صاروخان يحل ضيفا على مكتبة الإسكندرية بمعرض يضم روائع أعماله

اشتهر بـ«زعيم الكاريكاتير السياسي»

من اعمال الفنان صاروخان («الشرق الأوسط»)
TT

يحل زعيم الكاريكاتير السياسي الفنان المصري الأرميني صاروخان ضيفا على مكتبة الإسكندرية، في معرض تذكاري يضم مختارات من أهم أعماله التي أثرت الحياة السياسية والثقافية في مصر والعالم العربي على مدار سنوات كثيرة.

افتتح المعرض أول من أمس (الأربعاء) أبوابه للجمهور، وضم مجموعة نادرة من أعمال صاروخان، جمعتها أسرته وأصدقاؤه، وهي تمثل مراحل مختلفة من مشواره الفني، استطاع أن يعكس من خلالها جوانب من هموم المجتمع المصري السياسية والاجتماعية.

وأكد الدكتور مصطفى الرزاز، مستشار المكتبة للفنون التشكيلية، أن مركز الفنون يحتفي بأحد الرواد من أصحاب التميز الفريد في فن الكاريكاتير المصري، معتبرا أن صاروخان (1898 ـ 1977)، شخصية جمعت بين المعايشة واختراق المناخ السياسي والاجتماعي والإعلامي في مصر طوال خمسين عاما من حياته، ونجح في التعبير عن قضايا الوطن الذي اختاره.

وقال الرزاز: «لقد أصبح كتابه الذي أصدره في أعقاب الحرب بعنوان (هذه الحرب) بمثابة وثيقة عالمية فريدة من نوعها. تلك الحرب التي استشرف نتائجها وتحمس لها في رسومه القوية التي حملت رأيه ورؤيته في نقد الفاشية والنازية ومؤازره قادة الحلفاء، خصوصا في مجلة (القافلة) التي كان يصدرها بالفرنسية في مصر».

وبالإضافة إلى ثنائية التعبير عن القضايا الدولية وعن أحوال الوطن، كانت أعماله تمثل ثنائية أخرى، منها ما يتعلق بالقضايا والأحداث اليومية العابرة، وما يتناول أحداثا شقت مسارا ممتدا في السياسة والشخصية المصرية.

ويشير الفنان هرانت كشيشيان إلى أن المعرض يعد إسهاما في إثراء الحياة الثقافية في مصر، وتعريف الأجيال الناشئة من شباب المثقفين وهواة الفن ومحبيه بواحد من أهم فناني الكاريكاتير في مصر والعالم خلال القرن العشرين.

اشتهر صاروخان بأنه زعيم فناني الكاريكاتير السياسي في مصر، حيث ذاع صيته منذ أن ظهر له أول كاريكاتير سياسي في عام 1928 على الصفحة السابعة للعدد 123 من مجلة «روزاليوسف» (الذي كان يرأس تحريرها آنذاك الصحافي الكبير محمد التابعي)، حتى آخر كاريكاتير سياسي له ظهر في جريدة «الأخبار» في يوم وفاته، أي الأول من يناير (كانون الثاني) 1977.

وقال كشيشيان: «إنه بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على رحيله (صاروخان)، وبعد أن نقوم بإلقاء نظرة شاملة على إنتاجه الفني الضخم، نكتشف أنه في الواقع فنان شامل، رسم الكاريكاتير الاجتماعي والبورتريهات الكاريكاتيرية والرسوم التوضيحية الكاريكاتيرية لبعض الكتب. كذلك رسم أحيانا الكاريكاتير الذي يعلق على نحو تهكمي ساخر على بعض الظواهر التي لها علاقة بالفن والثقافة، كل ذلك بالإضافة إلى الكاريكاتير السياسي الذي كان يرسمه يوميا».

وأوضح كشيشيان أن عددا غير قليل من رسوماته السياسية تعد اليوم من الكلاسيكيات، يقدم بعضها في هذا المعرض لأنها تخطّت الأهمية اللحظية بفضل ذكاء الفنان الخارق، واتخذت مدلولات تاريخية «طويلة الأمد». وعلاوة على تلك النخبة من رسوماته السياسية فإن أغلب أعماله في المجالات الكاريكاتيرية الأخرى ـ لا سيما في مجال الكاريكاتير الاجتماعي ـ تعد اليوم أعمالا فنية ممتازة، بل يعد بعضها من روائع فن الكاريكاتير في كل زمان ومكان.