مهرجان الشيكولاته في ساقية الصاوي يواصل نجاحه للعام السابع

تشارك فيه الأسر والشركات العالمية والمحلية

اكتسب المهرجان هذا العام طابعا اجتماعيا وفي سياقه امتزج الفرح بالشيكولاته («الشرق الأوسط»)
TT

على مدى أسبوع وللعام السابع على التوالي احتفلت ساقية عبد المنعم الصاوي الثقافية على نيل القاهرة بمهرجان الشيكولاتة. اكتسب المهرجان هذا العام طابعا اجتماعيا شيقا وفي سياقه امتزج الفرح بالشيكولاتة بالفرح بالموسيقى والغناء وعروض الكرتون المسرحية، وأصبح الذهاب إليه أمنية للكثير من الأطفال والأسر المصرية من عشاق الشيكولاتة.

وتعددت أشكال الشيكولاتة وأصنافها وقوالبها على طاولات المهرجان، ما بين المصرية والعالمية في سوق واحدة أطلق عليها «سوق شوكوفيست» تباع فيها الشيكولاتة بأسعار أرخص من سعرها في المحال التجارية، وتوزع فيها كذلك عشرات من القطع المجانية على الحاضرين، كما تقدم خلاله قوالب شيكولاتة في صور مبتكرة، مثل بابا نويل وشجرة الكريسماس لتزامن المهرجان مع احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، وهو ما أكسبه عنصر جذب حيث يقصده الكبار والصغار من محبي الشيكولاتة، تحت شعار المهرجان «تعال وما تتكسفش كلنا بنحب الشيكولاتة».

من أهداف المهرجان أيضا تمرير عدد من الأخلاقيات والقيم لرواده من مُحبي الشيكولاتة بتقديم مضمون ثقافي وفني من خلال العروض الموسيقية والحفلات الغنائية التي يشارك فيها الأطفال والمدارس وأفراد الأسرة، بالإضافة إلى ورش فنية تُخصَّص لتعليم الأطفال فنون النحت والخزف، كما يتضمن المهرجان أكروبات وفقرات ترفيهية‏ وعروض أخرى وهدايا مجانية من الشيكولاتة للأطفال. نجح المهرجان في الأعوام الستة السابقة في جذب آلاف الأطفال وعشرات المدارس للمشاركة في فعالياته مما أكسبه شعبية كبيرة؛ وهو ما ينعكس على حجم الإقبال على المشاركة هذا العام، وأيضا لتقديم الجديد من جانب القائمين عليه، حيث تتضمن فعاليات المهرجان هذا العام مشاركة الأهالي بإنتاجهم من الشيكولاتة المصنعة بأيديهم في المنزل بجوار أكبر أسماء الشيكولاتة العالمية، تشجيعا لهم من جانب إدارة المهرجان. كما أن الزائر للمهرجان هذا العام يلاحظ اهتمام الكبار والصغار بما يقدَّم من عروض مسرحية اجتماعية للطفل باستخدام عرائس الماريونت، منها العرض الأول لمسرحيتي «عصفور برجل واحدة» و«شوكولاتة العريس» اللتين تحملان في طياتهما رؤى أخلاقية وقيما مجتمعية هامة موجهة إلى الطفل، وهو ما يفعّل كلمات مؤسس الساقية مشرف المهرجان المهندس محمد الصاوي، خلال ترحيبه بضيوف المهرجان، عندما أكد على أن الثقافة لذيذة مثل الشيكولاتة، وموضحا تفضيله ثقافة أن يتعامل الإنسان مع أبسط الأشياء بعمق شديد.

«الشيكولاتة بها لذة لا تقاوم، ووجود مهرجان لها يُمتع عشاقها»، تؤكد هذا جّدة وأم وابنة حرصن على حضور المهرجان معا لشراء أنواع الشيكولاتة المفضلة لهم والتفاعل مع برامجه، تقول مروة يحيى (أم، ومديرة خدمة عملاء بأحد البنوك) إن أكثر ما يعجب ابنتها جنى ذات الثلاث السنوات هو عروض البلياتشو، وهو ما لفت انتباهها منذ العام الماضي عندما حضرت إلى المهرجان في نسخته السادسة مع دار الحضانة الملتحقة بها. بينما تقول الجدّة: «فكرة المهرجان جميلة وأعجبتني، وسوف أحمس جيراني وأصدقائي للحضور إلى المعرض، ليستمتعوا في صحبة أولادهم وأحفادهم، فهو ممتع للغاية سواء للكبار أو الصغار».

أما السيدة شيرين القرضاوي، التي حضرت إلى المهرجان بصحبة أبنائها وأبناء شقيقتها، فتوضح أن فكرة سوق الشوكوفيست رائعة، وأن العروض الفنية المصاحبة للمهرجان خصوصا الماريونت تهدف إلى تعليم أسس وقيم وأخلاقيات تربوية لدى الأطفال، فهي تعلمهم مثلا كيفية الحد من مشكلات المجتمع مثل ظاهرة التسول، وتعلّم الطفل السلوك الصحيح بأن لا يعطي ماله لأي فرد قد لا يكون محتاجا إليه، كما تهدف العروض إلى إيصال فكرة كيف يكون الفرد مفيدا ونافعا، وما يميز هذه العروض أنها تصل للأطفال بسهولة دون صعوبة، فالطفل يتقبل أو يرفض في هذه السن ما يقتنع به عقله، لذا سأحاول متابعة أطفالي لكي يلتزموا بهذه القيم التي شاهدوها في المعرض. الطفل محمد ماجد (13 عاما) هو ضيف دائم لمهرجان الشيكولاتة بسبب حبه لها وأيضا لاستمتاعه بالعروض الفنية، يشير إلى إعجابه هذا العام بزيادة معروضات الشيكولاتة، وبمسرحية «عصفور برجل واحدة» التي تحاول إيصال بعض القيم إلى الأطفال لكي يهتم بالإنسان المعاق من حوله، وذلك من خلال قصة عصفور يولد بقدم واحدة ولكنه لا يستسلم ولا ييأس ويتحول إلى فرد منتج في مجتمعه. كما يبدي محمد حبه لفن البانتوميم (التمثيل الصامت) من خلال العروض التي استُحدثت هذا العام. أما مريم أحمد (11 عاما) فيروق لها ما يتم توزيعه من هدايا مجانية من الشيكولاتة خلال أيام المهرجان، أما العروض الفنية فتبدي حبها لأكروبات «تيك وتاك»، وأيضا بالورش الفنية التي تتعلم فيها الكثير، مطالبة إدارة المهرجان بزيادة هذه الورش في مهرجان العام القادم، وببراءة الطفولة لا تخفي مريم أمنيتها في زيادة هدايا الشيكولاتة المجانية! مندوب إحدى الشركات الشهيرة في عالم الشيكولاتة الراعية للمهرجان يوضح أنه بخلاف استمتاع جمهور المهرجان باجتماع كبار أسماء الشيكولاتة في مكان واحد، فهناك شق آخر هامّ يخص المنتجين، فالمهرجان يعد بمثابة استبيان سريع لهم لمعرفة ردود الفعل تجاه المنتجات من خلال العرض والطلب، وفرصة مناسبة للغاية بالنسبة إلى منتجي الشيكولاتة لمعرفة صدى منتجاتهم بين المستهلكين خصوصا الجديد منها، مما يساعد على تطوير المنتجات المقدمة، كما أن اجتماع هؤلاء المنتجين يعزز المنافسة وهو ما يعود في النهاية بالنفع على المستهلك.