الفيروسات تستهدف مواقع الشبكات الاجتماعية

21% من مستخدمي الإنترنت كانوا هدفا لبرامج آثمة

TT

كان من المألوف أن تهاجم الفيروسات القرص الصلب داخل جهاز الكومبيوتر الخاص بك، ولكن تقوم هذه الفيروسات حاليا باستهداف هيبتك ووقارك، حيث تنتشر برامج خبيثة عبر المواقع الإلكترونية مثل «فيس بوك» و«تويتر»، وتتوسع عن طريق الحصول على حسابات أشخاص وإرسال رسائل إلى جميع الأصدقاء والمعارف. والنتيجة هي أن هؤلاء الأشخاص دون قصد يقولون لزملائهم في العالم ومحبّيهم كيف يمكنهم زيادة مستوى ذكائهم وكسب المال على الفور أو حثهم على مشاهدة فيديو جديد مروع يشاركون فيه. ويقول مات ماركوس، وهو موظف في شركة علاقات عامة بسان فرانسيسكو الذي تعرض حسابه على موقع «تويتر» إلى القرصنة قريبا: «لا أعرف ما الذي يفكر فيه الناس عني في الوقت الحالي؟»، وذلك بعد أن أرسل إلى أتباعه الكثير من الرسائل التي بدا أنها تعرض عليهم كارت هدية قيمته 500 دولار إلى «فيكتوريا سيكريتس». وكان ماركوس لا علم لديه عن العروض حتى سأله أحد معارفه المحترفين عنه عبر البريد الإلكتروني. وبعد أن شعر بالارتباك، دخل إلى حسابه ولاحظ أنه يروج لملابس نسائية داخلية منذ خمسة أيام. ويقول ماركوس: «لم يقل لي أحد شيئا عن ذلك، وأفكر كم من الوقت ظللت أرسل رسائل عبر تويتر عن الملابس الداخلية».

والإحراج الذي يحدث من خلال هذه الهجمات هو بمثابة الضرر الجانبي، ففي معظم الحالات يأمل الجناة أن يحققوا أرباحا من رسوم التحويل التي يحصلون عليها من توجيه الناس إلى مواقع تجارة إلكترونية. وبصورة أخرى، فإن المحتالين موجودون على الشبكات الاجتماعية حاليا، لأن الملايين من الضحايا المحتملين المرتبطين في انتظارهم هناك.

وفي الأغلب يفقد الضحايا السيطرة على حساباتهم بعد أن ينقروا على رابط «أرسل» عن طريق صديق. وفي حالات أخرى، يقوم الشباب الآثمون بمسح الحسابات عن طريق كلمات سر من السهل تخمينها. (قال السيد ماركوس طوعا أن كلمة السر الخاصة به في ذلك الوقت كانت «abc123») وبعد اكتشاف أن حساباتهم تم السيطرة عليها، يقوم الضحايا عادة بالتبرؤ علنا من الرسائل التي لا يوافقون عليها، ويعتذرون لأنهم أمطروا بها الأصدقاء من دون قصد. ويمكن وصف هذه الرسائل بأنها رسائل الخجل، وهي تحمل مزيج من الإحساس بالذنب والأسف والخجل.

وكتب روكي باربانيكا، منتج «راك سبيس هوستنيغ»، وهي شركة تخزين على الإنترنت، في إحدى هذه الملاحظات: «تعرضت للقرصنة، تقبلوا اعتذاري يا أصدقاء». وقام السيد باربانيكا بإرسال هذه الرسالة الشهر الماضي بعد أن أدرك أنه كان قد أرسل رسائل إلى 250 شخص يعرفه عبر موقع «تويتر» برابط وجملة «هل أنت في هذه الصورة؟» وإذا قام أحدهم بالنقر، فإن حساباتهم على موقع «تويتر» يتم سرقتها بنفس الصورة. ويقول باربانيكا: «تعاملت مع ذلك على أنها قضية شخصي، وهو ما كان يجب أن أقوم به، ولكن هذا هو الإحساس الطبيعي. إنه شيء مهين».

وكان يمكن لبرامج خبيثة سابقة أن تتسبب في نفس نوع الخجل إذا ما انتشرت عبر العنوان البريدي لشخص ما. ولكن هذه الرسائل، التي تتنقل من كومبيوتر لآخر، يمكن وقفها باستخدام برنامج مضاد للفيروسات أو برنامج «فير وول». وعلى الشبكة الإلكترونية، تقدم هذه الإجراءات حماية ضعيفة. (وعلى الرغم من أنه يشيع الإشارة إلى هذه الأشياء بكلمة فيروس، فإن الأشكال الجديدة من البرامج الخبيثة التي تعتمد على الإنترنت لا تأتي ضمن هذه الطائفة من الناحية الفنية، حيث أنها ليست برامج مكتفية بذاتها).

والوقوع في شرك فيروس على شبكة اجتماعية يكون شيئا مؤلما. ويقول تشيت ويسنيسكي، من شركة «سوفوز» الأمنية الإليكترونية: «بمجرد وصوله إلى كل شخص خلال ثلاث ثواني، يكون الأمر خارج السيطرة». وأضاف: «عندما يجد الناس فيروسات على أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم أو يتعرضون للاحتيال، فهم الأشخاص الوحيدون الذي يعرفون بذلك، ويقومون بمسحها ولا يتم إذاعة ذلك للعالم كله».

ويقول خبراء أمنيون إن الشبكات الاجتماعية قد أصبحت الهدف الرئيسي لمبتكري هذه البرامج لسبب مقبول، حيث يثق الناس ضمنا في الرسائل التي تصلهم من أصدقائهم ويتجاهلون حقائق مثل أن القريب الذي يعيش في أوهايو لا يحتمل إلى حد بعيد أن يكون قد التقط لهم صورة باستخدام كاميرا خفية. وتقول شركة «سوفوز» إن 21 في المائة من مستخدمي الشبكة الإلكترونية أوردوا أنهم كانوا هدفا لبرامج آثمة على الشبكات الإلكترونية. وتقول «كاسبر سكاي لابس»، وهي شركة أمنية روسية، إنه في بعض الأيام كانت يوجد رابط ضمن كل 500 رابط على موقع «تويتر» يشير إلى مواقع سيئة يمكن أن تصيب جهاز كومبيوتر مؤمنا بصورة مناسبة بفيروسات تقليدية تضر بالأقراص الصلبة. وتقول الشركة الروسية إن عددا أكبر من الروابط كانت عبارة عن رسائل مزعجة توجه عادة إلى مواقع غرامية تدفع رسوما مقابل الزيارات.

وانتشرت دودة عبر موقع «فيس بوك» أخيرا وكانت تحمل صورة امرأة ترتدي ملابس خفيفة وتقدم رابط «شاهد المزيد». ووجد عدي أف، وهو مطور كومبيوتر في عسقلان، إسرائيل، الصورة على صفحة «فيس بوك» الخاصة بزميل كان يعتبره مصدرا يمكن الوثوق فيه للمحتوى الممتع على الإنترنت. وبعد أن نقر على الصورة مرتين، ظهرت الرسالة على ملف السيد أف على «فيس بوك» وأرسلت إلى «الأخبار» الخاصة بـ350 صديقا. ويقول: «كان خطأ بسيطا، والخجل الأساسي من احتمالية أن يقع أشخاص آخرون في نفس المشكلة من صفحة ملفي».

ويقول آخرون إنهم يواجهون مواقف أكثر إحراجا. وتقول جودي تشامبان، التي قامت الشهر الماضي بالنقر مرتين على رسالة على «تويتر» من زميل نباتي، يقترح عليها اختبار ذكاء على الشبكة الإلكترونية: «تشعر أنك غبي جدا». وتستخدم تشامبان، التي تبيع هدايا صديقة للبيئة مع زوجها، موقع «تويتر» للتواصل مع الآلاف من عملاء شركتها. وتقول أصابتني عملية القرصنة «بإحساس بالرعب، فقد كنت أشعر ببالغ القلق من أن أكون قد شوهت اسم شركتي عن طريق سؤال الناس أن يختبروا ذكاءهم».

ولا ينجو الخبراء من الهجمات عبر الشبكات الإلكترونية، وقبل أسبوعين أرسل لي ريني، مدير المؤسسة البحثية غير الربحية «مشروع بيو للحياة الأميركية والإنترنت»، دون قصد رسائل إلى العشرات من معارفه على «تويتر» مع رابط تحت عبارة «مرحبا، هل هذا أنت؟ هاهاها». ويقول ريني: «أخشى أن يظن الناس أني أتواصل بهذه الطريقة. فأنا لا أقول (هاهاها) مثلما يفعل طفلي عندما أتواصل مع الآخرين».

* خدمة: نيويورك تايمز