النجف تحتفل بمرور مائة عام على دخول أول مطبعة حجرية إليها

أصحاب المطابع يطالبون بالاهتمام بقطاعهم لأنه ملاذ السياسيين في الانتخابات

TT

تعد مدينة النجف ثاني مدينة عراقية بعد العاصمة بغداد دخلت إليها المطابع بسبب ازدهار مكاتبها وعلومها الدينية والثقافية. واحتفلت المدينة أمس بمرور مائة سنة على دخول أول مطبعة حجرية «مطبعة حبل المتين» عام 1909 إلى المدينة وتم استيرادها من الهند عن طريق البحر. وكان أول كتاب طبع فيها هو كتاب ديني لأحد مراجع الدين الذين كان لهم الدور الفاعل في استيراد المطبعة الحجرية. وتعتمد محافظات الفرات الأوسط الخمس في العراق على مطابع النجف، حيث يوجد فيها أكثر من 40 مطبعة حديثة. وقد ازدهرت هذه المطابع بعد سقوط النظام السابق لما شهدته البلاد من انتخابات واستفتاءات كثيرة أنعشت الطباعة في البلاد، وحاليا يستعد أصحاب المطابع لاستقبال الدعاية الانتخابية للمرشحين من الكتل السياسية. وأكد أصحاب المطابع لـ«الشرق الأوسط» أن هنالك أموالا كبيرة رصدت للدعايات الانتخابية لهذه الانتخابات التي يعدها السياسيون مصيرية. الدكتور والمؤرخ حسن الحكيم يقول: «تعد مطبعة (حبل المتين) هي أول مطبعة حجرية دخلت إلى النجف عن طريق البحر وبذل الشيخ محمد علي الكتبي صاحب المطبعة جهدا كبيرا في طبع الكتب الحجرية». ويضيف لـ«لشرق الأوسط» أن «مدينة النجف كانت تزدهر فيها المكتبات التي تحوي الكتب الدينية والثقافية، ولقلة نساخي الكتب جاءت فكرة استيراد مطبعة حجرية للمدينة تم خلالها طبع أهم الكتب التي ما زالت مكتبات النجف تحتفظ بها»، موضحا أنه «في ثلاثينات القرن الماضي طبعت في المطبعة أول مجلة (درة النجف) ومن ثم طبعت جريدة (الفرات) لصاحبها مهدي الجواهري، بعدها ازدهرت الطباعة لتعدد المطابع الحجرية». وأشار الحكيم إلى أن «المطابع الحجرية في النجف هي التي طبعت البيانات والمنشورات التي تعلن محاربتها للاحتلال البريطاني».

أما صاحب مطبعة «الغري الحديثة»، وهي ثالث مطبعة دخلت النجف بعد مطبعة «حبل المتين» ومطبعة «النعمان»، فقد أشار إلى أن «المطبعة الحجرية كانت تدار بطرق يدوية بواسطة رجل قوي البنية يقوم بتدوير المطبعة عن طريق عتلة حديدية إضافة إلى أحجار نادرة كانت تجلب من منطقة بحر النجف. يقوم الخطاط بخط الكلمات على الحجر ويضاف مع الحبر مادة القهوة لتعطي جمالية أكثر»، ويضيف علي المطبعي لـ«الشرق الأوسط» أن «طبع الكتاب في المطابع الحجرية كان يستغرق عدة أشهر لإنجازه». وفيما يخص عمل المطابع في زمن النظام السابق، قال المطبعي: «كانت فترة مظلمة للمطابع في النجف حيث كانت هنالك مراقبة كبيرة من أجهزة أمن النظام ولا نستطيع طباعة أي كتاب ألا بموافقة أمنية»، مضيفا: «كنا نقوم باستنساخ أو طبع بعض الكتب الدينية الممنوعة في الليل ووسط حذر شديد خوفا من رجال الأمن، إضافة إلى استنساخ القليل من الكتب التي تدعوا إلى ثورة ضد النظام السابق».

إلى ذلك، قال رشيد المطبعي، وهو صاحب مطبعة أيضا، إن «هنالك الكثير من المعوقات تواجه عمل المطابع، ومنها الانقطاع المتكررة للتيار الكهربائي، وقلة الحصص من مادة الكازوئيل»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «على المسؤولين الاهتمام بالمطابع في الفترة القادمة كونها هي من تطبع لهم الدعاية الانتخابية».