دارة الملك عبد العزيز تضع خطة لترميم سجلات المحاكم وتوثيق دورها على مر العقود

أنجزت تعقيم وترميم 30 سجلا في محكمة مكة تعود أوراق بعضها إلى ما قبل 530 عاما

جانب من عملية الترميم
TT

أنهت دارة الملك عبد العزيز ترميم ثلاثين سجلا من سجلات المحكمة العامة في مكة المكرمة، وذلك ضمن اتفاقية التعاون الموقعة بين وزارة العدل والدارة، حيث أنجز مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية بالدارة التعقيم والمعالجة الكيميائية والترميم والتجليد للسجلات في مقره بمدينة الرياض، ووفق أحدث التقنيات والمواد الحافظة وبكوادر سعودية مدربة.

وتعامل المركز الفني مع أضابير المحكمة القديمة والتي تعود بعض أوراقها إلى تاريخ 900هـ، وبعض الأضابير التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1200هـ وعالجها بالوسائل المناسبة خلال سنة من العمل الدقيق والمحترف لإطالة عمر خدمتها وتهيئتها للاستخدام الوظيفي بسهولة ويسر، فضلا عن صكوك ملكية وسجلات مدنية وأوراق لقضايا مختلفة كانت قد باشرتها المحكمة ضمن إطار عملها اليومي على مر السنين.

وتأتي هذه الاتفاقية بين دارة الملك عبد العزيز ووزارة العدل للاستفادة من خبرة الدارة وإمكاناتها المتخصصة لترميم وتعقيم سجلات المحاكم التابعة للوزارة في السعودية وضمن جهود دارة الملك عبد العزيز في المحافظة على المصادر التاريخية ورفع درجة العناية بها لما تمثله من ثروة وطنية وتراثية وتاريخية مهمة، حيث من المتوقع أن تنهي دارة الملك عبد العزيز تعقيم وترميم 67 سجلا مع إعادة تجليدها، هي المتبقية من سجلات المحكمة العامة بمكة المكرمة، بعد ذلك سيقوم المركز بإجراء عملياته الفنية على سجلات ووثائق محكمتي جدة والمدينة المنورة، ثم يجري العمل على باقي المحاكم التابعة للوزارة وفق برنامج عملي محدد يحظى باهتمام وتوجيه من وزير العدل، إيمانا من الوزارة بأهمية ملفات المحاكم وأضابيرها في خدمة جوانب أخرى من التاريخ الوطني في جوانبه القضائية والاجتماعية والإدارية وتوثيقا لدور المحكمة في حياة المجتمع السعودي وتطوراتها المتتابعة. وتولي دارة الملك عبد العزيز جلَ اهتمامها بكل ما من شأنه تعزيز الاهتمام المشترك بينها وبين أفراد المجتمع ومؤسساته للعناية بالمصادر التاريخية لخدمة حركة البحث العلمي حول جوانب التاريخ المختلفة، حيث تضم مركزا مستقلا يتيح خدمات الترميم والتعقيم بمواد كيميائية والتجليد والتصوير بالميكروفيلم وفق رسوم مالية متاحة للفرد والمؤسسات الصغيرة والكبيرة بعد أن تلقت طلبا متزايدا على خدماتها، ويضم المركز أقساما فنية متكاملة مجهزة بأدوات وأجهزة حديثة تديرها عقول وسواعد محلية ووفق معايير أداء عالية، وقد نفذ منذ افتتاحه بعد تطوير إمكاناته ليصبح مركزا متخصصا قبل خمسة أعوام عددا من المهمات الدقيقة لعدد من الوثائق والمخطوطات الفردية والتابعة لمؤسسات مختلفة في أماكن تواجدها وبأساليب حديثة.