معرض إيطالي يرصد في الرياض بدايات استخراج النفط السعودي قبل 6 عقود

من خلال عدسة المصور العالمي إيلو باتيجيللي سجل فيها مشاهد من الحياة الاجتماعية

TT

أتاحت دارة الملك عبد العزيز، التي تتخذ من العاصمة السعودية مقرا لها، الفرصة للسكان لرصد ملامح من التغيير الذي طال المجتمع السعودي والحياة الاجتماعية في مدن النفط بتفاصيلها اليومية، والسياحة والآثار، وذلك في بدايات اكتشاف النفط في البلاد، والتي وثقتها الصور التي التقطها المصور العالمي الإيطالي إيلو باتيجيللي خلال عقد أثناء عمله في شركة «أرامكو» قبل 60 عاما.

ويقام يوم غد برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز معرض المصور الإيطالي إيلو باتيجيللي (المملكة العربية السعودية 1946 ـ 1954م) الذي تنظمه دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع أرشيف الصور الفوتوغرافية بإيطاليا في المتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالمربع، ويفتتحه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وأوضح الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، أنه بتوجيه واهتمام من الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، تنظم الدارة هذا المعرض الذي سيستمر لأربعة أسابيع من منطلق اهتمام الدارة بخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية والمحافظة على مصادره، مشيرا إلى أن رئيس مجلس الإدارة كان حريصا على استمرار هذا المعرض منذ انطلاقته الأولى الناجحة لما له من أثر كبير في خدمة وتعزيز العلاقات الثقافية بين السعودية وإيطاليا، لافتا إلى أن «افتتاح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للمعرض سيضيف بعدا آخر وقيمة أكبر للمعرض لما عرف عنه من حرصه على النواحي الثقافية والمعرفية وقبل ذلك التاريخية، وكل ما من شأنه خدمة التاريخ الوطني ومساندته لأنشطة وأعمال الدارة خاصة أنها والهيئة العامة للسياحة والآثار تتعاونان في أعمال ونقاط مشتركة تصب في خدمة المآثر الفكرية للوطن».

وعن أهمية المعرض قال الدكتور السماري «الصورة لدى باتيجيللي عميقة، ويلتقطها في لحظات مكتظة بالتعبير، فضلا عن قيمتها العالية التي تستمدها من مرحلتها التاريخية المهمة، حيث التقطت في الأربعينات وأوائل الخمسينات الميلادية، وحينها كانت بوادر النفط تتكشف بالتدريج ومعها ملامح التغيير على حياة المجتمع السعودي، فقد كانت توثق للتفاصيل الصغيرة التي يحتاجها أي باحث أو مهتم في مجالات مثل المهن والحرف وحركة البيع والشراء وعلاقة الإنسان بطلب الرزق وقراءة التطور العمراني، وعلاقة الناس بالبحر وغيرها، وهذه الصور ذات حساسية التقاط عالية ورؤية ثقافية واعية تستحق الاطلاع والدراسة، ولا شك أنها تضيف الشيء الكثير لمصادر التاريخ السعودي، كما أن هذا المعرض جسر ثقافي ينتهي إلى توطيد وتنويع الأنشطة المعرفية بين السعودية وإيطاليا في ظل العلاقات الثقافية العميقة بينهما، وحين تشارك دارة الملك عبد العزيز في إقامة هذا المعرض في العاصمة الرياض، وذلك للمرة الثالثة بعد عرضه في مقاطعة فريولي ومدينة روما الإيطاليتين، فإنما يأتي ذلك تعبيرا عن إيمانها بدور الصورة الفوتوغرافية وثقلها التعبيري الذي قد يعادل آلاف الكلمات، كما أن هذا المعرض بمثابة دعوة عامة للفنانين والفنانات الفوتوغرافيين السعوديين للمشاركة بموهبتهم في توثيق الحياة بجوانبها المختلفة، فالصورة التاريخية أو المؤرخة تستحق ذلك.

يشار إلى أن المعرض يقام في المتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي، ويعرض مجموعة من الصور التي التقطها المصور العالمي إيلو باتيجيللي بين عامي 1946 و1954م، وهي الفترة التي عمل فيها بقسم التصوير في شركة «أرامكو» السعودية، والتقط خلالها صورا لعمليات استخراج النفط الأولى في المنطقة الشرقية، ومن أهم تلك الصور صور الزيارة الملكية للمؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود للمنطقة، كما التقط مشاهد من الحياة الاجتماعية بتفاصيلها اليومية في مدن وقرى المنطقة، وبعض المعالم الأثرية القديمة، مما يعد توثيقا لتاريخ الناس والمكان والمهن في فترة ظهور النفط ودخول تأثيراته على الحياة المدنية.