مكتبة الإسكندرية تحتفي باليوبيل الذهبي لفرقة رضا للفنون الشعبية

توثق تاريخها الفني في ألبوم «الرقص حياتي»

رقصة عروس المولد («الشرق الأوسط»)
TT

تحتفل مكتبة الإسكندرية باليوبيل الذهبي لتأسيس فرقة رضا أهم فرقة للفنون الشعبية في مصر، وبهذه المناسبة أصدرت المكتبة ألبوما بعنوان «الرقص حياتي» يوثق لتاريخ فرقة رضا بالصور، وأعد الألبوم كل من الفنان محمود رضا مؤسس الفرقة، والفنانة فريدة فهمي إحدى أشهر راقصي الفرقة الأوائل.

يأتي إصدار الألبوم تزامنا مع الاحتفالية التي يقيمها مركز الفنون بالمكتبة بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس الفرقة في الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر الحالي، وذلك بحضور الفنان محمود رضا والفنانة فريدة فهمي، بالإضافة إلى رواد فرقة رضا من الراقصين الأوائل، وهم نيفين رامز، وحسن عفيفي، وهناء الشوربجي، ونبيل مبروك، وحمادة حسام الدين، والجداوي رمضان، وإيهاب حسن، وزكريا عبد الشافي، ونسرين بهاء، حيث يعتبر النجاح الساحق لفرقة رضا هو ما أعطى الشرعية لهذا النوع من الفن، كما أنه ارتقى بوضع راقصي المسرح المحترفين في مصر في الوقت الذي كان يُنظر فيه إلى الرقص على أنه مهنة غير شريفة. وتابع محيي الدين: «إن فكرة توثيق تاريخ فرقة رضا تأتي من الأهمية التاريخية والفنية للفرقة التي استطاعت أن تخطف قلوب الجماهير في كل مكان». مشيرا إلى أن الهدف من الألبوم هو إعطاء القارئ معلومات عن الرقصات المحلية للشعب المصري بالإضافة إلى إعطائه فكرة عن كيفية قيام محمود رضا باختيار وتجميع وتصميم تلك الرقصات لتقديمها للمسرح. وأضاف أن قيمة محمود رضا كفنان تتخطى حدود الزمان والمكان، كما أن أهميته للفن المصري غير مسبوقة، لافتا إلى أن أهمية الألبوم تكمن في إثباته أن الفن لا وطن له، وأنه أبلغ لغة للحوار بين الثقافات، ولأن الفكرة تتسق تماما مع رسالة مكتبة الإسكندرية في كونها نافذة مصر على العالم ونافذة العالم على مصر.

وأكد أن الفنان محمود رضا يُعتبر رائد فن الرقص المسرحي في مصر، فقد استطاع أن يخلق من خلال تصميماته الرائدة نوعا جديدا من الرقص يمزج بين العديد من الأنماط المختلفة، كما استطاع من خلالها أن يصور العديد من المشاعر والشخصيات المصرية من خلال الرقص المسرحي.

وأشارت الفنانة فريدة فهمي في مقدمة ألبوم «الرقص حياتي» إلى أن المعلومات المذكورة في هذا الألبوم تعتمد بشكل أساسي على الذكريات والخبرات الشخصية للمؤلفين، والصور التي تم التقاطها خلال الرحلات الميدانية التي قامت بها فرقة رضا.

وأكدت فهمي أن الصور التي قام الفنان محمود رضا بالتقاطها تقدم لمحة عن التراث الغني للرقص المتأصل في وجدان الشعب المصري منذ قديم الأزل، وهو نوع من أنواع التوثيق الذي يبين ما إذا كانت الرقصات التي تم تصويرها ما زالت تؤدى اليوم بعد مرور أكثر من 40 عاما أم لا.

ويعتمد ألبوم «الرقص حياتي» على محورين: الأول بحثي يرصد رحلات محمود رضا لأقاليم مصر المختلفة ليطلع على منابع الفن الشعبي. والمحور الثاني يعطي القارئ فكرة موجزة ومعبرة عن شكل الفنون الشعبية بشكل عام وفنون الرقص في أقاليم مصر المختلفة بشكل خاص. كما يوثّق الألبوم للرحلات الميدانية التي قام بها الفنان محمود رضا إلى أماكن شتى في مصر في محاولة لتجميع مادة فنية لاستخدامها في تقديم عروضه الفنية، وخلال بحثه عن الإلهام واكتشاف الإمكانات التي يمكن للرقص الشعبي أن يضيفها إلى خشبة المسرح.

وفي رحلة إلى العريش وسيوة وأسوان والصعيد وغزة والشرقية ومرسى مطروح وتركيا، ترصد الصور مشاركة محمود رضا في أحداث الرقص المحلية التي تعلم من خلالها التكنيك الخاص بكل حركة، وحاول استجماع الأسلوب والروح الخاصة بكل رقصة وتحليل وتوثيق المكونات الأساسية لكل رقصة.

يُذكر أن فرقة رضا بدأت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي تحت قيادة محمود رضا وقدمت عروضا لاقت القبول والاستحسان، وهي تُعتبر أول فرقة خاصة للفنون الشعبية. قدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس (آب) عام 1959، وصمم محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرّية، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته.

وفي عام 1961 أصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلي رضا، وفي عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول ثم إلى مسرح 26 يوليو بالعتبة ثم مسرح نقابة المهندسين ثم دار الأوبرا المصرية، وأخيرا مسرح البالون حيث استقرت به حتى الآن.

طافت الفرقة دول العالم أكثر من 5 مرات، واحتلت المراكز الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية والتي حضرها معظم ملوك ورؤساء الدول، وقدمت أكثر من 3000 عرض في مصر والعالم على كبرى المسارح العالمية. وحصلت الفرقة على العديد من الشهادات التقديرية في جميع العروض الداخلية والخارجية، وما زالت تشارك في العديد من المناسبات الفنية والقومية والعالمية والمؤتمرات والمهرجانات الدولية.