساسي لها، فهي تكرس وقتا لمحاربة مرض نقص المناعة وترأس جمعية «حارب الإيدز» في موناكو. كما قامت، قبل أسابيع، بزيارة المشروع الذي تقوم الجمعية ببنائه لاستقبال المرضى لفترات قصيرة وتقديم العلاج لهم، حيث سيفتتح البناء في يونيو (حزيران) المقبل. ليس هذا فحسب بل تولت الأميرة التي كانت أصغر بنات آل غرمالدي ثم كبرت في غفلة من المغامرات، تنظيم مزاد لصور وأعمال فنية مختلفة، لجمع الأموال بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي صادف الأول من هذا الشهر.

هل يمكن أن تعود ستيفاني للغناء مرة أخرى بعد انقطاع دام ثلاثة وعشرين عاما منذ أن أصدرت اسطوانتها الأولى التي حملت عنوان «الإعصار»؟ تقول الأميرة بأنها قد اختارت طريقها وسلمت الشعلة للشباب الذين ينظمون حفلاتها الخيرية. وهي لم تعد متحمسة للغناء، إذ يكفي أن هناك في القصر الرئاسي الفرنسي، مغنية مداومة على المهنة، هي كارلا بروني.