عودة إلى الأفلام التونسية الناجحة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات

«تذكرة إلى السينما التونسية».. أفلام طويلة وقصيرة

TT

تشهد الأربعة أسابيع من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي عودة قوية إلى السينما التونسية، بعد تراجع دام سنوات وذلك عبر «تذكرة إلى السينما التونسية» هو عنوان التظاهرة السينمائية التي تنظمها الجامعة التونسية لنوادي السينما، وتحتضنها دار الثقافة المغاربية ابن خلدون وسط العاصمة التونسية.

التظاهرة ستشهد عرض أربعة أفلام طويلة ومثلها قصيرة بحساب فيلمين في كل أسبوع من أسابيع شهر ديسمبر الحالي، والبداية ستكون مع فيلم «نغم الناعورة» الذي تم عرضه يوم 4 ديسمبر وهو فيلم سجل عودة المخرج عبد اللطيف بن عمار الملتزم بالدفاع عن قضايا المرأة.. وعرض إلى جانب «نغم الناعورة» الفيلم القصير «ترياق» لرضا التليلي. الجماهير المحبة للفن السابع ستكون على موعد مع فيلم «عرائس الطين» للنوري بوزيد وذلك اليوم 11 ديسمبر وهو أحد أجمل أفلام بوزيد الذي ابتعد من خلاله عن عرض إيديولوجي لفترة السبعينات وتمكن من عرض خطاب اجتماعي يحمل الكثير من العواطف الإنسانية، ويكون مرفقا بفيلم «يموت الحوت» لمالك بن عمارة. وسترجع الذاكرة السينمائية التونسية بالجماهير إلى فيلم «العتبات الممنوعة» للمخرج رضا الباهي، وهو الذي قطع مع الآباء المؤسسين للسينما التونسية وخاصة المخرج التونسي عمار الخليفي، وسيكون مرفقا كذلك بالفيلم القصير «بوتليس» لنصر الدين السهيلي. ويضع فيلم «خامسة» لكريم الدريدي نقطة النهاية لهذه التظاهرة وذلك يوم 25 من شهر ديسمبر الحالي.

«تذكرة إلى السينما التونسية» تضم أفلاما جديدة وأخرى قديمة نسبيا ففيلم «العتبات الممنوعة» يرجع إلى السبعينات وهو علامة فارقة في تاريخ السينما التونسية، أما فيلم «خامسة» للمخرج التونسي كريم الدريدي والمقيم بفرنسا فهو فيلم ذو مميزات سينمائية مميزة لمخرج شاب درس السينما ويحمل رؤية سينمائية مختلفة. أما بالنسبة للأفلام القصيرة الأربعة فهي لمخرجين تونسيين شبان يحملون الكثير من آمال السينما التونسية ويعبرون عن عودة الروح لسينما كان أكبر مقبل عليها هو المتفرج التونسي.

حول «تذكرة إلى السينما التونسية»، قال عادل غزالة الكاتب العام للجامعة التونسية لنوادي السينما منظمة هذه التظاهرة السينمائية، إن الدور الأساسي للجامعة هو التعريف بالسينما التونسية والتعريف بها وأن الاختيار على مجموعة هذه الأفلام نابع من كونها من بين أهم الأفلام التونسية التي شهدتها الساحة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات. وأضاف غزالة بان المتفرج الحالي للسينما يود الفرجة على سينما ناجحة. وحول الأصوات السينمائية الشابة في تونس وإمكانية بروز جيل شاب ومجدد من المخرجين السينمائيين، قال غزالة إن الساحة السينمائية التونسية تبشر بالكثير من المواهب ذات الحرفية العالية، ولكنها في حاجة أكيدة للمتابعة والدعم والرعاية.

وقال أشرف لعمار، عضو الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي، من ناحيته، إن هذه التذكرة تعد فرصة هامة أمام المخرجين الشبان للتقدم إلى الجمهور التونسي وعرض تجارب متصلة أو مختلفة عن تجارب كبار المخرجين السينمائيين التونسيين، وهي كذلك مناسبة لمعرفة مدى تفاعل الجمهور مع تلك التجارب. وأضاف لعمار بأن الأفلام القصيرة في تونس لا تجد فضاءات جيدة لعرضها وتقيمها بحرفية، وهذه التظاهرة السينمائية بإمكانها أن تفتح الأبواب أمام التجارب الجديدة.